العمالة البنغالية وقصصهم وحكاياتهم تسيطر على مجالس السعوديين .. فأينما جلست ومع من جلست لابد أن يأتي على ذكر البنغاليين ليسرد لك القصص والمبالغات والأكاذيب التي تدل على خساسة ونذالة هذا الشعب المغلوب على أمره .. بل بعضهم يفتخر بضرب العمال البنغاليين والبصق في وجوههم واضطهادهم وكأنه يقوم بعمل خيري .. كلما جلست في مجلس سمعت الأصوات العنصرية الكريهة تعلو وتنادي بطرد هؤلاء الضعفاء والتضييق عليهم وحرمانهم من الحقوق وكأنهم مرض أو لصوص أو تسللوا من الحدود ولم يدخلوا بتأشيرات ومن المطارات .. موجة من العنصرية تغذيها الصحف ومواقع الانترنت .. تظهرهم وكأنهم سينهبون البلد أو هم ينهبونها بينما واقعهم يقول أن 99 في المائة منهم دخلهم الشهري اقل من ألف ريال .. !! بل ربما عشرات أو مئات منهم لا يعادل دخله دخل فرد واحد من أبناء الجنسيات الأجنبية المرموقة الذين لا ندري ماذا يعملون .. بينما هؤلاء البنغاله نعلم يقينا أنهم يقومون بخدمات كثيرة يأنف الكثيرين عن القيام بها . كلما سمعت السباب والشتائم المتزايدة عن البنغاليين اشعر أن هذا عرض مرضي أكثر منه واقع هذه الجالية المسكينة التي تحولت إلى كبش فداء لتنفيس النوازع العنصرية والاحباطات الوطنية .. ألا يعلم هؤلاء أن البنغالي شخص مطيع ذكي يتعلم المهارات بسرعة وقابل للتأقلم والعمل في أي مكان وتحت أي ظرف .. وفوق هذا مرتبه قليل ويرضى بأي نوع من السكن .. بل ويقوم بخدمات بيئيه لا تقدر بثمن فهم من يقوم بتنظيف شوارعنا من كل النفايات الثمينة القابلة للتدوير .. الصحف والكراتين وعلب الألمنيوم وخردة النحاس والحديد والأخشاب وكثير من ما يمكن تدويره وإعادة صناعته .. كلما استمعت إلى حفلة شتم عنصرية مريضه أتمنى من كل قلبي لو يلعب المنتخب السعودي مع المنتخب البنغالي و يصكونا / يهزمونا / بثمانية لصفر ..! حتى نفيق من حقدنا الذي تجاوز الحد .. ولم يعد يقف عند حدود الإخوة الإنسانية ولا الأخوة الإسلامية .. بل أصبح بعض الكسالى والعاجزين والخائبين يسمونهم الجرذان .. ! كل هذا لأنهم مستضعفين يقبعون في قاع المجتمع .. يقيمون في غرف لا تدخلها الشمس ولا الهواء يحشرون فيها بالعشرات بلا نصير ولا سلاح ولا مدافع .. لأنهم لا ظهر لهم .. انفتح الباب أمام المرضى العقليين لينفسوا عن كسلهم وحقدهم الأسود ضد إخوتهم البشر بلا وازع من ضمير إنساني مما يذكرني بحال الهنود أيام الاستعمار الانجليزي للهند .. وبنغلادش جزء من الهند البريطانية .. وهم ضيوف لدينا تركوا أهلهم وأحبابهم ليقوموا بخدمتنا بدراهم معدودة ونحن من طلبهم ولم يأتوا إلينا بدون إرادتنا
No comments:
Post a Comment