هذه هي سلوكيات مجتمع الجهالة الممتدة آثارها عبر شوارع الفقر , وحارات المرض , وأزقة التخلف , وميادين العنصرية المرفوعة علي أصنامها أعلام التعصب والعنصرية المشحونة بالكراهية والبغضاء للآخر في الدين , حتي تحولت الميادين إلي ساحات مشحونة بالصراعات الدينية من أجل أسلمة إنسان أو تنصير آخر , دون النظر إلي الحالات التي يتم فيها تحويل حياة إنسان إلي مسار آخر عبر الإنتحار هروباً من شوارع الفقر , وحارات المرض , وأزقة التخلف , إلي رحاب أخري حيث يعتقد المنتحر أنه يستجلب لروحه التعيسة في الدنيا , حياة السعادة في الآخرة هروباً من تعاسة البطالة وشقاء لقمة العيش المغموسة بمذلة الهوان , وفاتورة العلاج المزمن من سرطانات متعددة الهوي , وإلتهابات كبدية وبائية متعددة المشارب , وفشل كلوي ناتج من تجرع ماء النيل المتحول سماً زعافاً , ويأساً من الأمل في بعث حياة آدمية تليق بالإنسان المصري , أو حتي مجرد تحسن أحوال معيشته !!
والطافي علي سطح الحياة الإجتماعية المصرية من أحداث لها أبعاد في السياسة المصرية المختطفة بإرادة السياسة الوهابية المتحالفة مع أنظمة الفساد المتتابعة في مصر والتي تريد شغل الرأي العام بقضايا دينية هامشية غير ذات أثر أو جدوي في حياة الإنسان المصري لإبعاد العامة والدهماء والمتخلفين عن الركب العلمي والحضاري , والذين تؤجج نار مشاعرهم الموجهة سياسات فاسدة بغرض إستمرارية الفساد في مواقع المسؤلية علي كراسي الحكم والسلطة بمساعدة الخصيان أو الأغوات حاملي المباخر وأعواد المسك المحترقة بأجساد الإنسان المصري , وتكريس كل سبل الإستمرار علي تلك الكراسي الملعونة التي تئن من جلوس سلطة الفساد العام عليها لسنوات طوال , فكانت الدنيا لاتقعد بعد أن تقوم بإرادة سلطة الفساد من أجل الرسوم الدنماركية , والسي دي لكنيسة الأسكندرية , ومن أجل وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر , ومن أجل مقولة بابا الفاتيكان , ومن أجل قضية الحجاب في الدولة الفرنسية , بل ومن أجل توحيد الآذان في مساجد الدولة المصرية , ومن ثم يحقق الموتورين إنتصارات مزعومة بإسم الدين , ولكن هذه الإنتصارات المزعزمة كانت إنتصارات علي من ؟
هل كانت علي فسادات السلطة الحاكمة ببيع أجزاء كبيرة من الوطن , ورهن الباقي منه ؟
أم كانت هذه الإنتصارات علي قضية بيع القطاع العام والقطاعات الحيوية في الدولة المصرية ؟
هل كانت هذه الإنتصارات من أجل البطالة والعطالة بين شباب مصر الباحثين عن فرصة عمل , ولاجدوي من البحث , كانت أمراض البطالة القاتلة هي المتسبب في غالبية الجرائم الإقتصادية والأخلاقية , وإصابة الملايين من الشباب بالأمراض النفسية , بخلاف أمراض الفقر والعشوائيات , وسؤ التغذية من سل وضعف وهزال
, وهذا ما أكده مدير أكاديمية مبارك من أن 50 % من المتقدمين لكلية الشرطة غير لائقين طبياً في مؤشر خطير علي صحة شباب مصر المتدهورة ؟!!
هل كانت الإنتصارات علي قضية مياه الشرب المتفجرة في المجتمعات المصرية وعدم توافر كوب مياه للشرب سواء كان صالحاً أو غير صالح للشرب ؟!!
لا لم يكن الإنتصار علي قضايا التعذيب والقتل وهتك العرض في السجون والمعتقلات المصرية , علي أيدي قوات ورجال الشرطة الأشاوس , وسكوت النيابة العامة عن تفتيش السجون والمعتقلات وغرف الحجز وأقسام الشرطة ومراكز البوليس !!ماذا كان الإنتصار إذاً ؟!!كان الإنتصار لقضية الختان , وقضية رضاع الكبير , وقضية البول المقدس و النخامة المقدسة , وكان الإنتصار لقضية النقاب , أو الخمار , أو الحجاب , وليتته كان عند هذا الحد وفقط !!ولكنه إنتصاراً علي مواطن يحوز حق المواطنة الكامل بداية من الميلاد حتي الوفاة , ومابعد الوفاة من أمور ملحقة بحقوق الورثة , إنتصار المسلم علي المسيحي في سابقة خطيرة تؤجج نارها قوي ظلامية متخلفة لم تلتفت يوماً لقضايا الوطن ,
وإنما جعلت أكبر همها أسلمة فتاة مسيحية غير بالغة سن الرشد , واللعب علي مشاعرها وأحاسيسها الإنسانية المقهورة في مجتمع الأغلبية المسلمة بالإسم فقط , والتي لم تراعي حقوق الآخرين , إلا بالقهر والظلم والإقصاء من الحياة الإجتماعية وعلي كافة الأصعدة الإجتماعية بداية من المواصلات العامة , والعمل , والأسواق , ومناطق التنزه , والمصايف وحتي فرص العمل المتاحة لجميع المواطنين في تفرقة عنصرية بغيضة تزكيها أنظمة الفساد برعاية سعودية وهابية أخذت من الدين مفاهيم جاوزها الزمن وتخطاها بمراحل طويلة , وكانت البشري والسعادة تهلل وجوه العنصريين البغيضة بدعوي إنتصار الإسلام علي المسيحية !!
أين هي أجهزة الدولة المصرية التي تعلم كل صغيرة وكبيرة عن التنظيمات السياسية والتي تراقب الأنفاس وتعد دقات القلوب للمخالفين لها في السياسة والوجهة , من جماعات دينية منتشرة بطول البلاد وعرضها تبشر ليس بسماحة الدين وإنما تبشر بالعنصرية وتحض علي الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد
, وهل مسلسل أسلمة الفتيات المسيحيات يروق لأجهزة الدولة المسلمة التي جعلت من دستورها الرسمي الإسلام ديناً لها , وللشريعة الإسلامية مصدراً لتشريعاتها , وبالتالي فإن القائمين علي أمر الدولة المصرية لابد وأن يكونوا مسلمين , ومن ثم يبتهجوا من أجل تنصير فتاة مسيحية إنتصاراً لدين الدولة الرسمي وشريعتها الإسلامية ؟!!
وهل هناك تحالف بين القوي الظلامية وبين سلطة الفساد في الدولة المصرية لصرف أنظار وتصريف العقول المغيبة عن القضايا الوطنية بقضايا عنصرية إقصائية بغيضة ؟!!
لقد تحركت أجهزة الدولة المصرية في قضية محمد أحمد حجازي المتحول من الإسلام للمسيحية في لمح من البصر , وسارعت في إجراء التحقيقات وأرادت أن تصنع ملفاً تثبت فيه أنه يوجد من هو وراء قضية محمد أحمد حجازي , وتوهم الرأي العام بأن هناك منظمات دولية وراء حالة تحول محمد أحمد حجازي من الإسلام للمسيحية , وكأن هذا مؤشر للمسيحيين بأن تسكت أفواههم وتدخل أسلنتهم في حلوقهم حينما تحدث حادثة تخص أسلمة فتاة وتحولها من المسيحية للإسلام دون معرفة الأسباب والدوافع لهذا التحول , لأن ملف محمد أحمد حجازي ومن ورائه مازال مفتوحاً ولم يتم غلقه حتي الآن , بمفهوم واحدة بواحدة , وهذه لغة خطيرة وجديدة علي السياسات الأمنية المتبعة وغير مسبوقة في تاريخ السياسات الأمنية !!وقضية أمل نسيم وغيرها من القضايا العالقة ستظل في مواجهة قضية محمد حجازي وهذا ماستثبته الأيام !!و
هل من الصعوبة أن يتحول المجتمع المصري ويصبح في حالة من حالات الموائمة النفسية والإجتماعية كحالة بيشوي , وأحمد الصديقين المصريين الذي غرق أحدهما المسيحي بيشوي لينقذ أخاه المسلم أحمد من الغرق فغرقا معاً في حالة تعود بالمجتمع المصري إلي ماقبل الوهابية العنصرية البغيضة ,
وهذا مانشرته الأهرام المصرية في عددها 44083عن : أحمد وبيشوي صديقان في عمر الزهور , واصلا معاً رحلة الحياة في المسكن والعمل وفي المسجد والكنيسة , لكن الأقدار شاءت أن يواجه أحمد خطر الغرق في نهر النيل , فألقي بيشوي نفسه في الماء لإنقاذ صديق عمره من الغرق , إلا أن الدوامة جرفتهما معا ليغرقا سويا وهما يمسكان بيدي بعضهما .كان أحمد محمد عبد الله 14 عاما وبيشوي عريان عبده 14 عاما قد نزلا معا للاستحمام في مياه نهر النيل قرب منطقة المظلات بشبرا , وبعد فترة خرج بيشوي لشعوره بإجهاد , بعدها فوجئ بصديقه أحمد وهو يشرف علي الغرق , فاندفع لإنقاذه لتجرفهما الدوامة .ففي حادث بيشوي وأحمد , من المنتصر , ومن المنهزم , ومن السعيد , ومن المحزون ؟!!
لايوجد منتصر , ولايوجد سعيد في هذه الحالة الإجتماعية الإنسانية الفريدة
, ولكن في حالة محمد أحمد حجازي , حالة أمل نسيم , لماذا يوجد لدي البعض شعورالمنتصر , ويوجد لدي آخرين شعور المنهزم ؟!!أرجوكم إبحثوا عمن وراء الأحداث وفتشوا عمن يحركها
حتي لايكون هناك من يزعم الإنتصار , أو من يتوهم الهزيمة , للحفاظ علي حالة بيشوي وأحمد , ولكن ليس وصولاً لنتيجة الغرق والوفاة , ولكن بحثاً عن طوق النجاة والأمل في الحياة
No comments:
Post a Comment