Wednesday, March 30, 2011

ستة شخصيات طليقة تقود الثورة المضادة


هللت وهتفت «الله أكبر، والحمد لله» عندما قرأت الرسالة رقم 29 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على الفيس بوك صباح الاثنين الماضى الخاصة بأن الرئيس السابق حسنى مبارك يخضع هو وعائلته للإقامة الجبرية داخل مصر.

وأعتقد أن ذلك كان شعور الكثير من المصريين الذين يخشون أن تتم سرقة ثورتهم وهم عنها غافلون.

لكن ــ وآه من لكن ــ بعد أن راحت السكرة وجاءت الفكرة يحق لنا أن نسأل: هل تحديد الإقامة الجبرية يكفى لشعور المصريين بأن ثورتهم ليست فى خطر؟!

السؤال بطريقة أخرى هو: ما الذى يهدد ثورة 25 يناير؟! وهل مبارك وأسرته مصادر خطر محتملة أم لا؟!

المؤكد أن مبارك هو الخاسر الأكبر من قيام الثورة ومعه أسرته خصوصا ابنه جمال، ثم كبار مساعديه خصوصا صفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور ثم كل المستفيدين من حكمه وبالأخص الذين يشعرون بأنهم سيدفعون ثمنا غاليا إذا اكتمل نجاح الثورة، وفى مقدمة هؤلاء رجال الأعمال الفاسدين ثم رجال الأمن الذين انحصرت مهمتهم فى تأمين النظام والبطش بكل معارضيه.

إذن فالمنطق أن مبارك إذا وجد أى فرصة لإجهاض الثورة لابد أن يستغلها، وإلا كان ساذجا.. والأمر نفسه بالنسبة لأسرته كل مساعديه.

هذه البديهية تكاد تصيب كل الغيورين على الثورة بالشلل، وتجعلهم يسألون دائما: لماذا التأخر فى تأمين الثورة ضد هؤلاء «المتهمين المحتملين» الطلقاء؟!

لا أحد يشك فى وطنية القوات المسلحة ودورها الحاسم فى إنجاح الثورة، واستجابتها لمعظم طلبات الثوار والشعب، لكن هناك مشكلة حقيقية فى تأمين الثورة بصورة تجعل الكثيرين يعتقدون أن الثورة فى طريقها للاختطاف!

الأسئلة الحائرة على ألسنة الشعب كثيرة وإليكم بعضا منها:

فرض الإقامة الجبرية هل يعنى أن الرئيس وأسرته يستطيعون استخدام وسائل الاتصال أم لا؟ إذا كانوا يستطيعون فمعنى ذلك أنه لا قيمة عمليا للقرار، لأنهم يستطيعيون تحريك كل عناصر الثورة المضادة بالموبايل حتى لو كان مفروضا عليهم الإقامة الجبرية فى أيسلندا أو سلطنة عمان أو مستشفى تبوك بالسعودية.

هل فرض الإقامة الجبرية تعنى حرية أسرة مبارك فى استقبال زائرين مصريين وعرب وأجانب أم لا؟! وهل هناك ضيوف وأمراء وشيوخ وممثلو سلاطين زاروا الأسرة فى شرم الشيخ فعلا أم لا؟!

هناك تقارير تقول إن ست شخصيات قادوا غرفة العمليات التى أدارت موقعة الجمل والعديد من وقائع الحرب المضادة.

والكارثة أن جميعهم طلقاء حتى اللحظة.. وجميعنا يستطيع تخمين أسمائهم.

هناك الكثير من القصص.. والشائعات، والروايات وأنصاف الحقائق فى هذا الشأن.. مواجهة كل ذلك لا يكون إطلاقا بالتجاهل.. لأننا نعيش زمن التويتر والفيس بوك والفضائيات.. ثم إن كثيرا من المواطنين الغاضبين والذين يشعرون بالاحتقان من بطء نجاح الثورة على استعداد لتصديق أى شر بدءا من أن السلطان قابوس زار مبارك سرا فى شرم الشيخ نهاية بأن مبارك هرب 620 مليار جنيه إلى بنك فى جزيرة بريطانية بالمحيط الهادى.

الحل للأزمة التى نعيشها هى الوضوح والشفافية وسرعة اتخاذ القرار. وبما أن مبارك وأسرته متهمون وبما أن هناك شبهات قوية ضد الشريف وعزمى وسرور.. فلماذا لا نعجل بالقبض عليهم ونعزلهم فى مكان آمن حتى نتقى شرهم؟.. خير البر عاجله

بقلم:عماد الدين حسين - الشروق

No comments: