Thursday, March 20, 2008

أطباء بلا حقوق ......... حركة احتجاج جديدة في مصر


تزايدت في الآونة الأخيرة بمصر الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية حيث تشهد البلاد موجة غلاء لم يقابلها ارتفاع في مستوى الأجور.
حركة "اطباء بلا حقوق" التي تقودها الدكتورة منى مينا هي مظهر جديد لهذه الاحتجاجات فهي تنشط للمطالبة بزيادة أجور الأطباء العاملين بالمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية.
من الصعب ان تخطىء العين الدكتورة السافرة والنحيلة الجسم وسط الاطباء المتظاهرين في العاصمة المصرية القاهرة وهي تحمل فوق رأسها لافتة احتجاج على درج مبنى نقابة الاطباء.
تحمل الدكتورة منى وزملاؤها لافتة كتب عليها "230 جنيها مصريا في الشهر لا يكفي لاطعام اسرنا" وهو متوسط أجر الطبيب في المستشفى الحكومي في مصر وهو ما يعادل 50 دولارا امريكيا.
وقد شهدت مصر مؤخرا ارتفاعا حادا في اسعار الاغذية فقد ارتفع سعر الدواجن باكثر من 40 بالمائة خلال الاشهر الثلاثة الماضية بينما تضاعفت أسعار وسائل المواصلات وتكاليف استهلاك الكهرباء والغاز والمياه خلال اقل من عام
في ضوء ذلك يشهد المجتمع المصري انحسار وتآكل الطبقات الوسطى بوتيرة متسارعة لتنضم أعداد كبيرة من ابناء هذه الطبقة الى الفئات الفقيرة في مصر

ان منظر رجال الشرطة سواء بالزي العسكري أو المدني من فوق مبنى نقابة الاطباء وهم يراقبون الاطباء المتظاهرين امر مؤثر.
فهم يشعرون بالملل وهم ينقلون المعلومات عن التظاهرة الى مسؤولي الامن عبر اجهزة الهواتف النقالة.
وكنت قد شاهدت سابقا كيف تصدى رجال الامن للمتظاهرين سابقا بشكل وحشى مستخدمين الهراوات ضد النشطاء المطالبين بالديمقراطية. وقد تعلم المتظاهرون عدم مقاومة الاعتقال بغية تفادي التعرض للضرب في الشارع رغم انهم يقرون ان الضرب في مراكز الشرطة قاس جدا.
وعندما سألت الدكتورة منى مينا ان كانت تشعر بالقلق من وجود عناصر الامن اثناء التظاهرة ردت ضاحكة "لا ابدا لانني من كثرة ما نلتقي بهم اصبحنا مثل الاصدقاء
خلال 25 عاما من حكم الرئيس حسني مبارك اكتسبت الحكومات المصرية خبرة جيدة في السيطرة على المعارضة السياسية في مصر.
فالأحزاب السياسية المعارضة والمعترف بها رسميا تعاني انقسامات وصراعات داخلية مثل الصراع على زعامة حزب الوفد.
ومازال مؤسس حزب الغد و منافس الرئيس مبارك في انتخابات عام 2005 أيمن نور مسجون رغم تدهور صحته بينما حزبه يعاني من صراعات داخلية.
اما حركة الاخوان المسلمين التي تعتبر اهم قوى المعارضة فتتبع معها الحكومة سياسة الاعتقال حيث شنت مؤخرا حملة اعتقالات في صفوفها قبيل الانتخابات المحلية الشهر المقبل.
لكن الحكومة كانت اقل نجاحا في التعامل مع حركات الاحتجاج المهنية مثل إضربات عمال النسيج .
كما بدأ الموظفون ينظمون صفوفهم وشهدت البلاد مؤخرا اعتصاما لموظفي إدارة الضرائب العقارية انتهة باستجابة وزير المالية يوسف بطرس غالي لمطالبهم
ومع بطء استجابة الحكومة لمطالبهم برفع الأجور بدأ الأطباء لذين يحظون بمكانية متميزة في المجتمع المصري تصعيد حركة احتجاجهم لتشهد إضرابات عن العمل.
ومع اكتساب حركة أطباء بلا حقوق مزيدا من الزخم بدأت الحكومة تشعر بالقلق من هذه التحركات مما حدا برئيس الحكومة الى الاعلان ان الاضراب في القطاعات الاساسية للدولة يعتبر امرا غير قانونيا.
ولقد فوجئت الدكتورة منى مينا بموقف مسؤولي نقابة الاطباء الذين اتخذوا موقفا ضد تحركهم بينما كانوا يقفون الى جانبهم سابقا مما اجبر الحركة على التراجع
وبعد انتهاء التظاهرة قلت لمنى مينا "لقد كسبت الحكومة المعركة" فردت بتحد" لقد كسبت الحكومة هذه الجولة فقط والمعركة مستمرة ولن نتراجع".
وما يثير الاهتمام ان هذه الحركة تتزعمها امرأة قبطية وعندما سألتها ان كان ذلك يتسبب لها بمشاكل في مجتمع اغلبيته مسملون، تدخلت طبيية مسلمة شابة ومحجبة وقالت "انا طبيية مسلمة من منطقة السويس واتيت الى القاهرة اليوم للمشاركة في التظاهرة والدكتورة منى تمثلنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، رجالا ونساء".
واضافت الطبيبة الشابة "ان الدكتورة منى مصدر الهام لي وهي التي دفعتنا جميعا للتحرك" وبينما نحن نتحدث اعتذرت منى عن متابعة الحديث عندما تجمع حولنا عدد من الاطباء الذين كانوا ينتظرون توجيهات الدكتورة مني مينا
بيل لو
مراسل بي بي سي

No comments: