Wednesday, March 02, 2011

الشعب يريد.. إقالة شفيق


صراع داخلي انتابني، فأمواج الرفض بداخلي تلاطم شواطئ القبول؛ وبين رغبة جارفة في التماس الأعذار، ومقاومة سحر مثاليته التي يحاول رسمها، وبين الشعور الحتمي بضرورة أن يلملم أوراقه ويرحل.. ذلك كان حال جوارحي وأنا أتابع حوار الفريق أحمد شفيقعلى شاشة فضائية اون تي في.

فشفيق ظل طوال الحوار يتباهى بمجده الشخصي، وكفاءته المهنية ونجاحه كضابط طيار، بداية من تخرجه من الكلية الجوية في 1961 ، وحصوله على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية ، وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس، ثم دكتوراه الفلسفة في الاستراتيجية القومية للفضاء الخارجي، فملحق عسكري للسفارة المصرية بإيطاليا في الفترة من 1984:1986 ، و رئيسا لأركان القوات الجوية في 1991، فقائدا للقوت الجوية في 1996، فوزير للطيران المدني في 2002.

إلا أن نجاحات شفيق المهنية التي لا ينكرها أحد، لم ولن تمحي عنه انتمائه لنظام الرئيس السابق مبارك، حيث عمل تحت رئاسته وزيرا للطيران المدني طوال ما يزيد عن 9 سنوات، عمل فيها بحسب تأكيداته بإخلاص وجد، وأنه كان من أشد المدافعين عن الرئيس السابق في بداية الثورة بشدة، وظل يؤكد أن مبارك لن يرحل!

حاول شفيق واستمات في أن يصور لنا أنه حامي الثورة، ومكتسباتها، لكنه لم يتجاوز حاجز الحوار المرسل، دون وضع تصور واضح لكيفية حماية مكتسبات الثورة، أو آليات تضمن الوصول الآمن بالثورة إلى شط الأمان، وانحصرت اجابات شفيق ما بين سندرس.. سنرى ..سنقرر، دون عرض أي رؤية واستراتيجية واضحة لأي قضية، ولم يوضح طبيعة علاقته بالرئيس السابق، ولا مدى ضلوعه في وضع سياسات وتنفيذ سياسات الحكومة السابقة.

لا أنكر أن شفيق متحدث بارع ولديه قدرة على النقاش، والوصول بمحاوره إلى أقصى شطآن الحوار، لكن كل مواقفه تؤكد أنه مازال متأثرا بانتمائه للنظام السابق، بداية من رفضه لإلغاء جهاز أمن الدولة دون تقديم بدائل أو تصور لإعادة هيكلته، ودفاعه المستميت عن اللواء محمود وجدي وزير الداخلية، برغم سقطاته الواضحة في حواره الأخير مع التليفزيون المصري، وأيضا دفاعه عن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، ووزير العدل المتهم من قطاعات قضائية بتعطيل استقلال القضاء.

حوار شفيق أكد أن الثورة مازالت في خطر، وأن مكتسباتها في مهب الريح، وأن أكبر ما يهددها هو الفكر الموروث من النظام السابق، والذي مازال متأصلا في فلوله، علاوة على أن شفيق لم يقدم أية ضمانات لتحقيق مطالب الثورة، وخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن معتقلي الثورة، أو الافصاح عن خطة عمل حكومة تسيير الأعمال ومتى تحديدا ستنتهي مهمتها، وصولا إلى حكومة دائمة تدير شئون البلاد.

أثبت شفيق أنه لا بديل عن رحيله، وأفراد حكومته المنتمين للنظام البائد أو حتى المحسوبين عليه، فالنجاح المهني، والكلام المرسل، والنوايا الحسنة، ليسوا مقومات نجاح رئيس الحكومة.

عفوا سيادة الفريق أحمد شفيق.. نعترف بنجاحك المهني.. نقدر حسن نواياك.. لكنك لست رجل المرحلة، فالثورة لم تأت لتغير مبارك وتبقي باقي رجاله.. نناشدك بوطنيتك التي أكدت عليها ولا نشكك فيها، واحترامك للديمقراطية ورغبة الأغلبية.. أن تلملم باقي رجال حكومتك وترحل.. وإن كنت من المدافعين عن الثورة بحق فلتستقيل وتنضم إلى ثوار ميدان التحرير

أيمن شعبان

مصراوى

No comments: