عيسى في الشروق: 25 يناير ثورة شعب.. والبرادعي رجل المرحلة الراهنة
شهدت مكتبة "الشروق" بالزمالك، أمس الخميس، حضورا كثيفا، للقاء الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، ومناقشته حول أزمة مصر في المرحلة الراهنة، والتعديلات الدستورية، وأهم مرشحي الرئاسة، وقد استمر اللقاء لأكثر من ساعتين.
وبدأ عيسى حديثه للحضور قائلا: "عندما كان يتم سؤالي (إلى أين تذهب مصر؟)، كانت إجابتي حتى 24 يناير: (أنها ذاهبة إلى "داهية" بخطى واثقة)، ولكن المشهد في مصر قد تغير بصورة كبيرة بعد 25 يناير، فالثورة قد أحدثت تغييرا جذريا في أغلب طبقات الشعب المصري، كان أهمها وأكثرها وضوحا (كسر حاجز الخوف). إلا أن نجاح الثورة يقابله عقبات كبيرة؛ فالثورة يقابلها 60 عاما من تطرف السلطة، وتحكم مراكز القوى الذي حصر هموم أغلب المصريين في هم إيجاد لقمة العيش".
"ثورة شعب".. وليست "ثورة شباب"
وقال عيسى: "إن مصطلح (ثورة الشباب) والذي أطلقه الرئيس السابق، وتداولته وسائل الإعلام من بعده، فيه إهانة كبيرة للثورة؛ فقد أراد حصر تلك الثورة الشعبية الهائلة في مجموعة من "العيال اللي مش فاهمين حاجة"، لتسطيح النظرة في الثورة وسحب لعمقها واتساعها".
وأضاف: "وليس معنى ذلك إبعادا للشباب عن الساحة السياسية، فقد قامت تلك الثورة على أكتاف هؤلاء الشباب من صفحات (كلنا خالد سعيد)، وشباب 6 أبريل، وشباب الإخوان المسلمين، والشيوعيين الثوريين، فكيف نغفل عنهم، أو يتم استبعادهم عن الساحة؟". مؤكدا على أن "كل ثورات العالم قد قامت على أكتاف الشباب؛ فلم نسمع مثلا عن قيام أشخاص فوق سن المعاش بثورة لإسقاط النظام أو إقالة الرئيس".
ثورة صنعها ضمير الإنسان، وليس "الفيسبوك"
وأضاف عيسى أن: "كل الثورات لم تصنعها وسائل الاتصالات، ولا مواقع التواصل الاجتماعي كـ"الفيسبوك" و"تويتر" مثلا، وإنما صنعها ضمير الإنسان". مذكرا بتفاصيل أيام الثورة، قائلا: "إن موقعي "فيسبوك" و"تويتر" تم حجبهما يوم 25 يناير، ثم تم قطع النت وشبكات الهاتف المحمول نهائيا من ليلة 27 يناير إلى 3 فبراير. أي أن كل وسائل وأدوات العصر الجديد التي قيل إنها سبب الثورة، كانت غائبة أثناء قيامها".
واختتم كلامه عن فترة الثورة قائلا: "إن نجاح تلك الثورة، التي بلا قائد أو تنظيم، أدى إلى قيادة بيروقراطية كلاسيكية تدير الثورة على نظام العهد القديم؛ فعندما لم تجد الثورة قائدا، أدارها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي أكن له بالغ التقدير والاحترام".
وأوضح أن المعرفة بواقع النظام السابق، من استخدام القهر والظلم وقانون الطوارئ؛ لجعلها إقطاعية للحاكم وأسرته والمقربين منهم، يدفعنا لاستيعاب وفهم ما حدث و إدراك لماذا قامت الثورة، مما يؤدي بنا إلى ممارسة الواقع الثوري والديمقراطية الحقيقية عن وعي ومعرفة".
التعديلات الدستورية
وعن الاستفتاء المنتظر حول التعديلات الدستورية يوم 19 من مارس الحالي، قال عيسى: "إن المجلس العسكري يريد إنهاء الوضع الحالي بأقصى سرعة؛ فهي ليست مهمته، ويريد إلقاء كرة النار التي بين يديه سريعا لمن يستطع. لذا فقد قبل بوقف أحكام الدستور والنظر في تعديله، بل وأجرى التعديلات بصورة سريعة، مما قد يدفعنا للحيرة وللتساؤل لماذا لا يؤخر التعديلات، بل لماذا يرفض عمل دستور جديد، وليس التعديل على القديم فقط، أي (تغيير الثوب كله، وليس ترقيعه)، فالشعب لم يزل في حالة المعرفة، لم يستوعب ما قد حدث، فقط نطالب بإعطاء الشعب فرصة للفهم ولاستيعاب ما قد جرى وما يجري".
ودعا عيسى إلى رفض التعديلات، وليست مقاطعة الاستفتاء؛ "أي نذهب ونصوت بـ"لا"، فالمقاطعة مشاركة سلبية، ومصر تحتاج الأصوات الإيجابية في تلك المرحلة".
مراكز القوى السابقة، ومرشحو الرئاسة
ورد عيسى على سؤال حول مراكز القوى في النظام السابق كعزمي وسرور والشريف، وتدبيرهم للثورة المضادة، قال: "إن تلك القوى كانت تعيش على قوى السلطة الحاكمة، ومع انتهاء وسقوط النظام بكل قياداته السابقه، سقطت معه قوتهم وتأثيرهم، فهم عجزة كرئيسهم السابق".
وعن مرشحي الرئاسة، قال عيسى: "إن مصر بحاجة لشخص عنده ضمير ومشروع علمي وواضح كالدكتور البرادعي، وليست بحاجة لمن لديه كاريزما قوية كالسيد عمرو موسى".
وأضاف قائلا: "إن البرادعي هو الوحيد الذي يمكن أن تعارضه، دون أن تخاف منه. يكفي فقط أنه وقف ضد النظام القديم وزبانيته في أوج قوتهم، وهو غير مضطر لذلك".
واختتم حوار بقوله: "إن عقلية المواطن المصري البسيط مليئة بتخوفات 30 عاما من الظلم والقهر، وهذا ما يجب تغييره في المرحلة الراهنة، ومحاولة إفهام الناس وتوعيتهم بمعنى الديمقراطية الحقيقية".
وذكر أنه بصدد كتابة أول كتاب لتوثيق الثورة، خوفا من أن تتحول إلى أكاذيب وتضليل، كما تمنى إطلاق القناة الفضائية الخاصة به، لتوثيق الثورة كاملة، ومناقشة أهم توجهاتها وتطلعاتها، وعرض أعمالها الفنية
وبدأ عيسى حديثه للحضور قائلا: "عندما كان يتم سؤالي (إلى أين تذهب مصر؟)، كانت إجابتي حتى 24 يناير: (أنها ذاهبة إلى "داهية" بخطى واثقة)، ولكن المشهد في مصر قد تغير بصورة كبيرة بعد 25 يناير، فالثورة قد أحدثت تغييرا جذريا في أغلب طبقات الشعب المصري، كان أهمها وأكثرها وضوحا (كسر حاجز الخوف). إلا أن نجاح الثورة يقابله عقبات كبيرة؛ فالثورة يقابلها 60 عاما من تطرف السلطة، وتحكم مراكز القوى الذي حصر هموم أغلب المصريين في هم إيجاد لقمة العيش".
"ثورة شعب".. وليست "ثورة شباب"
وقال عيسى: "إن مصطلح (ثورة الشباب) والذي أطلقه الرئيس السابق، وتداولته وسائل الإعلام من بعده، فيه إهانة كبيرة للثورة؛ فقد أراد حصر تلك الثورة الشعبية الهائلة في مجموعة من "العيال اللي مش فاهمين حاجة"، لتسطيح النظرة في الثورة وسحب لعمقها واتساعها".
وأضاف: "وليس معنى ذلك إبعادا للشباب عن الساحة السياسية، فقد قامت تلك الثورة على أكتاف هؤلاء الشباب من صفحات (كلنا خالد سعيد)، وشباب 6 أبريل، وشباب الإخوان المسلمين، والشيوعيين الثوريين، فكيف نغفل عنهم، أو يتم استبعادهم عن الساحة؟". مؤكدا على أن "كل ثورات العالم قد قامت على أكتاف الشباب؛ فلم نسمع مثلا عن قيام أشخاص فوق سن المعاش بثورة لإسقاط النظام أو إقالة الرئيس".
ثورة صنعها ضمير الإنسان، وليس "الفيسبوك"
وأضاف عيسى أن: "كل الثورات لم تصنعها وسائل الاتصالات، ولا مواقع التواصل الاجتماعي كـ"الفيسبوك" و"تويتر" مثلا، وإنما صنعها ضمير الإنسان". مذكرا بتفاصيل أيام الثورة، قائلا: "إن موقعي "فيسبوك" و"تويتر" تم حجبهما يوم 25 يناير، ثم تم قطع النت وشبكات الهاتف المحمول نهائيا من ليلة 27 يناير إلى 3 فبراير. أي أن كل وسائل وأدوات العصر الجديد التي قيل إنها سبب الثورة، كانت غائبة أثناء قيامها".
واختتم كلامه عن فترة الثورة قائلا: "إن نجاح تلك الثورة، التي بلا قائد أو تنظيم، أدى إلى قيادة بيروقراطية كلاسيكية تدير الثورة على نظام العهد القديم؛ فعندما لم تجد الثورة قائدا، أدارها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي أكن له بالغ التقدير والاحترام".
وأوضح أن المعرفة بواقع النظام السابق، من استخدام القهر والظلم وقانون الطوارئ؛ لجعلها إقطاعية للحاكم وأسرته والمقربين منهم، يدفعنا لاستيعاب وفهم ما حدث و إدراك لماذا قامت الثورة، مما يؤدي بنا إلى ممارسة الواقع الثوري والديمقراطية الحقيقية عن وعي ومعرفة".
التعديلات الدستورية
وعن الاستفتاء المنتظر حول التعديلات الدستورية يوم 19 من مارس الحالي، قال عيسى: "إن المجلس العسكري يريد إنهاء الوضع الحالي بأقصى سرعة؛ فهي ليست مهمته، ويريد إلقاء كرة النار التي بين يديه سريعا لمن يستطع. لذا فقد قبل بوقف أحكام الدستور والنظر في تعديله، بل وأجرى التعديلات بصورة سريعة، مما قد يدفعنا للحيرة وللتساؤل لماذا لا يؤخر التعديلات، بل لماذا يرفض عمل دستور جديد، وليس التعديل على القديم فقط، أي (تغيير الثوب كله، وليس ترقيعه)، فالشعب لم يزل في حالة المعرفة، لم يستوعب ما قد حدث، فقط نطالب بإعطاء الشعب فرصة للفهم ولاستيعاب ما قد جرى وما يجري".
ودعا عيسى إلى رفض التعديلات، وليست مقاطعة الاستفتاء؛ "أي نذهب ونصوت بـ"لا"، فالمقاطعة مشاركة سلبية، ومصر تحتاج الأصوات الإيجابية في تلك المرحلة".
مراكز القوى السابقة، ومرشحو الرئاسة
ورد عيسى على سؤال حول مراكز القوى في النظام السابق كعزمي وسرور والشريف، وتدبيرهم للثورة المضادة، قال: "إن تلك القوى كانت تعيش على قوى السلطة الحاكمة، ومع انتهاء وسقوط النظام بكل قياداته السابقه، سقطت معه قوتهم وتأثيرهم، فهم عجزة كرئيسهم السابق".
وعن مرشحي الرئاسة، قال عيسى: "إن مصر بحاجة لشخص عنده ضمير ومشروع علمي وواضح كالدكتور البرادعي، وليست بحاجة لمن لديه كاريزما قوية كالسيد عمرو موسى".
وأضاف قائلا: "إن البرادعي هو الوحيد الذي يمكن أن تعارضه، دون أن تخاف منه. يكفي فقط أنه وقف ضد النظام القديم وزبانيته في أوج قوتهم، وهو غير مضطر لذلك".
واختتم حوار بقوله: "إن عقلية المواطن المصري البسيط مليئة بتخوفات 30 عاما من الظلم والقهر، وهذا ما يجب تغييره في المرحلة الراهنة، ومحاولة إفهام الناس وتوعيتهم بمعنى الديمقراطية الحقيقية".
وذكر أنه بصدد كتابة أول كتاب لتوثيق الثورة، خوفا من أن تتحول إلى أكاذيب وتضليل، كما تمنى إطلاق القناة الفضائية الخاصة به، لتوثيق الثورة كاملة، ومناقشة أهم توجهاتها وتطلعاتها، وعرض أعمالها الفنية
حجازي عبد الفتاح - الشروق
No comments:
Post a Comment