Friday, February 06, 2009

اللهم اجعله خيرا

سبق لي أن كتبت أهاجم (خزعبلات) تفاسير الأحلام، ويبدو لي أن أحد (أساطين) هذه المهنة قد قرأ رأيي؛ فاستشاط غضبا، وأرسل لي من يعرفني لكي يتحداني ويثبت لي (علمه الحصيف).
ولم أمانع في الذهاب إليه، وعرض أحلامي عليه لكي يفسرها، غير أنه رفض ذلك، وطلب مني أن أكتبها في ورقة، وهو سوف يرد عليها ويفسرها خطيًّا.
وبعثت له (أضغاث) أحلام، بعضها ألَّفْتُها من خيالي، وبعضها ساعدني فيها رجلٌ كثير الأحلام
، وأتاني الرد التالي من المفسر الجهبذ:
ـ حلمت كأن لي أربع آذان. ـ معنى ذلك أن لك أربع نسوة شريرات، أو أربع بنات ليس لهن أم. والله أعلم
. ـ حلمت أن وجهي قد امتلأ بالنمش. ـ هذا يدل على كثرة الذنوب والمعاصي، والعياذ بالله.
ـ رأيت فيما يرى النائم أنني أحمل حطبًا على ظهري. ـ معناه أنك تحمل الغيبة والنميمة.
ـ حلمت أن عنقي تحول إلى عنق نعامة. ـ معنى ذلك أنك كاتم للحق.
ـ رأيت في المنام وكأنني فرحان وأرقص في أحد المراقص. ـ هذا يدل على أن المصائب سوف تتوالى عليك.
ـ حلمت كأن على رأسي إكليلا من الورد. ـ بما أن الورد لا يخلو من الشوك، فمعنى ذلك أنك تعيش في غم وهم.
ـ حلمت أنني أتسلق جبلا وأنا حافي القدمين. ـ معنى ذلك أنك رجل بدوي جاهل وسيئ الطباع.
ـ رأيت في منامي فرسًا جامحًا. ـ إذن أنت إنسان مجنون، أو على مشارف الجنون.
ـ حلمت أنني أشرب من ماء الجنة وخمرها وعسلها ولبنها. ـ سوف يكون العكس تماما، أي أنك بمشيئة الله ستحرم منها.
ـ شاهدت في منامي مجموعة من النساء الرياضيات. ـ معناه أنك مفتون ومفتتن وفتّان.
ـ حلمت وكأنني أجلس على حصيرة صغيرة. ـ ربما يدل هذا على ضيق الرزق، وانحطاط القدر، وقصر العمر.
ـ رأيت في المنام أن لساني طويل. ـ هذا يدل على البذاءة.
ـ حلمت كأنني أبصر بيدي، مثلما أبصر بعيني. ـ معناه أنك تكثر من ملامسة مَنْ يحرمن عليك من الإناث.
ـ حلمت أنني أسير في صحراء موحشة. ـ يدل ذلك على الفراغ العاطفي، والمتاهات التي ليس لها أول، ولا آخر
. ـ شاهدت في منامي شخصا ينزل من سلم. ـ إذن انتظر، ستصلك عما قريب أخبار سيئة جدا.
انتهت الإجابات (الرائعة) التي يبدو أن الرجل أراد فيها أن ينتقم منِّي شر انتقام.
وبالفعل، لم أنم تلك الليلة نوما طبيعيا، وأفقت قرب الفجر على (كابوس) كاد يخلع قلبي من شدة الرعب، ونهضت أسمّي على حالي، وأقرأ المعوذتين، وشربت ماء، وبللت به وجهي وصدري، قائلا: «اللهم اجعله خيرا.. اللهم اجعله خيرا».
وبعد أن هدأت، فتحت الراديو، وإذا بي أسمع أغنية «يا صباح الخير يا اللي معانا، يا اللي معانا».
بقلم: مشعل السديري
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط

No comments: