ما قامت به «حماس» في غزة هو انقلاب بالمعني الكامل للكلمة، وخطورة هذا الانقلاب أن حماس قامت به وهي في موقع السلطة، هي في المجلس التشريعي وهي التي شكلت الحكومة حتي وإن كانت حكومة وحدة وطنية، فرئيس الحكومة والحقائب الأساسية بها لأفراد من حماس، ولكن كانت مؤسسة الرئاسة خارج حدودها، ومن ثم قررت الانقلاب عليها، وفي إطار السعادة بما تحقق وصف أحد المسؤولين بحماس ما تم بأنه يشبه «فتح مكة» وأعدموا أفرادًا بلا محاكمة وبلا مساءلة، وهكذا انطلقوا من الشرعية ومن داخل السلطة للانقلاب علي ما تبقي من السلطة والممارسة خارج القانون وخارج أي شرعية، إلا الشرعية الانقلابية وحينما أراد خالد مشعل تطييب الخواطر قال إن حماس كانت مضطرة إلي أن تقوم بذلك!!
.. نفهم أن «فتح» بها الكثير من الفساد، لكن رغم هذا تعاملت معها «حماس»، والرئيس الفلسطيني محمود عباس جاء هو الآخر عبر صناديق الانتخابات!!
حماس تصنف لدي الكثير من الإسلاميين وغيرهم في المنطقة علي أنها في موقع الاعتدال، أو الإسلاميين المعتدلين، أي أنهم ليسوا مثل «الجهاد» وليسوا علي أفكار «القاعدة»، وحين انتقدهم د. أيمن الظواهري في إحدي رسائله التليفزيونية، فسر ذلك بأن حماس من المعتدلين، لذا لن ترضي الظواهري ولا القاعدة!
حماس ليست بعيدة فكريا وربما عضويا عن جماعة الإخوان في مصر ولم نسمع حتي الآن كلمة مؤاخذة واحدة من إخوان مصر تجاه ما قام به إخوان «حماس» غزة وفلسطين، بل هناك إشارات تدل علي السعادة بما جري، وهجوم حاد علي «فتح» وكأنه نوع من التبرير ومحاولة إضفاء المشروعية علي انقلاب حماس أو علي الأقل صرف النظر عن جريمتها.
عمومًا، انقلاب حماس، ليس هو الانقلاب الوحيد الذي يقوم به فصيل إسلامي، من فصائل «الاعتدال»، فقد سبقهم د. حسن الترابي بالانقلاب علي حكومة ديمقراطية في السودان، كانت حكومة الصادق المهدي منتخبة وجاءت عبر انتخابات لم يشبها تزوير أو تزييف ولم يشفع لها ذلك لدي الإسلاميين، فقد انقلبوا عليها بمجرد أن أتيح لهم السلاح، وفي حالة الترابي كان هناك عنصر آخر وهو قرابة الدم بالمصاهرة بين المهدي والترابي، أي أنه لا الانتخابات الحرة والديمقراطية تمنع الإسلاميين من الانقلاب ولا حتي صلة الدم!!
بعد هذين النموذجين لا يحق للإسلاميين، حتي لو وصفناهم بالاعتدال، الادعاء بأنهم الأبرياء دائمًا، الضحايا أبدا، المبرؤون من هوي الانقلاب علي السلطة الشرعية وأنهم يؤمنون بتداول السلطة سلميا ويذوبون وجدًا وعشقًا في هوي الدولة المدينة!
والواقع أن موقف هؤلاء يستدعي إلي الذاكرة موقف الإسلاميين الأتراك بمختلف مسمياتهم، فقد تم التضييق عليهم كثيرًا وفازوا بالانتخابات ومنعوا من حصد نتائجها ومع ذلك لم يثبت عليهم أنهم قاموا بعملية عنف واحدة ولا حاولوا الانقلاب ولا هددوا باللجوء إلي التنظيمات السرية ولا توعدوا برد مزلزل ولا... ولا...، قارن ذلك كله بموقف الإسلاميين في الجزائر، الذين ما إن ألغيت الجولة الثانية من الانتخابات حتي انطلقوا يحرقون الأخضر واليابس ويجدون المساندة والتبرير من كل الإسلاميين العرب بمختلف أطيافهم،
ويبدو أن العنف والانقلاب مكون أساسي في ذهنية الإسلاميين العرب، وما إن يتاح لأي منهم الحصول علي السلاح حتي يبادر إلي الانقلاب سواء من داخل السلطة أو من خارجها، ويقومون بالقتل والسلب والنهب بلا سند من قانون ولا محاكمات ولا حقوق إنسان، ولعل الاستشهادات التاريخية الجاهزة لديهم تقطع بأن الأمر ليس سلوكًا اضطراريا ولا لحظة انفعالية بل هي «جين» عميق في تفكيرهم، فالقول بأن ما قامت به حماس في غزة يشبه «فتح مكة» يعني القول بكفر الفتحاويين وأنهم أهل جاهلية ومع ذلك ففي فتح مكة قام الرسول «صلي الله عليه وسلم» بالعفو الجميل،
بينما قام مجاهدو حماس بالقتل والسحل!! كان أمام حماس الانتظار لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة وإقصاء فتح بطريقة سلمية، لكن عقلية السفك والانقلاب هي الغالبة والمسيطرة، إنها عقلية يزيد بن معاوية والحجاج، أي إسلام السيف والغلبة لا إسلام أبو ذر الغفاري ولا إسلام التوحيدي والجاحظ!
إذا تحدثنا عن مقتل الخازندار والنقراشي ومحاولة اغتيال عبد الناصر، قيل لنا تلك مرحلة ولت وأن التجارب علمت الإسلاميين تجنب العنف والفكر الانقلابي، لكن تنبئنا الأحداث كل فترة بأن شيئًا لم يتغير وأن «اللي في القلب في القلب
.. نفهم أن «فتح» بها الكثير من الفساد، لكن رغم هذا تعاملت معها «حماس»، والرئيس الفلسطيني محمود عباس جاء هو الآخر عبر صناديق الانتخابات!!
حماس تصنف لدي الكثير من الإسلاميين وغيرهم في المنطقة علي أنها في موقع الاعتدال، أو الإسلاميين المعتدلين، أي أنهم ليسوا مثل «الجهاد» وليسوا علي أفكار «القاعدة»، وحين انتقدهم د. أيمن الظواهري في إحدي رسائله التليفزيونية، فسر ذلك بأن حماس من المعتدلين، لذا لن ترضي الظواهري ولا القاعدة!
حماس ليست بعيدة فكريا وربما عضويا عن جماعة الإخوان في مصر ولم نسمع حتي الآن كلمة مؤاخذة واحدة من إخوان مصر تجاه ما قام به إخوان «حماس» غزة وفلسطين، بل هناك إشارات تدل علي السعادة بما جري، وهجوم حاد علي «فتح» وكأنه نوع من التبرير ومحاولة إضفاء المشروعية علي انقلاب حماس أو علي الأقل صرف النظر عن جريمتها.
عمومًا، انقلاب حماس، ليس هو الانقلاب الوحيد الذي يقوم به فصيل إسلامي، من فصائل «الاعتدال»، فقد سبقهم د. حسن الترابي بالانقلاب علي حكومة ديمقراطية في السودان، كانت حكومة الصادق المهدي منتخبة وجاءت عبر انتخابات لم يشبها تزوير أو تزييف ولم يشفع لها ذلك لدي الإسلاميين، فقد انقلبوا عليها بمجرد أن أتيح لهم السلاح، وفي حالة الترابي كان هناك عنصر آخر وهو قرابة الدم بالمصاهرة بين المهدي والترابي، أي أنه لا الانتخابات الحرة والديمقراطية تمنع الإسلاميين من الانقلاب ولا حتي صلة الدم!!
بعد هذين النموذجين لا يحق للإسلاميين، حتي لو وصفناهم بالاعتدال، الادعاء بأنهم الأبرياء دائمًا، الضحايا أبدا، المبرؤون من هوي الانقلاب علي السلطة الشرعية وأنهم يؤمنون بتداول السلطة سلميا ويذوبون وجدًا وعشقًا في هوي الدولة المدينة!
والواقع أن موقف هؤلاء يستدعي إلي الذاكرة موقف الإسلاميين الأتراك بمختلف مسمياتهم، فقد تم التضييق عليهم كثيرًا وفازوا بالانتخابات ومنعوا من حصد نتائجها ومع ذلك لم يثبت عليهم أنهم قاموا بعملية عنف واحدة ولا حاولوا الانقلاب ولا هددوا باللجوء إلي التنظيمات السرية ولا توعدوا برد مزلزل ولا... ولا...، قارن ذلك كله بموقف الإسلاميين في الجزائر، الذين ما إن ألغيت الجولة الثانية من الانتخابات حتي انطلقوا يحرقون الأخضر واليابس ويجدون المساندة والتبرير من كل الإسلاميين العرب بمختلف أطيافهم،
ويبدو أن العنف والانقلاب مكون أساسي في ذهنية الإسلاميين العرب، وما إن يتاح لأي منهم الحصول علي السلاح حتي يبادر إلي الانقلاب سواء من داخل السلطة أو من خارجها، ويقومون بالقتل والسلب والنهب بلا سند من قانون ولا محاكمات ولا حقوق إنسان، ولعل الاستشهادات التاريخية الجاهزة لديهم تقطع بأن الأمر ليس سلوكًا اضطراريا ولا لحظة انفعالية بل هي «جين» عميق في تفكيرهم، فالقول بأن ما قامت به حماس في غزة يشبه «فتح مكة» يعني القول بكفر الفتحاويين وأنهم أهل جاهلية ومع ذلك ففي فتح مكة قام الرسول «صلي الله عليه وسلم» بالعفو الجميل،
بينما قام مجاهدو حماس بالقتل والسحل!! كان أمام حماس الانتظار لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة وإقصاء فتح بطريقة سلمية، لكن عقلية السفك والانقلاب هي الغالبة والمسيطرة، إنها عقلية يزيد بن معاوية والحجاج، أي إسلام السيف والغلبة لا إسلام أبو ذر الغفاري ولا إسلام التوحيدي والجاحظ!
إذا تحدثنا عن مقتل الخازندار والنقراشي ومحاولة اغتيال عبد الناصر، قيل لنا تلك مرحلة ولت وأن التجارب علمت الإسلاميين تجنب العنف والفكر الانقلابي، لكن تنبئنا الأحداث كل فترة بأن شيئًا لم يتغير وأن «اللي في القلب في القلب
حلمى النمنم ٢١/٦/٢٠٠٧
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment