أنحاز بحسم وبلا تردد إلي ما كتبه أستاذنا الكاتب الكبير صلاح عيسي في «المصري اليوم» يوم السبت الماضي، كاشفا حالة التسخين الطائفي، التي تسود بعض الأسبوعيات الخاصة في مصر، وأسانده في دعوته المهنية، إلي ضرورة وجود مدونة سلوك تمنع فريق مانشيتات الفتن الطائفية، من العدوان علي بلادنا أكثر من هذا الحد، بل أري في تقديري أن دور نقابة الصحفيين واجب حتمي لوقف هذه الهجمة الطائفية، التي تعتمد علي عناوين ساخنة، حول هروب فتيات مسيحيات أو تنصير مسلمات، أو استعداء علي الكنيسة،
أو رفع شعارات دينية إسلامية في غير موضعها المهني أو الوطني، وبلا معالجة مهنية صحيحة، بل بإصرار علي تسخين جبهة علي حساب أخري، وإيغار الصدور وتحريك نعرات الكرامة الدينية، وكأن هناك من يحرك كل هذا لمصلحة سياسية مخزية، أو لحسابات توزيعية رخيصة لصحف، كادت تفقد مصداقيتها المهنية، فباتت تبحث عن وقود آخر لوجودها في الشارع،
أو رفع شعارات دينية إسلامية في غير موضعها المهني أو الوطني، وبلا معالجة مهنية صحيحة، بل بإصرار علي تسخين جبهة علي حساب أخري، وإيغار الصدور وتحريك نعرات الكرامة الدينية، وكأن هناك من يحرك كل هذا لمصلحة سياسية مخزية، أو لحسابات توزيعية رخيصة لصحف، كادت تفقد مصداقيتها المهنية، فباتت تبحث عن وقود آخر لوجودها في الشارع،
والأمر لم يعد خطراً علي مهنة الصحافة، بل صار لغما يهدد البلد وأمنه وحاضره ومستقبله، ومشروعه نحو الدولة المدنية.
المسألة رخيصة إلي درجة مكشوفة، فالمعادلة هي أنك كلما كنت طائفياً أكثر، كسبت جمهوراً أكبر لصحيفتك من بين حشود المتعصبين والمتطرفين، الذين يشتاقون لساحات القتال وصوت البارود ورائحة الدم علي الخناجر، لذلك لا مضمون لهذه الصحف، إلا كل ما يرضي النفوس العطشي للفتنة إثماً وعدواناً، لا فتاوي فيها إلا تلك التي تطعن الأقباط بسخف، لم يأت به شرع الله، ولا مقتطفات عن الإسلام إلا من قساوسة مارقين علي الكنيسة القبطية يحاضرون في الفضائيات، ولا يستمع إليهم أحد إلا عبر هذه الصحف، لا حديث إلا عن التبشير والتنصير.
هذه الصحف لا تري الناس إلا عبر الصلبان والأهلة، ولا تميز المواطنين إلا بالمصحف والإنجيل، وخانة الديانة في بطاقات الرقم القومي، تستفز بذلك مشاعر بعض المتطرفين، وأصحاب الأجندات السياسية وتيارات التطرف في دوائر العشوائيات.
والمؤسف، أنه لا حديث عن الوطنية إلا في هذه الصحف، ولا حديث عن الشرف إلا في هذه الصحف، ولا حديث عن اختراق مصر، وأمن مصر وسمعة مصر إلا في هذه الصحف، ويبدو لي أن هذه الشعارات الصاخبة لا هدف لها إلا التغطية علي أجندة طائفية مخططة، لا هم لها سوي إثارة المسلمين علي المسيحيين، والمسيحيين علي المسلمين، وتصيد الأخطاء، وتسخين المجتمع لمصلحة أطراف أخري أو لحسابات، تستهدف فوضي طائفية ينشط فيها أصحاب النعرات، ولا يربح فيها سوي تجار الحرب.
هذه الصحافة لا تري الإسلام كدين، بل تراه كقبيلة، ولا تري القرآن كنص روحي يساعد الضمائر علي الرقي، ويعين الأمم علي النهضة، بل تراه كدستور حرب، يقسم الأمم إلي معسكرات تتأهب للقتال، وهذه الصحف لا تري في الصحافة، إلا جسراً تعبر عليه لأهداف مختلفة.. مرة لتنشيط التوزيع قبلي وبحري، ومرة لبيع الصحيفة بالليرة السورية، ومرة أخري بيعها بالريال القطري، ومرة بيعها بالدينار الليبي أو الجنيه السوداني أو بكوبونات النفط، إن تعذرت السيولة، البيع هو الأساس، ثم تصرخ في الناس بالشرف والوطنية والتعبئة ضد الاختراق، بل أنتم أصل الاختراق في الحقيقة، بما تصنعونه من فتن، وبما تزرعونه من احتقان طائفي، وبما تفجرونه من نعرات رخيصة.
مصر مظلومة ببعض أهلها وكثير من صحفييها ونوابها ................الشرفاء!!
المسألة رخيصة إلي درجة مكشوفة، فالمعادلة هي أنك كلما كنت طائفياً أكثر، كسبت جمهوراً أكبر لصحيفتك من بين حشود المتعصبين والمتطرفين، الذين يشتاقون لساحات القتال وصوت البارود ورائحة الدم علي الخناجر، لذلك لا مضمون لهذه الصحف، إلا كل ما يرضي النفوس العطشي للفتنة إثماً وعدواناً، لا فتاوي فيها إلا تلك التي تطعن الأقباط بسخف، لم يأت به شرع الله، ولا مقتطفات عن الإسلام إلا من قساوسة مارقين علي الكنيسة القبطية يحاضرون في الفضائيات، ولا يستمع إليهم أحد إلا عبر هذه الصحف، لا حديث إلا عن التبشير والتنصير.
هذه الصحف لا تري الناس إلا عبر الصلبان والأهلة، ولا تميز المواطنين إلا بالمصحف والإنجيل، وخانة الديانة في بطاقات الرقم القومي، تستفز بذلك مشاعر بعض المتطرفين، وأصحاب الأجندات السياسية وتيارات التطرف في دوائر العشوائيات.
والمؤسف، أنه لا حديث عن الوطنية إلا في هذه الصحف، ولا حديث عن الشرف إلا في هذه الصحف، ولا حديث عن اختراق مصر، وأمن مصر وسمعة مصر إلا في هذه الصحف، ويبدو لي أن هذه الشعارات الصاخبة لا هدف لها إلا التغطية علي أجندة طائفية مخططة، لا هم لها سوي إثارة المسلمين علي المسيحيين، والمسيحيين علي المسلمين، وتصيد الأخطاء، وتسخين المجتمع لمصلحة أطراف أخري أو لحسابات، تستهدف فوضي طائفية ينشط فيها أصحاب النعرات، ولا يربح فيها سوي تجار الحرب.
هذه الصحافة لا تري الإسلام كدين، بل تراه كقبيلة، ولا تري القرآن كنص روحي يساعد الضمائر علي الرقي، ويعين الأمم علي النهضة، بل تراه كدستور حرب، يقسم الأمم إلي معسكرات تتأهب للقتال، وهذه الصحف لا تري في الصحافة، إلا جسراً تعبر عليه لأهداف مختلفة.. مرة لتنشيط التوزيع قبلي وبحري، ومرة لبيع الصحيفة بالليرة السورية، ومرة أخري بيعها بالريال القطري، ومرة بيعها بالدينار الليبي أو الجنيه السوداني أو بكوبونات النفط، إن تعذرت السيولة، البيع هو الأساس، ثم تصرخ في الناس بالشرف والوطنية والتعبئة ضد الاختراق، بل أنتم أصل الاختراق في الحقيقة، بما تصنعونه من فتن، وبما تزرعونه من احتقان طائفي، وبما تفجرونه من نعرات رخيصة.
مصر مظلومة ببعض أهلها وكثير من صحفييها ونوابها ................الشرفاء!!
بقلم : خالد صلاح
المصرى اليوم
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment