Friday, March 25, 2011

تضييع وقت

ليس هناك مسمى لما يجرى حالياً، سوى أنه نوع من التمادى فى الباطل.. وإلا.. فما معنى أن يكون أصحاب الرأى والفكر، متفقين مع جميع الأحزاب والقوى السياسية على أن المسار السياسى الطبيعى لنا، منذ الآن، يجب أن يبدأ بوضع دستور جديد، ثم إجراء انتخابات رئاسية، وبعدها تأتى الانتخابات البرلمانية، ليأخذ كل حزب وقته فى الاستعداد لها.. ما معنى أن تكون هذه هى ملامح خريطة المستقبل، التى تحظى بتوافق عام، ثم تصمم الحكومة، ومعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، على أن نمشى بالعكس تماماً، فتأتى انتخابات البرلمان أولاً، ثم الرئاسة ثانياً، فالدستور ثالثاً؟!

العناد الذى كنا نعانى منه، قبل ٢٥ يناير، لايزال كما هو، ولايزال الناس يتكلمون، ويتكلمون، ثم تفعل السلطة ما تشاء، دون أن تلتفت إلى ما يقال وكأننا نكرر أخطاءنا، بل خطايانا، كما هى دون أدنى استفادة من التجربة!

وإذا كنا قد قطعنا خطوات فى طريق الباطل، حتى الآن، فليس هناك أى مبرر، للمضى فى الطريق ذاته، وإنما هناك ألف سبب يدعونا إلى الرجوع إلى الحق، لا إلى التمادى فى الباطل عن عمد، وعن قصد!

زمان.. وعندما قامت ثورة يوليو ٥٢، كان أول ما فكر فيه ضباط يوليو، هو وضع دستور جديد للبلاد.. لم يفكروا فى انتخابات برلمان، ولا فى انتخابات رئاسة، وإنما كان التفكير كله متوجهاً نحو إقرار دستور جديد، يليق بالبلد، ويليق البلد به، وهو ما جرى فعلاً، وتشكلت لجنة الخمسين الشهيرة، ووضعت مشروع دستور ٥٤، وكان دستوراً يؤسس لجمهورية برلمانية حقيقية، لولا أنه، فيما يبدو، لم يعجب القائمين على الأمر وقتها، فعثر عليه الأستاذ صلاح عيسى، فيما بعد، فى صندوق قمامة!

اليوم، نحن نريد دستوراً من ذلك النوع، ولسنا فى حاجة لكى نلف وندور حول أنفسنا، ونربك أنفسنا، ونقرر تشكيل برلمان أولاً، ليختار البرلمان بعد تشكيله لجنة الخمسين الجديدة لتضع دستوراً.. لماذا نسعى إلى تعقيد الحكاية على أنفسنا، إلى هذا الحد، بينما هى سهلة؟!

وحتى نثبت أنها سهلة، سوف أسجل الآن، أسماء لجنة الخمسين الجديدة، من الذاكرة، ومن وحى الخاطر، على النحو الآتى: منى ذو الفقار، د.يحيى الجمل، نجيب ساويرس، د.بطرس غالى، د.نبيل العربى، د.حازم الببلاوى، د.مراد وهبة، د.فؤاد رياض، د.ليلى تكلا، د.جابر عصفور، صلاح منتصر، سلامة أحمد سلامة، د.عبدالمنعم سعيد، د.جورج إسحاق، د.صبرى الشبراوى، د.جلال أمين، جمال الغيطانى، د.هبة حندوسة، د.إبراهيم درويش، د.أحمد زويل، د.محمد أبوالغار، د.محمد غنيم، محمد حسنين هيكل، د.حسين كامل بهاء الدين، د.محمد بديع، د.عبدالمنعم أبوالفتوح، د.عصام العريان، محمود أبوالليل، د.محمد حبيب، د.كمال الجنزورى، د.حامد عمار، د.أحمد الطيب، د.على جمعة، د.العوا، منصور حسن، د.كمال أبوالمجد، د.على السمان، السيد يس، أحمد عبدالمعطى حجازى، أنيس منصور، على سالم د.أحمد الغندور، د.حسام عيسى، د.محمد نور فرحات، د.مصطفى الفقى، د.حسام بدراوى، فهمى هويدى، د.ميلاد حنا، عماد أديب، د.قدرى حفنى.

....

....

....

....

هؤلاء هم الخمسون الجدد الذين يستطيعون وضع دستور عصرى للبلد، غداً، وهى أسماء كما ترى، ليست موضع خلاف، وتضم شتى ألوان الطيف السياسى فى البلد، وإذا كنت قد تركت مساحات خالية، من بعد الأسماء، وملأتها بالنقط، فليس لهذا معنى، إلا أنك وأنه وأنها تستطيع أن تختار خمسين اسماً، بل مائة اسم، بهذا الوزن، فى لحظة ومن الذاكرة، ودون ترتيب، ولا إجهاد للنفس.

فقط نحتاج لنفتح عقولنا، وقلوبنا، ونتقبل مختلف الآراء، ولا نتمادى فى الباطل، وندرك أن صناعة دستور جيد، هى الأولوية الأولى، التى لا يجوز أن تكون مسبوقة بأولويات أخرى.. وإلا.. فإننا نضيع وقتنا

سليمان جودة - المصرى اليوم


No comments: