جيهان فاضل: إصابتى برصاصة لم يوقف مسيرتى مع الثورة
كشفت الفنانة جيهان فاضل عن اصابتها برصاصة فى قدمها بميدان التحرير خلال مشاركتها فى تظاهرات ثورة الغضب.. والتى حرصت على التواجد بها منذ يومها الاول 25 يناير.
جيهان تحملت الالم شأنها شأن الملايين لإيمانها بأهمية الحدث، وأن لحظة التحرر من نظام وعهد ضاعت فيه الحقوق قد حانت.
تقول جيهان فاضل: بالفعل كدت أتعرض لمخاطر كبيرة وربنا كان بيسترها، فأنا أصبت برصاصة فى قدمى ولكنها لم تكن خطيرة وتركت جرحا سطحيا بسيطا، كما تعرضت للضرب بالشوم، فضلا عن القنابل المسيلة للدموع التى أثرت على بشرتى وعلى تنفسى.
لكن بشكل عام أنا لم أتعرض لخطر ضخم لأن الشباب والرجال هم الذين كانوا يدافعون عن الثورة والميدان.
●كنت من المعارضين بشدة على وجود أحمد شفيق لماذا؟
ــ اعترضت على بقائه رئيسا للوزراء لأن هذا الرجل كان شغله الشاغل طوال 10 أيام تولى فيها الوزارة قبل تنحى مبارك كيف يقنع الشعب أن الثورة خطأ والاستمرار فيها خراب للبلد، فكيف يكون هذا الرجل هو الأصلح للفترة الانتقالية؟.
ولم يكن هناك حل إلا إسقاط هذه الوزارة، فقد كان هناك خطر كبير من تجاهل مطالب الشعب وعدم اعتراف بشرعية الثورة. فالشعب كله خرج معترضا على هذه الحكومة، وكان فى تجاهله إحباط لإرادة هذا الشعب الذى خرج فى مظاهرات مليونية ليقول انه لا يريد هذه الوزارة بدماء وشهداء.
وهذه الثورة أصبحت ثورة لأن كل بيت مصرى شاهد على واقعة فساد وله ثأر مع النظام السابق، سواء من خلال تعذيب بدون ذنب، أو عدم الحصول على فرص كانت من حقهم أو بأى شكل من أشكال الفساد.
●شاركت فى مؤتمر عن المعتقلين السياسيين وكان معظم الحضور إخوان ألا تمثل لك الجماعات الاسلامية بالنسبة لك هاجسا مثل الكثير؟
ــ أتصور أن الإنسان لابد أن تكون مبادئه واحدة لا تتجزأ، فعندما أكون مؤمنة بالحرية يجب أن تكون مطلقة حتى مع الاتجاهات التى تكون ضد أفكارى.
فلا يصح أن أطالب بحرية التعبير والرأى وأطالب بعدم التصريح للإخوان المسلمين بالكلام والظهور فى وسائل الاعلام. ولا يصح أيضا أن أطالب بالعدالة وخروج المعتقلين السياسيين من السجون وأطالب بالإبقاء على الإسلاميين فى السجون، لأنهم يهددون أمنى الخاص.
فمن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه ما دام لا يؤذينى، ولا يرفضنى. أنا فقط ضد التشكيلات المسلحة، لكن تواجد الجماعات الإسلامية أو الإخوان أو غيرهم لا يقلقنى طالما أنهم يعبرون عن أفكارهم فى إطار سلمى، فأنا معهم وهذا حقهم وسأدافع عنهم أيضا حتى إذا كانوا يعتبروننى «منحلة».
●هل تنتمى الى حزب او تيار سياسى بعينه؟
ــ أنا لا أنتمى لحزب او تيارات سياسية، ولكن لدى توجهات فكرية وآراء اجتماعية أؤمن بها، فأنا مسيسة ومهمومة ببلدى جدا، وما يزعجنى أن هناك محاولة لتقسيم الشعب إلى فئات، فتجد البعض يقول أن الذين أقاموا الثورة هم الشباب وليس الأحزاب وأصحاب الأجندات الخاصة، وهناك ايضا من يقسم المتظاهرين بشكل طبقى بين الفقراء المحتجين والأغنياء الذين يبحثون فقط عن الكرامة، وهناك من قسمهم الى ما قبل وما بعد خطاب حسنى مبارك الثانى.. وكل هذا فى رأيى محاولات فاشلة تهدف الى إضعاف الثورة.
●إذا فأنت مؤيدة للمظاهرات الفئوية؟
ــ لست مقتنعة بمقولة المطالب الفئوية أصلا، والتى يدعى البعض ان هذا ليس وقتها. فهى جزء لا يتجزأ من الثورة، فمثلما نزل الشعب ليسقط رئيس الدولة الفاسد، العمال ايضا احتجوا لأنهم يرون مديرهم فاسد ومن حقهم إسقاطه، والمصانع والشركات ليست أكثر من صور مصغرة لمصر.
لذلك ليس من الطبيعى أن يشارك هذا العامل فى المظاهرات ويعرض نفسه للموت ويعود إلى عمله فيجد نفس المدير الفاسد فى مكانه كما هو، ومستمر فى السرقة والظلم، ويعود إلى بيته يجد نفس الضابط الذى ضرب رصاصا عليه ما زال يمارس سطوته.
●الا تشعرين بأن هناك تغيرا وتحولا حقيقيا قد حدث بالفعل؟
ــ الثورة مستمرة، لأن المطالب لم تحقق، وأنا فرد من المحتجين على بقاء الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى شرم الشيخ بدون محاكمة، على فلوس الشعب المصرى الذى استولى عليها هو وأسرته، وعلى مسئوليته عن كل رصاصة أطلقت على المتظاهرين ودم كل شهيد توفى فى الثورة، كل هذا فى رقبته، لأنه المسئول الأول، واذا لم يكن هو صاحب القرار فهو من سمح باستمرار الهجوم والتعدى على المتظاهرين السلميين 10 أيام متواصلة تقريبا.
ويجب أن يعترف الجميع بأن هناك حربا ضد الثورة من كل المستفيدين من النظام السابق سواء مسئولون أو رجال أعمال، وأعتقد أن المسئولين الذين يتم محاكمتهم الآن هم جزء من 100 من الذين يجب محاكمتهم
حوار : أحمد فاروق - الشروق
No comments:
Post a Comment