(حبيبتي).. كتبتها ووضعت القلم فوق الورق. ووجدت القلم لا يثبت، فسحبت وردة من باقة ورد أمامي ووضعتها إلى جوار القلم، حتى لا يتدحرج. وتساءلت: هل لهذه الكلمة معنى.. أم أنها هي الأخرى مثل وردة ذبلت؟ لأن أحدا لم يشمها، أو لأن لها عمرًا وبعده تموت. فهل لهذه الكلمة عمر؟ والجواب: ليس لها عمر.. فحبيبتي فعلا قد كبرت، ولكني لا أراها كذلك. فليس غريبا أن أقول لها حبيبتي، وأن أهنئها بعيدها الماسي. أتمنى لها، مع الصحة والعافية عمرا مديدا..
ولكن الذي كبر وتقدمت به السن هو الذي راح يراجع ما يقول ويتساءل إنْ كان من اللائق أن يقول ذلك. إنني أستطيع أن أقبِّل أية فتاة، وأية طفلة، وأية أم.. والسبب أنني كبرت، وأن الشيخوخة لها احترام. وإنْ كنت أتوارى وراءها وأقبِّل وأعانق وأتظاهر بأنني لا أشعر بشيء، كأنني أعانق رجالا.. وهى أكذوبة بيضاء يصدقها الناس ويتظاهرون بذلك.. ولكن عندما أقول (حبيبتي)، فلست كاذبا، ولا أتظاهر بالصدق، وإنما هذا شعور عميق لا أعرف مداه، ولم أحاول. فقد ألقيت بهذه الكلمة في بئر عميق في قلب عميق أيضا. فهي في حصن حصين، في بنيان متين من المودة والحنين والخوف والأنين..
واكتفيت بهذه الكلمة، ولم أجد ما أقوله بعد ذلك
ولكن الذي كبر وتقدمت به السن هو الذي راح يراجع ما يقول ويتساءل إنْ كان من اللائق أن يقول ذلك. إنني أستطيع أن أقبِّل أية فتاة، وأية طفلة، وأية أم.. والسبب أنني كبرت، وأن الشيخوخة لها احترام. وإنْ كنت أتوارى وراءها وأقبِّل وأعانق وأتظاهر بأنني لا أشعر بشيء، كأنني أعانق رجالا.. وهى أكذوبة بيضاء يصدقها الناس ويتظاهرون بذلك.. ولكن عندما أقول (حبيبتي)، فلست كاذبا، ولا أتظاهر بالصدق، وإنما هذا شعور عميق لا أعرف مداه، ولم أحاول. فقد ألقيت بهذه الكلمة في بئر عميق في قلب عميق أيضا. فهي في حصن حصين، في بنيان متين من المودة والحنين والخوف والأنين..
واكتفيت بهذه الكلمة، ولم أجد ما أقوله بعد ذلك
بقلم: أنيس منصور
الشرق الأوسط
No comments:
Post a Comment