ربنا موجود..
. يقولها المظلوم عندما يشعر أن الدنيا خدعته أو ظلمته أو سلبته حقه
.ربنا موجود،
عبارة سمعتها بصوت البابا شنودة الثالث على قناة قبطية جديدة
( CTV ) تبث على الهوت بيرد.
عندما سمعت تلك العبارة للمرة الأولى كان همي أن أميز الصوت.. صوت البابا. بعد مرة أو مرتين تأكدت أنها بصوت البابا شنودة.
وبعد ذلك بدأت اشعر بالحزن الذي يملأ البابا عندما قال تلك العبارة
.بالتأكيد فان البابا لم يقل تلك العبارة خصيصا لتلك القناة بل الأكيد أن تلك القناة وبذكاء اقتبست تلك العبارة من حديث للبابا
.. لا ادري اين ومتى
.بتحليل ذلك الصوت الحزين ولكن القوى المؤمن يمكن للمرء أن يشعر بحجم المأساة التي يعيشها الأقباط في مصر.
مأساة كبيرة ولا شك.
قصص حزينة نسمعها يوميا من الإخوة الأقباط الذين يكظمون الغيظ ويعفون عن الناس ويصبرون برجاء عظيم ولسان حالهم يقول:
ربنا موجود
.الأقباط في مصر، أهل البلاد الأصليين يسلبون حقوقهم جهارا نهارا والدولة المصرية تنظر وترى وتغض الطرف عملا بمبدأ غض البصر.
وهو مبدأ الهي ورد من السماء
.أحسنت تلك القناة الجديدة باختيار تلك العبارة لتكون شعارا للمحطة
. واحسب أنها شعار الأقباط جميعا وكذلك المسيحيين عموما في هذا الشرق الحزين
.التساؤل المشروع هو لماذا يحزن البابا؟!
لماذا يحزن إلى درجة يمكن لعبارة من كلمتين أن تشير لهذا الحزن بوضوح كبير؟!
البابا يحمل هموم أمته وهو كبير في كل شيء.
لكنه أيضا حزين. حزين لما يراه يحدث لشعبه وأبناء رعيته.
بقول لسان حاله: لماذا يا رب ألسنا شعبك الذي ارتضيته؟!
الم تقل لنا أنا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر؟!
لماذا يا رب تتركنا للتجارب ونحن ندعوك يوميا: لا تدخلنا في التجربة لكن نجنا من الشرير . والشرير اليوم يحوم حولنا.. يحوم فوقنا.. يحاصرنا من كل حدب وصوب.
إنهم يحاصروننا في الفضائيات .
في المساجد.. في المدارس في الجامعات وفي أجهزة الدولة وحتى في الشارع..
البابا حزين.. البابا إنسان.. نحن بشر.. نحزن عندما نرى حقوقنا مسلوبة.. منهوبة .. عرضة للتجارب ملطشة لمن هب ودب.
.البابا شنودة لخص بكلمتين فيهما كل معاني المأساة والمعاناة..
ربنا موجود.
. إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إني مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ
فلا تهنوا ايها الأقباط ولا تحزنوا وانتم الأعلون
بقلم : حسين عبدالله نورالدين
الحوار المتمدن
No comments:
Post a Comment