غزة تحترق, هذا اقل ما يمكن أن نوصف به مايحدث في غزة هذه الأيام, إنها أيام صعبة يعيشها سكان القطاع المنكوب, الموت يطارد الكل ورائحة الموت تنتشر في كل الشوارع والميادين. ظروف إنسانية غاية في الصعوبة من نقص في المواد الغذائية والطبية والوقود والطاقة والكهرباء إنه نقص لكل مستلزمات الحياة شمل القطاع.
وصل عدد الضحايا لما يقرب من أربعة ألاف فلسطيني ما بين قتيل وجريح, هذا هو نتاج سيطرة حماس على القطاع, وهذا هو الثمن الذي دفعه ويدفعه الفلسطينيين من أجل أن تستمر حماس في السلطة.
حاولت القيادة المصرية مراراً وتكراراً توحيد الصف الفلسطيني وعودة الحكم الشرعي للقطاع بعد أن انقضت حماس على فتح واستطاعت طردها من قطاع غزة ليصير لدينا حكومتان فلسطينيتان أحدهما في غزة والأخرى في الضفة الغربية.
كما حاولت مصر إقناع حماس بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل ولم تفلح جهود مصر ولم تصغ قيادة حماس لصوت العقل واستمرت في عنادها وإمطارها إسرائيل بالصواريخ, علماً بأن صواريخ حماس أشبه بالألعاب النارية التي كنا نلعب بها ونحن صغار فكل صواريخ حماس ما قبل الجهوم الإسرائيلي وبعد وحتى كتابة هذه السطور قد أسفرت عن مقتل أربع إسرائليين فقط لا غير.
فهل قتل أربع إسرائليين من وجهه نظر حماس تستحق هذا الكم من الخراب والدمار والخسائر في الأرواح التي تحدث في غزة؟؟؟ لقد حاولت مصر أن تجنب الفلسطينيين نتائج حرب غير متكاقئة وحاولت القيادة المصرية أن تجنب الفلسطينيين ويلات الحرب ولكن كل المحاولات المصرية باءت بالفشل!!!!!
وما إن انطلقت الشرارة الأولى للحرب حتى رأينا المتربصين بمصر وشعبها وأمنها يفتحون حناجرهم مطالبين مصر بالدخول في الحرب وفتح معبررفح وطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وقطع إمداد الغاز الطبيعي وغيرها.
وما إن انطلقت الشرارة الأولى للحرب حتى رأينا المتربصين بمصر وشعبها وأمنها يفتحون حناجرهم مطالبين مصر بالدخول في الحرب وفتح معبررفح وطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وقطع إمداد الغاز الطبيعي وغيرها.
وكأن مصر هي السبب في المشكلة أو هي التي بدأت بالحرب أو شجعت الفلسطينيين على الدخول في الحرب. أو كأنه كُتب على مصر والمصريين أن يدفعوا ثمن غلطات وحماقات العرب ويكون الثمن دم المصريين وزعزعة أمنها القومي وتدمير إقتصاد مصر. ثم يقفوا هم موقف المتفرج وتناسى كل هؤلاء أن مصر خاضت من أجل العرب أربعة حروب حصدت مئات الآلاف من الشباب المصري وأثرت تأثيراً كبيراً على إقتصادها مما أدى إلى أن يعيش نسبة كبيرة من الشعب المصري تحت خط الفقر. بل أنهم يعايرون مصر والمصريين بالفقر الذين كانت غلطاتهم وعدم نخوتهم وهشاشة رجولتهم السبب في أن تحمل مصر لواء الدفاع عنهم, فلو كانوا هم رجالاً لدافعوا عن أنفسهم ولما اضطرت مصر للدفاع عنهم.
فوجدنا حسن نصرلله يطالب المصريين بالتظاهر ضد النظام المصري, وإيران وسوريا تخرج المظاهرات أمام السفارة المصرية, واليمن تسمح للبعض بإحتلال السفارة المصرية وإنزال العلم المصري من عليها ورفع العلم الفلسطيني وكأن مصر أصبحت هي عدوهم وليس إسرائيل. ولا أدري أي دماء تجري في عروق هؤلاء.
مصر ليست الدولة الوحيدة التي لها حدود مع إسرائيل، هناك ثلاث دول عربية أخرى لماذا لا يتحدون ويذهبون لفتح جبهة قتال ضد إسرائيل إن لم يحرروا القدس سيخفون الضغط عن غزة؟, هذا إذا كانوا رجالاً.
الغريب في الموضوع إنضمام قوى وطنية مصرية عديدة لهذه الأصوات هؤلاء الذين باعوا الوطن من أجل حفنة من الريالات هؤلاء الذين هانت عليهم مصر وشعبها وانساقوا خلف الحاقدين والمتربصين بمصر.
ولقد كان علي رأس هؤلاء الإخوان المسلمين الذين تسببوا في حدوث مظاهرات عديدة بمصر بل الأدهى من ذلك أن مصريين من مسلمي المهجر إشتركوا في مظاهرات ضد سفارة مصر واضعين أياديهم في أيدي غير المصريين كما حدث في لندن وواشنطن من جبهة إنقاذ مصر وعناصر من الإسلاميين والإخوان المسلمين. ويا للعار عندما يُباع الوطن بأرخص الأثمان وعندما يضع أبناء الوطن أياديهم في يد الحاقدين على الوطن ضد الوطن!!!!
ولكن من بين المصريين هناك الغالبية التي رفضت الإنسياق خلف هذه التخاريف وكان على رأس هؤلاء الأقباط، بالرغم من الخلاف المستمر بين الأقباط والنظام إلا أن النظام حظى بتأييد ومساندة الأقباط في الداخل والخارج.
ولكن من بين المصريين هناك الغالبية التي رفضت الإنسياق خلف هذه التخاريف وكان على رأس هؤلاء الأقباط، بالرغم من الخلاف المستمر بين الأقباط والنظام إلا أن النظام حظى بتأييد ومساندة الأقباط في الداخل والخارج.
وأثبت الأقباط أنهم أبناء مصر الأوفياء وأنهم لا يريدون جرجرة الوطن في حروب ليس لنا فيها ناقة ولا بعير وأن دمائنا وأرواحنا هي من أجل مصر ومصر فقط, وجيشنا من أجل الدفاع عن مصر وعن تراب مصر ومصر فقط. نعم نتعاطف من الفلسطيين ولكن لن تموت مصر من أجل فلسطين أو من أجل العرب، فمصر أولاً وقبل كل شيء.
لقد أثبت الأقباط أن خلافهم مع النظام من أجل مصر وإتفاقهم معه من أجل مصر فالوطن هو محور إتفاقنا وهو محور خلافنا. اليوم نتفق مع النظام من أجل مصر وغداً ربما نختلف معه من أجل مصر، فلنا مطالب من أجل أن يسود العدل والمساواة أرجاء الوطن ومن أجل مواطنة كاملة غير منقوصة لكل المصريين.
فهل يقدّر النظام موقف الأقباط ومساندتهم له ويستجيب لمطالبهم العادلة؟؟ إن تجاربنا مع النظام لا توحي بالأمل وعزائنا أن موقفنا نابع من حبنا لتراب بلدنا وليس للنظام أو غيره وأيضاً لقد برهنّا للعالم أجمع أن مصر في قلب وعقل وفكر كل قبطي, ومصر أولاً وقبل كل شيء
بقلم مدحت عويضة
نقلا عن الأهرام الجديد الكندية
No comments:
Post a Comment