كمشيش بتنفض من ترابها الموت
الدم ناشع، م الجدور، للصوت
الأرض أرض الفلاحين ولا حد قد الفلاحين
"هكذا حكى الشاعر " زين العابدين فواد " عن كمشيش
لا اعرف من أين أبدا قصة كمشيش ، قصة صراع الفلاحين مع الإقطاع قصة صراع من يسلب مع من استلبت أرضة وأحياننا يسلب كرامتة وعرضة وانسانيتة ، انها قصة مقاومة فلاحى وفلاحات كمشيش ضد اقطاعيين تصوروا أنهم يمتلكون الأرض ومن عليها !
هى ذاتها القصص التي كنا نسمع عنها تعذيب وجلد الفلاحين وسلب أرضهم،
هى الحكايات التى عادت مرة اخرى فى قرى مصر وبمعاونة السلطة التنفيذية ممثلة فى شرطة تنفيذ الأحكام وقانونيا فى إصدار قانون الإصلاح الزراعي الجديد فى عام 1992 والذي تم تطبيقية فى عام 1996 ومازال – يطبق فى قرى عديدة التهبت بتوترات واحتجاجات فلاحية رأينا فيها سلب الاراضى من الفلاحين ، لقد عادت ذات القصص مرة اخرى الى الواقع فلم تعد ذكريات نسمعها من الإباء والأجداد حول ظلم الإقطاع عادت قرى كمشيش وبهوت وسراندو مرشاق وغيرها من القرى فى بر مصر
.شهيد فلاحى كمشيش والذين احتفلو بالذكرى الواحدة والأربعين موخرا – صلاح حسين - عاد من حرب 1984 وهو مؤمن بان الحرب مع العدو و مقاومة الاستعمار لا تكفى فحسب للانتزاع الحرية والعدالة ، لان إتباعهم فى الداخل لذا لابد من حرب على الجبهتين - هكذا تحدث عبد المجيد الخولى احد فلاحى كمشيش - والذى كان شاهد عيان على نضال صلاح حسين فى كمشيش حيث استطاع صلاح حسين تنظيم الفلاحين للاسترداد أرضهم ورد الظلم ومقاومة استعباد عائلة الفقى الذى مارسو على الفلاحين القهر والاستبداد،
وكانت دوما رفيقة الدرب شاهندة مقلد ، بدا الفلاحين فى تنظيم أنفسهم حتى أنهم وصلو الى حد التسلح لمقاومة جبروت عائلة الفقى وللدفاع عن أنفسهم فى ظل سلطة – تخلت عنهم حتى فى ظل العهد الناصرى .
وتستمر شاهندة مقلد فى نضال الفلاحين بكمشيش بعد استشهاد صلاح حسين على ايدى عائلة الفقى فى ثورة حقيقية ضد احد ى اكبر العائلات ملكية واستبداد .عانو فلاحو كمشيش من اجراءت العزل وإبعادهم عن ارضهم منذ عام 1971 بأوامر من السادات الذى اتى للسلطة وهو متحالف مع الإقطاع ومومن بان اللعبة فى يد امريكا موقعا كامب ديفيد – اتى بحزمة سياسات ومفاهيم كان منها " فرض البؤس والقهر على الفلاحين – وتصفية كل منتج سواء كان عاملا او فلاحا لتصبع الدولة الزراعية احد المستهلكين من السوبر ماركت العالمى لتستورد خضار معلب ومكيس .
ورغم كل ما عانوة فلاحى كمشيش - مازالوا على المبدأ صامدين – يحتفلون كل عام بذكرى استشهاد صلاح حسين وتكون الذكرى يوما لتجمع فلاحين من شتى المواقع ليس لتخليد ذكرى صلاح حسين فحسب ولكن للنقاش حول قضاياهم وهمومهم – محاولين ابداع السبل لصد هجمات الإقطاع الذى عاد بمساندة الدولة من جديد ومازلت شاهندة مقلد – تعانى وتكابد من قضايا ترفع عليها وعلى فلاحين آخرين لا لشى سوى دفع ثمن نضالها ضد الإقطاع فى كمشيش وفى مواقع أخرى هى وآخرين من فلاحى كمشيش وغيرها من المواقع – سواء كانوا فلاحين او نشطين من اليسار او المجتمع المدني وفى مختلف الإشكال الجبهوية سواء كانت لجنة الدفاع عن منتفعى الاصلاح الزراعى او جبهة النضال الفلاحى او مركز ومنظمات حقوقية وسياسية مهتمة بقضايا الفلاح المصرى
مازلت شاهندة ورغم تقدم السن مشرقة وملئ عينيها الامل " شاهندة مقلد " لم تنكسر ومازالت كما كانت منذ الستينات والى يومنا كما هى اجمل نساء مصر وأكثرهم نقاء وتفانى فى حب مصر – مصر الفلاحين الغلابة مصر العمال الشقينين -
قال عنها احمد فؤاد نجم
يا شاهنده وخبرينا يا ام الصوت الحزين
ام العيون جناين يرمح فيها الهجين
ايش لون سجن القناطر ايش لون السجانين
ايش لون الصحبه معاكي نّوار البساتين
ومازال الفلاح المصرى اثير الكثير والكثير من الاعباء والظالم - مديونيات بنك التسليف الزراعى وهجوم الامن المركزي وجحافلة على الفلاحين وطردهم منها وان قاومو يتم تلفيق التهم لهم كما تم مع بعض فلاحى سراندو
كلك محابيس يا بلدنا وهدومك زنازين
،وغيطانك الوسايع ضاقت ع الفلاحين
ومازال الفلاح المصرى يعانى الفقر وسؤ الخدمات ان وجدت - يعيش بين فكى الرحى الفقر والحكومة كانت تلك صورة من صور المقاومة وانتزاع الحقوق – كمشيش – كحالة لمعانة الفلاحين الباحثين عن – لقمة عيش- فقط كسرة من الخبز ورداء ، وصورة لنضال انسانى رائع لثنائى الحب والثورة صلاح حسين وشاهندة مقلد
الحوار المتمدن - العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7
No comments:
Post a Comment