أعربت رموز سياسية عن تشاؤمها إزاء قرار تعيين اللواء هشام عبدالفتاح أبوغيدة مساعدا لوزير الداخلية ورئيسا لجهاز مباحث أمن الدولة، مؤكدة أنه أحد أبناء الجهاز طوال السنوات الماضية، ومن الصعب أن يتخلى عن النهج الذي يحكم طبيعة عمل الجهاز طوال العقود الماضية. ويخلف أبوغيدة اللواء حسن عبدالرحمن رئيس الجهاز السابق الذي ارتكب في عهده العديد من جرائم التعذيب ضد الشعب المصري، وتطال الاتهامات الرئيس الجديد للجهاز والذي يتهمه نشطاء بأنه كان شريكا للعادلي في جرائم الاعتداء علي المتظاهرين أثناء ثورة الغضب.
أبوغيدة يعد أحد أبرز أبناء الجهاز، وتدرج في العديد من المناصب، وقد شغل مدير مباحث أمن الدولة بالجيزة ، ويقول حقوقيون إنه متورط في عمليات قمع التنظيمات السياسية والدينية عبر مقر أمن الدولة الشهير "جابر بن حيان"، كما شغل منصب مدير الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بالقاهرة.
في يوليو 2008 شملته حركة الترقيات التي اعتمدها حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق ضمن عدد كبير من قيادات ومديري الأمن ونوابهم ووكلاء الإدارات، حيث تم تصعيده مساعدا لرئيس قطاع مباحث أمن الدولة بدرجة مدير عام، وله ابن يعمل بنفس الجهاز هو الملازم أول عمرو هشام أبوغيدة، والعائلة تضم آخرين يعملون بالجهاز منهم النقيب أحمد أبوغيدة بمباحث أمن الدولة.
ورغم التصريحات الأمنية التي تزامنت مع إعلان تعيين اللواء هشام عبدالفتاح أبوغيدة، وأكدت أن هذه التغييرات لا تستهدف استبدال الأشخاص ولكن تغييرا جذريا فى الأهداف والسياسات والاختصاصات بما يحقق سلامة الشعب، فإن حقوقيين ونشطاء يؤكدون أن أبوغيدة سيسير على نهج سلفه.
سيد نزيلي القيادي الإخواني البارز أكد أن طبيعة الجهاز وطريقة عمله تغلب على من يتولى المنصب، كما أن وصول أبوغيدة لهذا الموقع يؤكد أنه من أبناء الجهاز وسيسير على نهجه.
ويؤكد نزيلي أن الاعتقالات كانت مستمرة في صفوف الإخوان طوال فترة عمل أبوغيدة بالجيزة، وقد التقيته مرة واحدة، والجميع يعلم سمعة مقر أمن الدولة بجابر بن حيان، لكن لا أستطيع أن أجزم أو أحدد مدى علاقته بمقتل الشهيد مسعد قطب الذي توفي عقب تعذيبه بمقر مباحث أمن الدولة بـ (جابر بن حيان) يوم الإثنين 3/11/2003 بعد اعتقاله ثلاثة أيام، ونُقل جثمانه إلى مستشفى (أم المصريين) بالجيزة وسط حراسة مشددة وإجراءات أمنية غير مسبوقة، وعموما لا يوجد أي تفاؤل لا بالجهاز ولا بمن يتولى موقع إداراته، مطالبا بتحجيم دور هذا الجهاز ووقف توغله في حياة المصريين ومعاقبة المفسدين من قياداته.
يعزز حالة الاستياء من تعيين أبوغيدة ما أعلنه عضوم مجلس نقابة الأطباء الدكتور عبد الفتاح رزق، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة الإغاثة الإنسانية بالنقابة أمس، أن عناصر أمن الدولة تحاول منع الشاحنات والقوافل الطبية المتوجهة إلى الأراضي الليبية لإنقاذ الثوار، مشيرا إلى تقديم اللجنة بلاغات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ضد ممارسات أمن الدولة على معبر السلوم.
وتحتفظ ذاكرة مجدى حسين الأمين العام لحزب العمل بذكريات سيئة مع هشام أبو غيدةعام 2004 دفعته آنذاك للتقدم ببلاغ ضده للنائب العام متهما أبوغيدة بالتعدى بالسب والقذف عليه محتميا بآلاف من قوات الشرطة, واستخدم عناصر أمن الدولة لإلقاء القبض عليه في كمين نصب له أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة بالأزهر.
وروى حسين لـ"بوابة الوفد" واقعة التعدي عليه يوم 26 مارس 2004 حينما كان متوجها للمشاركة في مؤتمر حاشد بالأزهر الشريف تنديدا بجريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس، قائلا " وجه لي أبوغيدة تهديدا صريحا محذرا من القيام بأي شيء، حيث كانت الدولة متخوفة من ثورة غضب ضد الجريمة الصهيونية، فقلت له اتكلم كويس، فرد بأن طلب من قواته إلقاء القبض علي وتم سحلي على الأرض بأمره وتحت بصره".
يضيف : بعد دقائق وتحسبا لتصاعد غضب الجماهير تم الإفراج عني، وإكراما للشيخ ياسين لم أشغل نفسي بتصعيد الموقف، وبعد ذلك تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده للنائب العام، كما تم التقدم بشكوى لنقابة الصحفيين تندد بممارسات أبو غيدة.
ويؤكد مجدي حسين أن تعيين أبوغيدة على رأس الجهاز يؤكد أن المنظومة الأمنية ستعمل بعقلية قديمة ووفق سياساتها التقليدية في تعقب ومطاردة الشرفاء، وهذا معناه أن جهاز أمن الدولة لا يريد وجوها جديدة من خارجه، وما يتم فقط مجرد عملية ترقيع، مضيفا أن إعادة تأهيل الجهاز مسألة صعبة، ومن الأفضل حله، أما الجزء المشروع من الملفات التي كانت بحوزته فمن الأفضل أن يتم تحويلها للأمن العام.
أحمد إبراهيم - الوفد
No comments:
Post a Comment