Saturday, February 21, 2009

شواشى الذرة ونوادى الجولف

منذ جاء «قيصر» إلى مصر ليولدها قيصرى وأنا أحبها من طرف واحد وكاتم فى قلبى سهر الليالى.
. فأنا أدوخ فى استبدال المعاش وغيرى يطلع له «بنك» فى باكو شيبسى..
ومع ذلك أحبها وأغنى لها محلاها عيشة الفلاح ربنا أخده وارتاح..
فى الأسبوع الماضى نجحت مصر فى التخلص من رئيس هيئة الطاقة الذرية.. انتظرت بفارغ الصبر بلوغه الستين ومنحته بضعة أشهر لتسوية عهدته، ثم طلبت منه أن يقوم بتخصيب «الدومينو» فى قهوة «بعجر»،
وهو ما يؤكد رغبة مصر فى دخول العصر النووى من ناحية بتاع العصير.
فمصر هى الدولة الوحيدة التى دخلت القرن الواحد والعشرين «بالتوك توك» وترفض دخول «النادى النووى» لأنه ليس فيه انتخابات أو مرشح حكومى.. ولو كان الرجل خبير سهرات فى مكتب وزير لجددوا له أو عينوه مستشاراً لشؤون الليل
. فمصر تقيم الملاهى لكنها لا تستطيع أن تقيم مفاعلاً ذرياً عند «السيدة الضبعة» دون أن تستأذن زوجها «السيد الضبع» والحاج «الضبع» كما نعلم مسافر وهربان بفلوس الناس، والبعض يقول إنه طلقها،
وعلى رئيس الهيئة أن ينتظر خاصة بعد أن أخذت إسرائيل من روسيا العلماء وأخذنا نحن العوالم، واستغنينا عن التخصيب بالتنقيط..
أحب مصر جداً خصوصاً الحته اللى فى آخر الفيلم لما المحافظ اتنكّر فى زى «شيال» علشان يمسك قضية تموين وبعدين جددوا له تقديراً لهيافته..
فمصر تمنع الكاتب الكبير «محمود عوض» من الكتابة فى صحف الحكومة وتسمح له بالسير فى شوارع القاهرة، وتمنع العربجى الكبير «على عوض» من السير فى شوارع القاهرة وتسمح له بالكتابة فى صحف الحكومة.
. وتفشل فى توحيد سعر الصرف فى البنوك وتنجح فى توحيد سعر الصرف الصحى فى الميادين..
وتزرع ستة مليون فدان نصفهم شواشى ذرة ونصفهم نوادى جولف..
وتبحث عن مقعد دائم فى مجلس الأمن بينما المقعد الدائم موجود عندها..
وعندما تخرج ابنى فى الكلية بتقدير امتياز مع الشكر والنفاذ رفض العميد تعيينه وقام بتعيين زوجته المتوفاة كمعيدة تخليداً لذكراها، ونصح ابنى أن يتوجه إلى قهوة «بعجر» ليلاعب رئيس هيئة الطاقة الذرية «دومينو»..
أحب مصر جداً خصوصاً الحتة اللى بعد النافورة التى يقول فيها الدستور: (لا تفرقة بين المواطنين على أساس «الجنس» أو الصور العريانة)..
وأردد دائماً قبل النوم: «تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر على المعونات
بقلم: جلال عامر
نقلا عن جريدة المصري اليوم

No comments: