استضاف نادي قضاة مصر مساء أمس الأول في صالون الإمام محمد عبده الثقافي، الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للمشاركة في ندوة خاصة بناء علي طلب القضاة أنفسهم، واستجاب هيكل للطلب الذي وصفه بأنه لا يرد، قائلا «عندما سألني الدكتور يحيي الجمل عن رأيي في طلب القضاة بدعوتي إلي ناديهم، قلت له إن القضاة يطلبون فقط».
وأشار هيكل إلي أن تحديده لموعد الندوة كان بسبب سفره إلي خارج مصر لمدة ستة أسابيع سيقضي فترة منها في الولايات المتحدة لمتابعة تطورات الانتخابات الأمريكية، قائلا «تلك الانتخابات غير مسبوقة، ورغم أن الرئيس المقبل من وجهة نظري لن يكون أفضل من بوش، بل أعتقد أنه سيكون أسوأ منه في تقديري، فإن متابعتها مهمة، رغم أنني لن أنشرها لأي صحيفة لكن يموت الزمار وإيديه بتلعب».
واستعرض الكاتب الكبير بذكائه المعهود وقدرته الخاصة علي الربط والتحليل، مشاكل الأمة العربية وقضايا المنطقة، حتي أنه بعد أن انتهي من رصد الأوضاع المتردية في كل من السودان ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين، قال «هذه هي أوضاعنا مع الأسف فاضل إيه في العالم العربي».
وقال هيكل في بداية محاضرته: «شرف لي أن أحضر ضيفا علي نادي القضاة، وفي الحقيقة قاومت لأسباب عديدة، وجاءت الدعوة الكريمة، لكن الظروف وضعتني في موقف صعب فأصبحت أشبه بشخص يركب لغما في حقل ألغام، والمستشار رئيس النادي مشكورا أعفاني من الحديث عن مناطق ألغام وأنا أشكره،
وأشار هيكل إلي أن تحديده لموعد الندوة كان بسبب سفره إلي خارج مصر لمدة ستة أسابيع سيقضي فترة منها في الولايات المتحدة لمتابعة تطورات الانتخابات الأمريكية، قائلا «تلك الانتخابات غير مسبوقة، ورغم أن الرئيس المقبل من وجهة نظري لن يكون أفضل من بوش، بل أعتقد أنه سيكون أسوأ منه في تقديري، فإن متابعتها مهمة، رغم أنني لن أنشرها لأي صحيفة لكن يموت الزمار وإيديه بتلعب».
واستعرض الكاتب الكبير بذكائه المعهود وقدرته الخاصة علي الربط والتحليل، مشاكل الأمة العربية وقضايا المنطقة، حتي أنه بعد أن انتهي من رصد الأوضاع المتردية في كل من السودان ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين، قال «هذه هي أوضاعنا مع الأسف فاضل إيه في العالم العربي».
وقال هيكل في بداية محاضرته: «شرف لي أن أحضر ضيفا علي نادي القضاة، وفي الحقيقة قاومت لأسباب عديدة، وجاءت الدعوة الكريمة، لكن الظروف وضعتني في موقف صعب فأصبحت أشبه بشخص يركب لغما في حقل ألغام، والمستشار رئيس النادي مشكورا أعفاني من الحديث عن مناطق ألغام وأنا أشكره،
والسؤال الذي يواجهني دائما إحنا رايحين علي فين؟ وأقول هناك إجابة مختصرة حملها بيت شعر لحافظ إبراهيم بأننا «رايحين في داهية» وهو شعر كان قد أبدعه عن فترة شبابه وانتقاله للعيش مع زوج أمه بعد وفاة أبيه».
وأضاف هيكل «أما الإجابة الأطول فالوضع الراهن يذكرني بتجربة الدولة العربية في الأندلس وملوك وأمراء الطوائف، والتي يجب أن تكون درسا لنا» وعقد الكاتب الكبير مقارنة بين الدول العربية حاليا والدولة العربية في الأندلس للتدليل علي كلامه، وقال «إن هناك تشابها في التقاتل علي الغنائم والانبهار بالأجنبي والغفلة عن حقائق الواقع والضياع في قضايا ومتاهات فرعية والأنانية الشديدة»، مضيفا أن الأمراء استعانوا بجيوش أجنبية ومرتزقة للحرب معهم وهو ما يحدث الآن، وتابع «كلما أري الوضع الحالي أخشي علي المنطقة العربية من تكرار ما حدث في الأندلس».
وأشار هيكل إلي أن السودان مقبل علي عملية جراحية مؤلمة، وقال «يؤسفني قول ذلك لكن الأزمة في السودان معقدة والحكومة هناك اعتقدت أن المشاكل العرقية والقومية والانقسامات يمكن أن تحسمها أو تحلها القوة العسكرية، وهذا غير صحيح لأنها أهملت لعقود طويلة».
وأضاف «مع الأسف السودان غير قابل للبقاء كما هو حاليا، خصوصا أن هذا البلد أنشئ دون رابط يربطه ولم يحدث دمج فيه مثلما قد ينجح في دول أخري»، مؤكدا أن مقولة وحدة وادي النيل غير صحيحة.
وأوضح هيكل أن لبنان أفلت من أزمة خطيرة كان يمكن أن تعصف بهذا البلد، «الذي لا أري أنه واحة للديمقراطية في المنطقة كما يشاع»، وقال: «أعتقد أن الأزمة الأخيرة غير واضحة المعالم وتفاصيلها غامضة أيضا»، مضيفا أن لبنان تركيبة صعبة وبعض الدول العربية تلعب هناك بهدف إحراج سوريا، والسوريون أيضا ارتكبوا أخطاء في لبنان.
ولفت هيكل إلي أن «حسن نصر الله» نظلمه عندما نقول إنه رجل أو عميل إيران في لبنان، رغم أنه تصرف كلبناني ودخل حربا مشرفة غيرت مفاهيم المقاومة مع إسرائيل التي تعلمت علي أيديهم درسا في منطق المقاومة، كما أن هناك ثلاثة أجهزة مخابرات عربية، متواطئة في عملية اغتيال عماد مغنية، الرجل الحديدي، مسؤول العمل الميداني بالحزب.. وهذه ضربة قاصمة لحزب الله.
وتوقع هيكل تصفية القضية الفلسطينية خلال ١٠ سنوات، وقال: «يجري حاليا تصفية أنبل قضية في التاريخ وبقسوة، وما يتبقي منها هو مجموعة من الجيوب والشراذم وبقايا القضية وهذه ستموت، وأنا دائما متفائل لكن الأمل في أن تحيا القضية في أي مرحلة أخري»، وتحدث هيكل عن برودة العلاقات بين مصر وإيران، قائلا: «لا أفهم ولا أجد سببا أو لمصلحة من تظل هذه العلاقة مجمدة وتظل مصر في حالة عداء وقلق مع إيران»، مضيفا أن إيران كدولة وكأمة مهمة لنا، وهي دولة محورية وكبيرة مثلنا تماما، ورفض هيكل التحجج بمسألة التخوف المصري من السلاح النووي لإيران متسائلا: «كيف نخاف من قنبلة نووية ستصنعها إيران في أقل تقدير خلال ما بين ٨ و١٠ سنوات ولا نخاف من ١٥٠ قنبلة نووية موجودة علي حدودنا في إسرائيل؟!».
وأعقبت محاضرة هيكل مناقشة مفتوحة مع القضاة، وعدد من الكتاب والصحفيين حول قضايا ومشاكل المنطقة وما تواجهه الدول العربية من تحديات ومنعطفات، كما تطرقت المناقشات إلي الأوضاع الداخلية في مصر، وقضية استقلال القضاء ومدي التأثير الواقع علي القضاء وعلاقته بالسلطة التنفيذية.
كان واضحا أن هيكل السياسي يقاوم هيكل الصحفي، فلقد كان الأستاذ يجاهد نفسه في الحديث، ويقاوم الكلام في أكثر من مرة وبطرق مختلفة، سواء بعدم الخوض في تفاصيل معينة أو عند طرح أسئلة حول قضايا مطروحة للنقاش حاليا.
وفي رده علي سؤال للدكتور محمد نور فرحات، حول حركات الاحتجاج والصحافة المستقلة قال: أنا متفائل بالصحافة المستقلة وبالمدونات وبروح الشباب عموما، لكن لست متفائلا علي المستوي القريب، لأني أعتقد أن هذه الفترة ستطول، وما يقلقني بشدة أن الاحتجاج يقابله عناد من الأنظمة، والوسائل التكنولوجية الحديثة للنقد والاحتجاج تقابلها وسائل تكنولوجية أشد قمعا وفتكا»، وأوضح بقوله: «لا يوجد تليفون غير مراقب، والانترنت تحت الرقابة، والنقد في الصحف لا يتم سماعه أصلا»، وأضاف: «لقد انتهي عهد سقوط الحكومات بالمظاهرات، والحكومة تسقط حاليا بسبب تضارب المصالح».
وقبل نهاية المناقشة، طلب المستشار ناجي دربالة نائب رئيس محكمة النقض، من هيكل التحدث باستفاضة عن أزمة القضاة مع الدولة واستقلال القضاء، وقال دربالة: «بمناسبة وجود الكاتب الكبير معنا في نادي القضاة وبهذه المناسبة، فمن الطبيعي والضروري أن نتحدث عن استقلال القضاء وأزمة القضاة وناديهم مع الدولة، خصوصا الأزمة التي تفجرت قبل عامين»، غير أن هيكل أطرق للحظات قبل أن يقول: «أنا متابع جيد لما حدث ولايزال يحدث، ولكن لا أريد أن أتسبب في أي مشاكل أو منغصات لكم» ـ يقصد القضاة ـ فقال دربالة: «نحن نرفع عنك الحرج، ونريد منكم أن تتحدث وتحلل بنظرتك المعهودة عن أزمة القضاء»،
لكن هيكل قال: «ما دمنا في نادي القضاة فأهل مكة أدري بشعابها وأنتم أعلم بأموركم، وأنا لا أريد أن أتحدث فيما أعرف، وما لا أعرف»، وعقب دربالة بقوله: «نحن لا نتراجع عن مطالبنا المشروعة، وهي مطالب عادلة أيضا ولن نتهاون في المطالبة بها»، فرد هيكل: «أنا مسلم بهذه المطالب، وأعرفها جيدا»، ثم وجه الكاتب الكبير كلامه إلي الصحفيين الموجودين وخصوصا مجدي الجلاد رئيس تحرير «المصري اليوم» قائلا: «بلاش تحريض يا مجدي يا جلاد»،
وأضاف: «أنا دائما ما أتعرض لأزمات ومشاكل ولا يهمني، ولكن لا أريد هنا أن تحدث لكم مشاكل»، وتدخل الجلاد بقوله: «أحب أن ألفت النظر هنا إلي أن الأستاذ هيكل لا يخاف أو يتراجع، وهناك تجربة هي أنه عندما أردنا نشر مقالاته التاريخية المعنونة برسائل إلي الرئيس مبارك، طلب هيكل التمهل في نشرها قائلا: (أنا متعود علي المشاكل، لكن إذا كانت ستتسبب لكم في مشاكل فلا تنشروها)،
ووجه الجلاد سؤالا إلي هيكل: «هل سنتعرض لردة عن الإصلاح في حرية الرأي والتعبير خلال الفترة المقبلة»، فأجاب هيكل بقوله: «أخالفك الرأي، فما سيحدث هو شدة وليست ردة، ومصر مقبلة خلال الفترة المقبلة علي ما لم تشهده من قبل في تاريخها»،
وأضاف: «مصادفة أن أحضر إلي نادي القضاة في نفس التوقيت الذي يصدر فيه قرار بمد الطوارئ لمدة عامين، ونادي القضاة له أراء واضحة وأعلمها عن الطوارئ، لكن مطلوب من جميع الأطراف المعنية أن تتدبر مواقفها وخطواتها جيدا لمعرفة كيف يمكن أن تواجه هذه الأزمة»، وقال: «هذان العامان - يقصد فترة مد الطوارئ - سيحكيان لنا عما سيحدث»، واستدار لمجدي الجلاد قائلا: «هتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه قبل كده». وسط تصفيق من الحضور.
وأضاف هيكل «أما الإجابة الأطول فالوضع الراهن يذكرني بتجربة الدولة العربية في الأندلس وملوك وأمراء الطوائف، والتي يجب أن تكون درسا لنا» وعقد الكاتب الكبير مقارنة بين الدول العربية حاليا والدولة العربية في الأندلس للتدليل علي كلامه، وقال «إن هناك تشابها في التقاتل علي الغنائم والانبهار بالأجنبي والغفلة عن حقائق الواقع والضياع في قضايا ومتاهات فرعية والأنانية الشديدة»، مضيفا أن الأمراء استعانوا بجيوش أجنبية ومرتزقة للحرب معهم وهو ما يحدث الآن، وتابع «كلما أري الوضع الحالي أخشي علي المنطقة العربية من تكرار ما حدث في الأندلس».
وأشار هيكل إلي أن السودان مقبل علي عملية جراحية مؤلمة، وقال «يؤسفني قول ذلك لكن الأزمة في السودان معقدة والحكومة هناك اعتقدت أن المشاكل العرقية والقومية والانقسامات يمكن أن تحسمها أو تحلها القوة العسكرية، وهذا غير صحيح لأنها أهملت لعقود طويلة».
وأضاف «مع الأسف السودان غير قابل للبقاء كما هو حاليا، خصوصا أن هذا البلد أنشئ دون رابط يربطه ولم يحدث دمج فيه مثلما قد ينجح في دول أخري»، مؤكدا أن مقولة وحدة وادي النيل غير صحيحة.
وأوضح هيكل أن لبنان أفلت من أزمة خطيرة كان يمكن أن تعصف بهذا البلد، «الذي لا أري أنه واحة للديمقراطية في المنطقة كما يشاع»، وقال: «أعتقد أن الأزمة الأخيرة غير واضحة المعالم وتفاصيلها غامضة أيضا»، مضيفا أن لبنان تركيبة صعبة وبعض الدول العربية تلعب هناك بهدف إحراج سوريا، والسوريون أيضا ارتكبوا أخطاء في لبنان.
ولفت هيكل إلي أن «حسن نصر الله» نظلمه عندما نقول إنه رجل أو عميل إيران في لبنان، رغم أنه تصرف كلبناني ودخل حربا مشرفة غيرت مفاهيم المقاومة مع إسرائيل التي تعلمت علي أيديهم درسا في منطق المقاومة، كما أن هناك ثلاثة أجهزة مخابرات عربية، متواطئة في عملية اغتيال عماد مغنية، الرجل الحديدي، مسؤول العمل الميداني بالحزب.. وهذه ضربة قاصمة لحزب الله.
وتوقع هيكل تصفية القضية الفلسطينية خلال ١٠ سنوات، وقال: «يجري حاليا تصفية أنبل قضية في التاريخ وبقسوة، وما يتبقي منها هو مجموعة من الجيوب والشراذم وبقايا القضية وهذه ستموت، وأنا دائما متفائل لكن الأمل في أن تحيا القضية في أي مرحلة أخري»، وتحدث هيكل عن برودة العلاقات بين مصر وإيران، قائلا: «لا أفهم ولا أجد سببا أو لمصلحة من تظل هذه العلاقة مجمدة وتظل مصر في حالة عداء وقلق مع إيران»، مضيفا أن إيران كدولة وكأمة مهمة لنا، وهي دولة محورية وكبيرة مثلنا تماما، ورفض هيكل التحجج بمسألة التخوف المصري من السلاح النووي لإيران متسائلا: «كيف نخاف من قنبلة نووية ستصنعها إيران في أقل تقدير خلال ما بين ٨ و١٠ سنوات ولا نخاف من ١٥٠ قنبلة نووية موجودة علي حدودنا في إسرائيل؟!».
وأعقبت محاضرة هيكل مناقشة مفتوحة مع القضاة، وعدد من الكتاب والصحفيين حول قضايا ومشاكل المنطقة وما تواجهه الدول العربية من تحديات ومنعطفات، كما تطرقت المناقشات إلي الأوضاع الداخلية في مصر، وقضية استقلال القضاء ومدي التأثير الواقع علي القضاء وعلاقته بالسلطة التنفيذية.
كان واضحا أن هيكل السياسي يقاوم هيكل الصحفي، فلقد كان الأستاذ يجاهد نفسه في الحديث، ويقاوم الكلام في أكثر من مرة وبطرق مختلفة، سواء بعدم الخوض في تفاصيل معينة أو عند طرح أسئلة حول قضايا مطروحة للنقاش حاليا.
وفي رده علي سؤال للدكتور محمد نور فرحات، حول حركات الاحتجاج والصحافة المستقلة قال: أنا متفائل بالصحافة المستقلة وبالمدونات وبروح الشباب عموما، لكن لست متفائلا علي المستوي القريب، لأني أعتقد أن هذه الفترة ستطول، وما يقلقني بشدة أن الاحتجاج يقابله عناد من الأنظمة، والوسائل التكنولوجية الحديثة للنقد والاحتجاج تقابلها وسائل تكنولوجية أشد قمعا وفتكا»، وأوضح بقوله: «لا يوجد تليفون غير مراقب، والانترنت تحت الرقابة، والنقد في الصحف لا يتم سماعه أصلا»، وأضاف: «لقد انتهي عهد سقوط الحكومات بالمظاهرات، والحكومة تسقط حاليا بسبب تضارب المصالح».
وقبل نهاية المناقشة، طلب المستشار ناجي دربالة نائب رئيس محكمة النقض، من هيكل التحدث باستفاضة عن أزمة القضاة مع الدولة واستقلال القضاء، وقال دربالة: «بمناسبة وجود الكاتب الكبير معنا في نادي القضاة وبهذه المناسبة، فمن الطبيعي والضروري أن نتحدث عن استقلال القضاء وأزمة القضاة وناديهم مع الدولة، خصوصا الأزمة التي تفجرت قبل عامين»، غير أن هيكل أطرق للحظات قبل أن يقول: «أنا متابع جيد لما حدث ولايزال يحدث، ولكن لا أريد أن أتسبب في أي مشاكل أو منغصات لكم» ـ يقصد القضاة ـ فقال دربالة: «نحن نرفع عنك الحرج، ونريد منكم أن تتحدث وتحلل بنظرتك المعهودة عن أزمة القضاء»،
لكن هيكل قال: «ما دمنا في نادي القضاة فأهل مكة أدري بشعابها وأنتم أعلم بأموركم، وأنا لا أريد أن أتحدث فيما أعرف، وما لا أعرف»، وعقب دربالة بقوله: «نحن لا نتراجع عن مطالبنا المشروعة، وهي مطالب عادلة أيضا ولن نتهاون في المطالبة بها»، فرد هيكل: «أنا مسلم بهذه المطالب، وأعرفها جيدا»، ثم وجه الكاتب الكبير كلامه إلي الصحفيين الموجودين وخصوصا مجدي الجلاد رئيس تحرير «المصري اليوم» قائلا: «بلاش تحريض يا مجدي يا جلاد»،
وأضاف: «أنا دائما ما أتعرض لأزمات ومشاكل ولا يهمني، ولكن لا أريد هنا أن تحدث لكم مشاكل»، وتدخل الجلاد بقوله: «أحب أن ألفت النظر هنا إلي أن الأستاذ هيكل لا يخاف أو يتراجع، وهناك تجربة هي أنه عندما أردنا نشر مقالاته التاريخية المعنونة برسائل إلي الرئيس مبارك، طلب هيكل التمهل في نشرها قائلا: (أنا متعود علي المشاكل، لكن إذا كانت ستتسبب لكم في مشاكل فلا تنشروها)،
ووجه الجلاد سؤالا إلي هيكل: «هل سنتعرض لردة عن الإصلاح في حرية الرأي والتعبير خلال الفترة المقبلة»، فأجاب هيكل بقوله: «أخالفك الرأي، فما سيحدث هو شدة وليست ردة، ومصر مقبلة خلال الفترة المقبلة علي ما لم تشهده من قبل في تاريخها»،
وأضاف: «مصادفة أن أحضر إلي نادي القضاة في نفس التوقيت الذي يصدر فيه قرار بمد الطوارئ لمدة عامين، ونادي القضاة له أراء واضحة وأعلمها عن الطوارئ، لكن مطلوب من جميع الأطراف المعنية أن تتدبر مواقفها وخطواتها جيدا لمعرفة كيف يمكن أن تواجه هذه الأزمة»، وقال: «هذان العامان - يقصد فترة مد الطوارئ - سيحكيان لنا عما سيحدث»، واستدار لمجدي الجلاد قائلا: «هتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه قبل كده». وسط تصفيق من الحضور.
كتب طارق أمين ٢٩/٥/٢٠٠٨
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment