شفيق كان يعاملنا بمنطق خالتى التى تتحدث عن جارتها دون أن تعلم حقيقة أى شئ عنها، وهو صديق عمر مبارك، ويتعامل بعقليته" جزء من كلمات حديث السيناريست والكاتب الصحفى بلال فضل لحضور ندوته بمكتبة الشروق بالزمالك مساء أمس الأربعاء والتى بدأها فضل بشكر بلال فضل الحضور ودار الشروق مثنيا على تقديم الجريدة لثلاثة كتاب أصبحوا من أهم كتاب مصر الآن وهم "وائل قنديل وعماد الدين حسين ومعتز بالله عبدالفتاح" معللا عدم ظهورهم من قبل للسفر للخارج لعدم تحمل البلد أيام مبارك لأى موهبة.
وحيى فضل الحضور من أمن الدولة مؤكداً أنه اعتاد على حضورهم، وأن الأمن الدولة تعمل الآن بكل قوتها محاولة العودة فى ثوب جديد وبشخصيات جديدة وقال فضل : لقد أجبر مبارك على التنحى ولم يكن يرضى أبداً بالتخلى عن الحكم، وقضى أخر ربع ساعة له فى القصر الرئاسى فى محادثة هاتفية مع بنيامين أليعاذر"، وهو ما تهكم عليه الكاتب الساخر بقوله :"أصلا أليعاذر شبه مبارك تماما وكأنهم أخوات"، وعن حضوره لقاء المجلس العسكرى أبدى فضل تفاؤله بالمجلس لكنه أكد على عدم نية المجلس فى مد الفترة الإنتقالية ليوم واحد بعد الستة أشهر، وهو ما يعنى أننا يجب أن نطالب بما نريد خلال المتاح فقط من الوقت، وقال بلال أن هناك من الحضور الحكومى للقاء قال للمجلس أن خطابهم يحتاج إلى تعديل وهو ما رفضه بلال تماما وقال لهم "عايزين خطابكم زى ماهو دبش".
كان حضور الندوة كبير وأمتلأت قاعة مكتبة الشروق بالزمالك عن آخرها وحضر الندوة منذ بدايتها الروائى الكبير بهاء طاهر وقال رداً على سؤال من بلال لماذا حضرت؟:"علشان بحبك ولأنك كنت عينى التى أرى بها كل ما يحدث، وما تكتبه هو الذى جعل الحضور بهذا الشكل.. ونحن نحتاج للكلام سوياً بعيداً عن حزب الكنبة الذى يتحدث دون أن يفعل شئ.. فالأغلبية الصامتة تسكت بينما تغير الأمور الأقلية الفاعلة".
وتمنى بلال فضل أن يكون المفكر الرائع عبد الوهاب المسيرى حاضراً لهذه الأيام مستغرباً من تعرض كل من بهاء طاهر والمسيرى للضرب على يد الشرطة رغم كبر سنهم ونسبهم العائلى فى نفس الوقت، ونبه إلى أن الناس غير مطمئنة ونحتاج إلى من يطمئنهم مقترحا أن يكون هناك شخص يدعى "المطمئن العام" بسبب عودة فلول أمن الدولة للعمل مرة أخرى.
وأشار بلال إلى أن نظام مبارك كان يضيف طبقة جديدة للعبودية كل لحظة عن طريق الطاقة السلبية التى يبثها يوميا فى المواطنين بالإعلام، وعلى سبيل المثال أنهم كانوا يؤكدون فى الأيام الأخيرة أن البلد التى تحدث فيها ثورة تأتيها المشاكل من كل جانب.
وكان بلال قد طلب منه مقابلة شفيق من قبل لكنه اشترط تواجد كتاب بعينهم واعتذار من شفيق على كل ما حدث خلال رئاسته للوزراء وقال: "كنت مستعد لكتابة خطاب شفيق الذى يؤكد فيه أن علاقته الشخصية بمبارك بعيدة عن منصبه السياسى.. لكنه لم يحدث ولم أقابل شفيق؛ لأنه يحكم بطريقة مبارك ب"الكربونة".. يعاملنا بطريقة "خالتى" التى تقول كلاما دائما على جارتها بعيدا عن الحقيقة".
وطالب فضل بأن يكون هناك إشراف قضائى على أمن الدولة، وهو ما سيجعلنا نأمنها تماما، وإقالة شفيق؛ حيث رفض كثيرون تولى مناصب وزارية فى الوقت الذى كان فيه "شفيق" رئيساً للوزراء، -لاحظ أن الندوة كانت أمس- وأضاف بلال للمطالبات ضرورة الإصرار على أن تكون الإنتخابات الرئاسية قبل البرلمانية حتى لا تستطيع بقايا النظام تكوين نفسها مرة أخرى والفوز بها والإنقضاض على الثورة ومكتسباتها، وأيضا المطالبة بعدم عسكرة الحياة المدنية.
وعن الإنتخابات الرئاسية أكد فضل أن سيعطى صوته للدكتور محمد البرادعى لأنه يمتلك رؤية شاملة عن كيفية حلول مشاكل مصر كلها والتى وصفها فضل ب"البسيطة" و"الغير معقدة"، على عكس ما كان يصور لنا النظام القديم، وقال:" سأنحاز للبرادعى حتى لو كان معركة خاسرة" رافضا عمرو موسى خوفا من تَكون زعيم جديد يطالبه المصريون بالبقاء فى الحكم، وتمنى بلال أن يكسب البرادعى الإنتخابات بنسبة 55 % فقط حتى تكون هناك معارضة تستطيع أن تسيره على الطريق الصحيح، كما أثنى بلال على حمدين صباحى وادائه السياسى، وقال فضل أنه على البسطاويسى التفكير جيدا قبل إتخاذ قراره بالترشح للرئاسة لأنه علينا التوافق حول شخصين أوثلاثة بدلا من التشتت
مصطفى شحاتة - الدستور الأصلى
No comments:
Post a Comment