Sunday, December 16, 2007

حياة الملثمات

أكثر شيء قادر علي «إغاظتي» أن تقول لي إحداهن في الطريق الله يهديك.. وبصوت عال ومقصود جداً وكأني ماشية علي كورنيش جدة أو سيدنا الحسين بالشورت... ولأني.. «متعودة دايماً» في بلدي أراهم «بحلاوتهم وبجمالهم»، فردي دائماً سريع.. ابعدي.. «افرنقعي».. بدل ما أسفلتك «من الأسفلت يعني».. المهم.. ماتت مارلين مونرو.. فلم تعد هناك امرأة تشبهها كي تخاف علي الرجال من الفتنة!. كما تفعل «الملثمات».. أو «المنتقبات».. وعلي الجانب الآخر.. ليست أيضاً هناك امرأة مغرية تثير الدهشة والجنون، في عقل وقلب الرجال. كما تظن بعض نساء مهرجان القاهرة السينمائي.. وغيرهن من العاريات في الشوارع!
كلتاهما تحتاج لأطباء نفسيين متخصصين.
الأولي تحتاج الأطباء للتعامل الطبيعي مع المجتمع.
والأخري لترحم أيضاً المجتمع.. من الصور اللا مقبولة.
هل يشعرن مثلنا؟
لا أدري..
نبدأ بالطفلة «المنيقبة» «تصغير منقبة» أين بنت المريلة الكحلي لصلاح جاهين، أين المريلة الكحلي أصلاً، أصبح يغرقها سواد سخيف وعيون بريئة «متوحشة» كل ما تعلمته «من وراء النقاب الكبير».. أننا «الوسطيون» نخالف الشرع والدين، وأن الدنيا آخر همنا.. أصبحت الطفلة خائفة أن تجلس «في حجر» عمها أو أخيها الأكبر.. أو صاحب والدها لأنه عيب.. وحرام «طبعاً دون شرح». «لأن التوضيح عيب».. ويذهب خيال الطفلة إلي الجحيم.. هو ده الصح.. لا تتعامل مع الأولاد «عيب وحرام.. ويا ويلك».
ولا ترقص مع زميلاتها وزملائها الصغار «تخاف أن تتخيل أصلاً».. ولا تتمايل مع أغاني نانسي عجرم المخصصة للأطفال.
«مش من حقها.. لأنها ابنة المنتقبة.. وطفلة الذقون فقط»..
هذه الطفلة فقدت بكارة الحلم .. حياتها سواد.. وإحساس قاتم بالحياة.. حتي حين تنضج.. الذي «يطول» معها نقابها.. فتعرف أنها شابة بطول النقاب.. «مش مهم إحساسها.. ولا طفولتها.. ولابراءتها.. ولا حاجة..».
أصلاً فقدت الطفلة بداخلها ونسأل عن المستقبل؟
.. أما.. أخواتنا «الملثمات».. فالجديد أنهن يعملن ممرضات في المستشفيات لا يعنيهم العدوي ولا الميكروبات!.
فالمريض «مكتوب له» إما أن يشفي.. أو يرحل.. ويغضون البصر «أن جعلنا لكل شيء سبباً».. لا تعنيهم اصطباحة التفاؤل في وجه المريض «لأنهم يعلمون أو لا يعلمون أهمية الابتسامة في وجه المريض»، أيضاً مش مهم.. وإيه يعني؟.. حايولع.. للأسف.. نحن نراهم ونجلهم.. وهم يروننا.. ويجهلوننا.. ونعيش تحت سقف سماء واحدة.. بالنسبة لي.. صوتهم من وراء ستار.. فلا أسمعه.. وقسمات الوجه من وراء قماشة سوداء «فلا تترجم منحنيات الكلام».. والعينان مخيفة ومحفية.. ومن النقاب للنقاب «أصول».. هل هن يفهمن بعضهن البعض؟.. أم في منازلهن فقط!!.
لا أدري.. أهذا هو الدين؟.. أن يقول أحدهم للمريض «إنهم قرفانين منه».. طيب.. إذا كانوا قرفانين ألا يدركون أن هناك حديثاً صحيحاً «إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه».. من يفهمهم.. إننا لسنا فسدة.. وبنصلي وبنصوم.. ونشفق علي الضعيف ونجادل القوي.. ونحترم الإنسان.. من يفهمهم.. أننا نخاف الله.. ونحبه ونرفض العري.. كما نرفضهم..
سامحك الله.. يا د. حاتم.. «أقصد حاتم الجبلي».. أهذه صورة.. تأخذها مع المنتقبات؟.. أتصور أنها أسوأ صورة صحية لمصر.. لا أدري بماذا كنت تفكر وأنت تبتسم في «الكادر».. وهم يتصورون معك بلا وجوه.. هل كانوا يخرجون لنا ألسنتهم (من وراء القناع).. وإثبات حالة أن «وزير الصحة في مصر».. معاهم في كادر واحد
كيف حسبتها.. يا د. حاتم
بقلم شاليمار شربتلي ١٦/١٢/٢٠٠٧
المصرى اليوم

No comments: