Friday, June 08, 2007

بل لا بد أن نعيش معا

القاعدة المطلوبة للحياة في بلدنا: أنا أعيش وأنت أيضا..
ومرفوضة: أنا أعيش وأنت لا..
ومرفوضة: أنت تعيش وأنا لا..
أي يجب ألا أقيم حياتي على هدم حياتك، يجب ألا أنفرد أنا بكل شيء وأنت لا حق لك.
مهما اختلف الناس في الدرجة.. في الطبقة.. فى اللغة.. في الدين.. في السياسة، فلابد أن نعيش معاً. لا بد.. وحياتنا معاً تجعل من الضروري أن نتوافق وأن نتفق.. ليس من الطبيعي ان نتطابق، ولكن من المهم ان ننجح في جعل الخلافات بيننا إلى الحد الأدنى.. فإذا اختلفنا فنحن متحضرون: نتناقش نتفاهم ونختلف ونتفق.
ولكن في حياتنا العامة عكس ذلك.. أي حياتنا نحن الكبار والصغار.. فصاحب الرأي السياسي يؤكد أن الحق دائما معه. وليس معك.. خطأ. بل الحق معنا.. ونحاول بالعقل والمنطق ان نتحاور وان يقنع أحدنا الآخر. فإن لم نفلح فسوف نبقى مختلفين..
وصاحب المذهب في الدين الواحد: الشيعي يحاول أن يفرض اجتهاداته على السنّي بالقوة. خطأ.. فإذا حاول السني أن يلجأ إلى الدم فخطأ أيضاً..
والقرآن الكريم يقول: «وجادلهم بالتي هي أحسن».. أي ليس بالمسدس أو القنبلة، في النور وليس في الظلام.. بالكلمات وليس باللكمات..
وأنت حر في ان ترى من الآراء ما تشاء ومن النظريات ما تحب.. وان تدعو إلى ما تؤمن به بالذوق, بالعقل, بالحكمة, بالموعظة الحسنة.. لا لوم عليك. ولكن ان تتحول أصابعك إلى أصابع من الديناميت ولسانك إلى نار، غلط.. غلط..
وإن الدولة عندما تتدخل فلحماية كل الأطراف، لحماية المجتمع من الشرر والشر.. ولتؤكد لنا الدولة أنها موجودة وأنها لن تسكت على النار الصغيرة حتى لا تكون حريقا شاملا..
وان يكون لك دينك: الإسلام أو المسيحية أو اليهودية.. أو الماركسية.. أنت حر.. فافعل بدينك وفي دينك ما تشاء بشرط ألا تدخل أنفك في ديني.. ألا تستخف بما أعبد.. ألا تسرق حياتي وان تفتح لنفسك الجنة تنعم بها وتحرمني منها..«لكم دينكم ولي دين» صدق الله العظيم
أنيس منصور - الشرق الأوسط
8/6/2007

No comments: