ليس مصادفة أن يتحول ما نقوله "شفاهة" إلي واقع مرير يسجل في أحكام قضائية،صحيح أن الحكم القضائي لم يصدر في مصر، ولم يصدر عن محكمة تطبق قوانين وضعية، بل عن محكمة "شرعية"، لكن الحكم ليس إلا "بروفة" لما يتمناه التيار السلفي للعالم العربي!. أحدثكم -هنا- عن "فتاة القطيف"، وهي -لمن لا يعرفها- شابة متزوجة تعرضت للخطف والاغتصاب الجماعي من 7 أشخاص، في السعودية، حين كانت في سيارة شاب يبتزها بصور شخصية، الأمر الذي اعتبرته المحكمة "خلوة غير شرعية" تستوجب معاقبة الفتاة بالجلد 90 جلدة، تم تشديدها إلي 200 جلدة وستة أشهر سجنا!!.
ومنذ وقعت الحادثة (فبراير العام الجاري) لم يهدأ المجتمع السعودي، ما بين جدل ومناظرات تليفزيونية، وبين إقصاء محاميها "عبدالرحمن اللاحم" عن القضية، وسحب ترخيص المحاماة منه، وتحويله إلي لجنة خاصة بتأديب المحامين!!.
الحكم -الكارثة وصلت أصداؤه إلي مؤتمر "أنا بولس"، واضطر الأمير "سعود الفيصل" للدفاع عن موقف بلاده أمام الصحفيين.
لكن الاحتجاج علي معاقبة "الضحية" لم يتوقف،فقد خرجت المظاهرات في الهند تندد بالحكم، وطالبت المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة (هيلاري كلينتون) بإلغاء الحكم. خصوصا مع بشاعة معاقبة المغتصبة، والاكتفاء بمعاقبة المغتصبين بالسجن (مددا تتراوح بين سنة واحدة و 5 سنوات مع أحكام تتراوح بين 80 وألف جلدة)!!.
هل تجدون في تلك الواقعة "الشاذة" بروفة لسيناريو "مستقبل الرعب" في مصر؟.
إنها المقدمة الطويلة للدخول علي واقعة تسن أعرافا جديدة ذات مرجعية دينية، تروج لـ "بضاعة" تفتح أسواقا للنخاسة. في السعودية أصدر العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أمراً بالعفو عن فتاة القطيف، استجابة لثورة العالم ضد الحكم. أما في مصر فهناك "كتائب منظمة" أشبه بـ "هيئة الأمر بالمعروف"السعودية تتسلل إلي المجتمع، وتفرض قانونها دون أن يمنعها أحد
. أليس "صبايا كافيه" الذي أسسته الفنانة المحجبة "حنان ترك" محاولة لـ "سعودة" المجتمع المصري؟.
إنها تقدم نموذجا فجا للاتجار بالدين، وتبدأ من "البضاعة" الأكثر رواجا في ذلك البيزنس الهائل(أي المرأة). "صبايا كافيه" مجرد مقهي وكوافير، أي أنه بحكم القانون منشأة سياحية، لكنها سياحة من نوع آخر.
فالمكان مغلق علي زبائنه من المنتقبات و المحجبات، ومحظور دخول المسيحيات أو غير المحجبات إليه!!. ودون الاستغراق في عبارات مطلقة عن العنصرية وتفتيت المجتمع إلي "صالحات" و"سافرات"،
دعونا نسأل هل من حق أي مواطن مسيحي أن يؤسس كافيه "للأقباط فقط"؟.
وكيف يتمكن أي مواطن من "غلق" مكان ما علي رواده (من الجنس الواحد)، بينهم من تخلع ملابسها لتقيس عباءة، أو تخلع النقاب لتحسي قهوة "حرة" مع رفيقتها. وكأنه مجتمع للشواذ جنسياً!!.
بالمناسبة أليس من حق الشواذ جنسيا -أسوة بصبايا حنان- أن يبتكروا أماكنهم الخاصة التي لا تتسلل إليها أي رقابة رسمية أو مجتمعية؟.
قطعا الشذوذ لا يعادل النقاب، لكن كليهما يقف علي أرضية واحدة : "كلاهما متمرد علي المجتمع، كل فريق يتمني أن يصبح "الأغلبية"، كلاهما يسعي لنشر "ميوله" وتعميم فهمه للجسد والعقل والدين والعادات علي باقي المجتمع"!!
وقبل أن تتباري "فيروسات الإنترنت" لمهاجمتي، قبل أن تشهر الأقلام لذبحي علي الملأ، أنا علي استعداد تام للدخول كطرف "فاعل" في بيزنس "للنساء فقط".
يمكن مثلا أن أروج له إعلاميا،أو أنقلب علي قناعاتي الأصيلة لأدافع عن حق المنتقبات في تخصيص منتديات خاصة، أو بلاجات مغلقة، أو فتح منازلهن لندوات دينية لنجوم الدعاة،دون وجود محرم معهن.
المهم أن أعرف الثمن المطروح من تلك الخلايا السرطانية التي تخترق المجتمع، فلو كان الثمن مغريا قد أزايد علي الجميع وأوزع النقاب مجانا من علي سلالم نقابة الصحفيين،وأطالب برجم السافرات في ميدان التحرير.
ولأنني لست ممن يحترفون "البيزنس" أيا كان نوعه، فلتكن يد الأخوات الصالحات ممدودة ترشدني إلي الطريق.
هل يتطلب الأمر مثلا أن أعمل (راقصة) عدة سنوات، ليصبح لتوبتي ثمن، ثم أتحول لداعية بعدها تتقاضي أجر المحاضرات بالدولار؟.
أم أتخذ من الأخت "حنان" القدوة وأظل أعمل بالصحافة لنشر الأقنعة التنكرية في شارع الصحفي؟.
حقيقي لا أدري من أين أبدأ، ربما لأن فكرة الاتجار بالوطن لصالح جماعات "الإسلام السياسي"، فكرة مرفوضة.
لكن "حنان" لعبت أدوار البطولة كثيرا، فالداخلية تآمرت عليها بتلفيق قضية دعارة، لكنها صمدت بفضل دعم حماتها!، ثم تآمر عليها زوجها وترك كلبه يدنس سجادة الصلاة!.. ليكن الطلاق إذن.
الآن يحاربونها في رزقها.. لكن رزق "الصبايا" واسع!!.
للأسف لقد دخل البلد شرنقة السعودة.. لو كان القانون يسمح بخلق "جيتو للمنقبات"،فلابد أن يسمح الدستور بتأسيس أحزاب دينية.
ولو كانت شرطة السياحة لا تستطيع أن تنتهك حرمة "صبايا حنان"،فلتحترم كل "خلوة" بين اثنين دون النظر لشرعيتها..
فالمجتمعات المغلقة عادة تكون مظلة العلاقات المثلية
بقلم : سحرالجعارة
جريدة الفجر
1 comment:
ردًا على سحر الجعارة - صحفية روتانا سينما !!!!
كتبت الصحفية الفاضلة !! سحر الجعارة مقال بعنوان :"خلوة الصبايا " بجريدة الفجر تتحدث فيه عن كافيتريا أو مقهى صبايا الذي أنشأته حنان ترك والمخصص فقط للسيدات المحجبات والمنقبات وانتقضته بشدة وهاجمت الفكرة ..... الأبشع من كل هذا أن الكاتبة المبجلة المحترمة اتهمت الفكرة بالتطرف وأنها دعوة لسعودة المجتمع المصري والأدهي والأفظع والذي أعتقد أنه يعاقب عليه القانون أنها اتهمت رواد هذه الكافيتريا بالشذوذ الجنسي وجاء هذا الإتهام بشكل صريح وعلني حيث تقول الكاتبة المحترمة: "وكيف يتمكن أي مواطن من "غلق" مكان ما علي رواده (من الجنس الواحد)، بينهم من تخلع ملابسها لتقيس عباءة، أو تخلع النقاب لتحسي قهوة "حرة" مع رفيقتها. وكأنه مجتمع للشواذ جنسياً!!" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ووتضيف الجعارة في مقالها: "بالمناسبة أليس من حق الشواذ جنسيا -أسوة بصبايا حنان- أن يبتكروا أماكنهم الخاصة التي لا تتسلل إليها أي رقابة رسمية أو مجتمعية؟"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ثم تضيف على استحياء هذه العبارة: "قطعا الشذوذ لا يعادل النقاب" ولكنها تعاود وتهاجم النقاب وتشبهه بالشذوذ الجنسي بشكل سافر لتقول: "كليهما يقف علي أرضية واحدة " وتتهكم الكاتبة الواعية في مقالها وتقول: "وقبل أن تتباري "فيروسات الإنترنت" لمهاجمتي، قبل أن تشهر الأقلام لذبحي علي الملأ، أنا علي استعداد تام للدخول كطرف "فاعل" في بيزنس "للنساء فقط المهم أن أعرف الثمن المطروح من تلك الخلايا السرطانية التي تخترق المجتمع، فلو كان الثمن مغريا قد أزايد علي الجميع وأوزع النقاب مجانا من علي سلالم نقابة الصحفيين!!! "!!!!!!!!!!!!!!!!!لا أعلم ما الذي يضايق الجعارة من عمل كافتيريا للبنات فقط أو للمحجبات ما الذي يضرها بهذا الشكل وما الذي يدفعها أن تلقي هذه التهم ... بالشذوذ الجنسي تارة، وبتلقي ثمن باهظ لدعم تلك الخلايا السرطانيا - على حد وصفها - تارة أخرى !!!!!!وأتساءل .. ألم تتضرر الجعارة من التحرشات التي تعاني منها الفتيات في الأماكن العامة أو المواصلات أو الكافتيريات أو او أو .... من قبل ذئاب جائعة دفعها الفقر والكبت والقهر إلى هذا السلوك الشائن !!! ألم تسمع تلك الجعارة بالتجاوزات السافرة التي تحدث في الكافتيريات المغلقة بين الشباب والفتيات !!!!!!! لماذا لا تهاجم الديسكوهات المغلقة وما يحدث بها من سكر وعربدة و ..... إلخ لماذا لا تهاجم الجعارة عربة السيدات بمترو الأنفاق وتتهمها بأنهم مجتمع لممارسة الشذوذ !!! كما فعلت مع صبايا !!!!لماذا لا تحترم الجعارة رغبة المحجبة أو المنقبة في الجلوس في مقهى للبنات يتحدثن فيه سويًا ويضحكن فيه ويتقابلن فيه بعيدًا عن نظرات الرجال وتلميحاتهم السخيفة أو مضايقاتهم ، كذلك رغبتهن في الجلوس بعيدًا عن جو المنزل المعتاد وعن صخب الأولاد والبنات والأزواج !!! أليس من حقهن أن يقضين أوقاتًا مسلية ممتعة كما يفعل الرجال على المقاهي وأثناء مشاهدة مباريات كرة القدم ؟!!!لماذا لا تتهم الجعارة مقاهي الرجال بأنها مجتمع للشواذ !!!!!والله أنا أتعجب من موقفها بل أتمنى تخصيص أتوبيسات نقل عام للنساء فقط وميكروباصات للنساء فقط وأماكن للتنزه خاصة بالنساء فقط .إنها تتحدث وكأنها لا تنزل إلى الشوارع ولا إلى الأسواق ولا إلى المواصلات وترى الانتهاكات والتجاوزات التي قد تحدث في وسائل المواصلات والمتنزهات والمولات من مضايقات قد تتعرض لها الفتيات والنساء على حد سواء بالطبع الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد ولكننا لا نستطيع أن ننكر وجود مثل هذه المضايقات وبكثرة أيضًا وعلى ذلك فالأدعى أن نحيي وجود صبايا سواء كانت صاحبتها حنان ترك أو حتى الوليد بن طلال !!!! صاحب روتانا سينما - التي تظهر فيها الجعارة بالطبع مقابل مبلغ محترم - وصاحب أيضًا قناة الرسالة الإسلامية التي لا تظهر فتاة بشعرها أو سافرة أو متبرجة.انظري حولك جيدًا يا جعارة قبل أن توجهي اتهاماتك الفجة !!!!!!
علياء عبد الفتاح
Post a Comment