مسئولون .. لكن أندال
منذ خلع حسنى مبارك من كرسى الحكم فى 11 فبراير الماضى، خرج علينا معظم رموز حكمه ــ بندالة منقطعة النظير ــ ليهاجموه بشراسة، ويتهموه بأنه كان المسئول عن كل شىء، وأنهم كانوا مغلوبين على أمرهم وغير قادرين على قول لا.
جميعهم يرتدى الآن ثوب الفروسية والبطولة ويتحدث عن مظالم عهد مبارك وأسراره وفضائحه وفساده. جيد أن يتحدث هؤلاء، لأنه فى «اختلاف الفاسدين رحمة»، حيث إننا لا يمكننا أن نعرف حجم هذا الفساد من دون أن يتحدث هؤلاء وقياسا على مثل «اذا اختلف اللصوص» فإنه إذا اختلف أو تحدث الفاسدون نستطيع أن نكشف فسادهم.
لا خلاف على ظلم وتجبر وفساد وغباوة نظام حسنى مبارك، لكن السؤال الذى يسأله غالبية الشعب منذ أن بدأ رموز عهده وكبار مساعديه وصغارهم فى التحدث هو: لماذا ظللتم صامتين كل هذه الفترة؟!.
حديثكم الآن وهجومكم على مبارك مفيد من زاوية وحيدة هى أنكم تجعلونا نعرف كم كان حجم الفساد كبيرا، لكن عليكم أن تثقوا أننا لا نحترمكم... الرجولة والجدعنة والفروسية هى أن أقول «لا» عندما يكون من أقول له ذلك فى «عز قوته»، وعندما يكون قادرا على الرد أو على إيذائى أو على شرائى.. لكن أن أظل «أسبح بحمد هذا المسئول» طوال الوقت، ثم بعد أن يسقط أسارع بالهجوم عليه، فذلك له وصف وحيد يسمى «الوضاعة أو الندالة أو الوطاية» أو أى لفظ مشابه.
فى مقابل هؤلاء هناك نماذج قليلة معاكسة لهؤلاء قالت «لا» ودفعت الثمن.. هل تتذكرون الدكتور أسامة الغزالى حرب؟!.. كان فى لجنة السياسات وكان يستطيع أن يترقى أكثر.. كان يستطيع أن يكون وزيرا وربما أكثر.. كان يمكن أن يكون منظرا ومحللا ومفكرا للحزب ولجمال ولعز.. لكنه قال لا وغادر المكان الموبوء، وكشف جزءا من الفساد، فى حين أن غيره باع علمه وفكره بثمن بخس، بل بأقل من الصفر!.
نسأل الدكتور أحمد فتحى سرور: إذا كنت معترضا على سياسات النظام وعارضت «سيد قراره» فلماذا واصلت خدمة النظام.. لماذا لم تستقل وقتها وتكسب احترام الشعب بأكمله، كيف تتوقع أن نصدقك الآن؟!.
نسأل كل مسئول وكل صحفى عمل «خادما» لمبارك ويهاجمه الآن بضراوة.. الا تشعر بالعار، والخجل، أليس عندك دم، هل تعتقد أن كل القراء والمشاهدين بهذه السذاجة والبلاهة كى يصدقوك فى تحولك الجديد؟!.
فى كل مرة اسمع أو أقرأ لمسئول عمل مع مبارك، وصمت طوال الوقت ثم خرج ليعيش دور البطل بعد تنحيه، أشعر بالغثيان.
المؤكد أن مبارك ــ رغم كل جبروت حكمه ــ لم يكن يمنع سرور من الاستقالة مثلا، أو يمنع أى شخص من طلب الراحة والجلوس فى البيت حتى بحجة أنه مريض، وهناك نماذج قليلة فعلت ذلك، ولاتزال تلتزم الصمت رغم أنها تملك الكثير الذى تقوله.
