Saturday, December 15, 2007

المصريون المدعمون

هل وصل بنا الحال مع تلك الحكومة إلي أن نبحث عن أسلوب وطريقة لدعم المعيشة اليومية...
نحن أحفاد الفراعنة نتسول لقمة العيش ونسأل الآخرين أن يعطونا مما أفاء عليهم الله من خيرات ليدعمونا لنعيش؟ (المنح الدولية.. والمعونات.. والقروض..).
هل وصلنا لمرحلة استنفدت فيها كل الحيل والطرق الخلفية والاساليب الملفقة وتبديل وتعديل تفسير الكلمات علي هوي الحكومة لنتحايل علي الفقراء لتأحذ منهم حقهم في ثروات بلادهم ونتاج عملهم وندعي انهم يبحثون لنا عن كيفية تقديم الدعم.. عيني... أو نقدي...!!
مصريون يطلبون الدعم... صدقة... وإعانة... عينية أو نقدية...
واخرون لهم كل الثروات الوطنية... مدعمة كانت أو غير مدعومة... وهم مصريون ايضا..
البنيان المصري الاجتماعي... في عيشته ومعاشة علي وشك الانهيار... تحت ضغط ارتفاع اسعار السلع الاساسية... وارتفاع أسعار المواد الاساسية للنهضة والعمران... البينان المصري... ذلك الهرم .. يحتاج إلي دعامة لتبقبة واقفا وشامخا !!!
هل تصدق هذا...الهرم... هرم خوفو محتاج إلي صلبة وسندة ودعامة؟؟
لأنه علي وشك الانهيار..أنا شخصيا لا أصدق هذا... المصريون كانوا ومازالوا أحفاد الفراعنة أصحاب الحضارة التي سبقت الحضارات كلها... وأعطت النماذج والدلائل علي تقدمهم العلمي والنهوض الشامل من أرضهم... واليوم يقولون إن هناك ضغوطا دولية للخصخصة وبيع الأصول والدخول في السوق العالمية ولكن خصوصية المواطن المصري لا تقول هذا..
. إن تفكير المواطن المصري نفسه مدعم، ومبرمج علي ما قالته الحكومة... وكل ارائه - ان كان له رأي - يغلفها الفكر الدعمي... منذ حقبة الستنيات ذات العيشة الاشتراكية والكوبونات والبطاقات ذات اللون الاخضر..(دعم كلي) والكل يعيش علي كتف الحكومة وممسك بجلبابها وينتظر كل عام 10% زيادة في المرتب المدعوم... ومنحة من الحكومة... وبعض الجنيهات تضاف كل عام بعد عيد العمال.. ذلك لا يقدم أو يؤخر في مستوي معيشتة وحياته...
أي دعم هذا الذي يتحدثون عنه بعد ان ودمروا اسس يناء الاقتصاد...اننا نحتاج إلي دعامة الشرايان المسدودة.. التي تدخل الشريان عن طريق الاسطرة صحيح ثمنها غال... إذا كانت من النوع ذي العمر الطويل... ولكن لابد منها... اما اذا كانت رخيصة فمفعولها ينتهي بعد سنوات قلية... وينسد الشريان مرة أخري.. وعندها نحتاج إلي عملية القلب المفتوح... والقلب المفتوح في جراحة الاقتصاد المصري.. تحتاج إلي قوة العضلات القلبية... وقوة العضلات القلبية لاتتوافر الا في الشباب.. اما الشيوخ... شيوخ الفكر الاقتصادي... فعلاجهم علي المسكنات الوقتية.. إلي ان يقضي الله امرا كان مقضيا.. وقد يفلح مع شرايين هؤلاء الشيوخ نظام البالونات... التي تنفجر بجوار الجلطة في الشريان فتحدث فجوة تسمح بمرور الدم وتخطي الجلطة
.حكومة الدكتور نظيف فعلت كل هذا.. بدءا من تشخيص المرض.. خطأ.. وحتي العلاج بالبالونات كحل يرضي الاقتصاد المصري الذي شاخ..وأيضاً لم ينصلح الحال.. كل يوم مظاهرة واحتجاجات واعتصامات في كثير من الهيئات والمصانع.. تطالب برفع المرتبات وصرف المتأخرات وتعديل الأوضاع.. ويستجاب لهم بعد مفاوضات وعقد صفقات بينهم. غير معلنة!!
وتبقي المشاكل نائمة إلي حين.. الارتفاع المستمر لأسعار السلع الأساسية.. يجعل القبول بالبدل النقدي مرفوضاً رفضا تاما وتحديد الفئات الفقيرة والمستحقة للدعم، يحتاج إلي جيش من الموظفين والمحللين والاخصائيين الاجتماعيين ليقوموا بإعادة المسح الاجتماعي حتي نعرف من يستحق ومن لا يستحق.. هذا الدعم.. مظاهر الثراء ومظاهر الفقر واضحة امام الجميع.. ولكن نحتاج إلي إعادة رسم خريطة التركيبة الاجتماعية.. علي مستوي الجمهورية
.الحكومة تسأل وتستطلع رأي الفقراء.. دعم عيني؟ أم دعم نقدي؟.. وكما يقول المثل الشعبي في الهم مدعية وفي الفرح منسية!!
تدعوني حين تكون هناك مصيبة، لتأخذ رأيي!!
وعندما تكون هناك مشروعات وخيرات توزع.. تنسوني..!!
آه يا بلد
بقلم: أنور عصمت السادات

No comments: