هل سنظل طوال حياتنا نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل, وأن نعتصم بالدعاء والرجاء فقط طالبين العون والمدد والمساعدة من الله لكي يكون وكيلاً لنا في إدارة معاركنا التي نصنعها بإراداتنا المغيبة عن إرادة الله التي لا يعلمها أحد, والمغيبة عن الواقع وفعالياته وتوازناته, ثم نقول هذه إرادة الله؟
وهل أرادة الله تريد لنا أن ننتقل من هزيمة إلى هزيمة ومن خيانة إلى أخرى؟
... وهل إرادة الله تبرر لنا أن نقتل أنفسنا بأيدينا ونتلذذ بالألم لحد الموت؟
وهل أرادة الله أن نتقاتل ونتناحر حول مفاهيم وقضايا التحرر الوطني الفلسطيني وخاصة بين فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية , بل وبين قوى المعارضة التي أصبحت هشة وضعيفة في الدول العربية المريضة بداءات الاستبداد والطغيان؟
إنها الفصائل المأزومة التي تبحث عن نصر خارج من غير رحم المجتمع المأزوم والعاجز عن مواجهة قضاياه الداخلية وعلى الرأس منها قضايا الفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي والفقر والبطالة والمرض, والعجز عن تحرير السجون والمعتقلات من جلاديها, إنه الفشل في مواجهة الظلم البيّن, والاستبداد الواضح, والفساد الذي أصبح ملء السمع والبصر, ولِما لا؟!!
إنها الفصائل المأزومة التي تبحث عن نصر خارج من غير رحم المجتمع المأزوم والعاجز عن مواجهة قضاياه الداخلية وعلى الرأس منها قضايا الفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي والفقر والبطالة والمرض, والعجز عن تحرير السجون والمعتقلات من جلاديها, إنه الفشل في مواجهة الظلم البيّن, والاستبداد الواضح, والفساد الذي أصبح ملء السمع والبصر, ولِما لا؟!!
والتشبث بالقضية الفلسطينية باعتبارها منفث للكبت والقهر والاستعباد الداخلي ليقول هؤلاء المأزومين المهزومين من أنظمة الحكم في بلدانهم وأوطانهم: افتحوا باب الجهاد, نريد أن نحرر فلسطين, خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود, أنصروا غزة, قاطعوا المنتجات الإسرائيلية والأمريكية وفي الوقت ذاته نستورد من هذا الغرب الذي نضعه في ميزان الأعداء ما يزيد عن ثلثي الغذاء في العالم العربي, ونستورد منه الأسلحة والذخائر وأسباب الرفاهية والنعيم؟!!
وهل كتب الله علينا أن نكون مهزومين ومهانين وأذلاء ,من جانب الحكام العرب المهزومين أصلاً أمام الدول التي يوالونها وأن يهزمنا الحكام العرب ويذلونا في أوطاننا وداخل حدود أراضينا في كل بلاد العرب الأعراب المعاريب ثم نقول هذه إرادة الله؟
وهل كتب الله علينا أن نكون مهزومين ومهانين وأذلاء ,من جانب الحكام العرب المهزومين أصلاً أمام الدول التي يوالونها وأن يهزمنا الحكام العرب ويذلونا في أوطاننا وداخل حدود أراضينا في كل بلاد العرب الأعراب المعاريب ثم نقول هذه إرادة الله؟
هل الله يريد ما يحدث لشعب فلسطين في غزة من قتل وإبادة وتدمير وذل وإهانة من جانب الصهاينة الإسرائيليين ومن جانب أدعياء النصر والشهادة؟
وهل حماس منقادة طوعاً أو كرهاً لهذه الإرادة الإلهية العليا التي لا يمكن لها أن تعصاها أو تخالف أوامرها السماوية العلوية؟
... وهل كتب على منظمة فتح أن تعيش في الضفة وأن تعيش الفصائل الفلسطينية في دمشق وبيروت وطهران لتدير فصائلها في غزة لصالح ولاءات خارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني؟
هل كتب الله القتال علي المسلمين وهو كره لهم, ومن ثم كتب عليهم التخاذل والتناحر وفرض عليهم أن يكونوا متفرقين أشلاء موزعة ولاءاتهم بين الشرق والغرب؟
هل كتب الله القتال علي المسلمين وهو كره لهم, ومن ثم كتب عليهم التخاذل والتناحر وفرض عليهم أن يكونوا متفرقين أشلاء موزعة ولاءاتهم بين الشرق والغرب؟
ولماذا لا تملك الشعوب إلا الدعاء والتهجد والصلاة والرجاء؟
ولماذا لم يستجيب الله لهذه الأدعية والتمتمات على المسابح وفي الصلوات بالرغم من رفع الأيادي لسنوات طويلة مكللة بالهزائم والنكبات؟ أسئلة خائرة واهنة تظهر مدي العجز والانهيار أمام القوة الإسرائيلية الغاشمة القاتلة التي لا ترحم ولا تفرق بين الضعيف والقوي وبين الصغير والكبير وبين الأطفال والنساء في غيبة قوة العرب الأعراب المعاريب أصحاب نظريات الخيانة والعمالة للغرب وإسرائيل والأمريكان.
وإذا كان الله لا يريد ما يحدث لنا, فهل الشيطان يريد ذلك؟
وإذا كان الله لا يريد ما يحدث لنا, فهل الشيطان يريد ذلك؟
في حالة فلسفية تائهة بين دروب الأزمات وحارات مسدودة لا يرتجي معها أمل في الخروج من أنفاق الأزمات التي يصنعها الحكام العرب أنفسهم وبإرادتهم الموجهة حسب ولاءاتهم ومنفعتهم الشخصية المنحصرة في الاستبداد ومن ثم استمراء القتل والطغيان لأبناء الشعوب العربية داخل البلاد المتحولة بالطغيان والاستبداد إلى سجون ومعتقلات بحجم مساحة البلاد العربية؟
وأعتقد أن أعوان الأنظمة الاستبدادية الظالمة هم أدعياء القومية العربية والخلافة الإسلامية المتخاصمون مع عقولهم والمحاربون لأنفسهم, الكارهين للآخر, وهم أنفسهم أصحاب نظرية الخيانة والعمالة والمؤامرة فهم معذورون لأن الآفة ليست في الجسد فقط وإنما هي آفة العقل المريض العاجز الذي لا يقوى أن يقاوم الظلم في إطار وطنه ويريد أن يقاوم الظلم خارج وطنه فهو المتخاصم مع أهله وعشيرته ويريد أن يتصالح مع من هم أبعد من دائرة الأهل والعشيرة!!
المرضى النفسيين دائماً لا يعتقدون أنهم مرضى, والمرضي العقليين لا يرون غيرهم إلا مجانين!!
المرضى النفسيين دائماً لا يعتقدون أنهم مرضى, والمرضي العقليين لا يرون غيرهم إلا مجانين!!
أهل الخيانة والعمالة هم من يخونوا أنفسهم أولاً ويتهموا غيرهم بنفس الداء لأن مرضهم مستحكم بالعقل ونفوسهم مضطربة مريضة!!
لم يدري المرضي النفسيين ومعهم المرضى العقليين فاقدي الأهلية القانونية والمشروعية الاجتماعية, أنهم متخاصمون مع أنفسهم فكيف بهم يتصالحوا مع الآخرين؟؟
وشرفهم العقلي المفقود بفعل الحسد الاجتماعي والفشل السياسي والخيبات المتوالية في حياتهم العملية والاجتماعية تجعلهم يرمون غيرهم بالأكاذيب والاتهامات, وأقلها الخيانة والعمالة والترويج لمشاريع الصهيونية والإمبريالية العالمية لأنهم عاجزون عن تحقيق مصالحهم بتحالفاتهم مع أنظمة الطغيان العربية التي لم تنظر إليهم بنظرة الولاء والطاعة لأنها تعلم أنهم أسوأ من السوء ذاته،
ولأن وجودهم هو المبرر الطبيعي لبقاء هذه الأنظمة الاستبدادية على كراسي الحكم والسلطة ولذلك فهم يتشبثوا بالتوافه ويلعقوا الخيبات ويدّعوا أنهم يدافعوا عن وطن, والوطن على هذا المنوال يصبح هو الشماعة للخيابات, والوطنية تصير هي الملاذ الأخير للأنذال لأنه ليس من إنسان بلا وطن, وإن غاب الوطن بإرادة الاحتلال الأجنبي أو الاحتلال الوطني حيناً, فحتماً سيعود
ولكن بإرادة مَن؟ وهذا هو السؤال!!
محمود الزهيري
No comments:
Post a Comment