يا أيها العائشون فى ثوب البطولة الزائفة: الرجاء الالتزام بالحد الأدنى من الأخلاق.. نشكركم على إخبارنا بحقائق عهد مبارك.. لكن لا تمثلوا علينا أنكم كنتم مغلوبين على أمركم.. كنتم مجرد خدم، وقبضتم ثمن الخدمة، ولا يحق للخادم أن يشتم سيده خصوصا انه كان دائم تقبيل يديه وقدميه فى الماضى
جميعهم يرتدى الآن ثوب الفروسية والبطولة ويتحدث عن مظالم عهد مبارك وأسراره وفضائحه وفساده. جيد أن يتحدث هؤلاء، لأنه فى «اختلاف الفاسدين رحمة»، حيث إننا لا يمكننا أن نعرف حجم هذا الفساد من دون أن يتحدث هؤلاء وقياسا على مثل «اذا اختلف اللصوص» فإنه إذا اختلف أو تحدث الفاسدون نستطيع أن نكشف فسادهم.
لا خلاف على ظلم وتجبر وفساد وغباوة نظام حسنى مبارك، لكن السؤال الذى يسأله غالبية الشعب منذ أن بدأ رموز عهده وكبار مساعديه وصغارهم فى التحدث هو: لماذا ظللتم صامتين كل هذه الفترة؟!.
حديثكم الآن وهجومكم على مبارك مفيد من زاوية وحيدة هى أنكم تجعلونا نعرف كم كان حجم الفساد كبيرا، لكن عليكم أن تثقوا أننا لا نحترمكم... الرجولة والجدعنة والفروسية هى أن أقول «لا» عندما يكون من أقول له ذلك فى «عز قوته»، وعندما يكون قادرا على الرد أو على إيذائى أو على شرائى.. لكن أن أظل «أسبح بحمد هذا المسئول» طوال الوقت، ثم بعد أن يسقط أسارع بالهجوم عليه، فذلك له وصف وحيد يسمى «الوضاعة أو الندالة أو الوطاية» أو أى لفظ مشابه.
فى مقابل هؤلاء هناك نماذج قليلة معاكسة لهؤلاء قالت «لا» ودفعت الثمن.. هل تتذكرون الدكتور أسامة الغزالى حرب؟!.. كان فى لجنة السياسات وكان يستطيع أن يترقى أكثر.. كان يستطيع أن يكون وزيرا وربما أكثر.. كان يمكن أن يكون منظرا ومحللا ومفكرا للحزب ولجمال ولعز.. لكنه قال لا وغادر المكان الموبوء، وكشف جزءا من الفساد، فى حين أن غيره باع علمه وفكره بثمن بخس، بل بأقل من الصفر!.
نسأل الدكتور أحمد فتحى سرور: إذا كنت معترضا على سياسات النظام وعارضت «سيد قراره» فلماذا واصلت خدمة النظام.. لماذا لم تستقل وقتها وتكسب احترام الشعب بأكمله، كيف تتوقع أن نصدقك الآن؟!.
نسأل كل مسئول وكل صحفى عمل «خادما» لمبارك ويهاجمه الآن بضراوة.. الا تشعر بالعار، والخجل، أليس عندك دم، هل تعتقد أن كل القراء والمشاهدين بهذه السذاجة والبلاهة كى يصدقوك فى تحولك الجديد؟!.
فى كل مرة اسمع أو أقرأ لمسئول عمل مع مبارك، وصمت طوال الوقت ثم خرج ليعيش دور البطل بعد تنحيه، أشعر بالغثيان.
المؤكد أن مبارك ــ رغم كل جبروت حكمه ــ لم يكن يمنع سرور من الاستقالة مثلا، أو يمنع أى شخص من طلب الراحة والجلوس فى البيت حتى بحجة أنه مريض، وهناك نماذج قليلة فعلت ذلك، ولاتزال تلتزم الصمت رغم أنها تملك الكثير الذى تقوله.
يا أيها العائشون فى ثوب البطولة الزائفة: الرجاء الالتزام بالحد الأدنى من الأخلاق.. نشكركم على إخبارنا بحقائق عهد مبارك.. لكن لا تمثلوا علينا أنكم كنتم مغلوبين على أمركم.. كنتم مجرد خدم، وقبضتم ثمن الخدمة، ولا يحق للخادم أن يشتم سيده خصوصا انه كان دائم تقبيل يديه وقدميه فى الماضى
بقلم:عماد الدين حسين - الشروق
No comments:
Post a Comment