بدأ يبدأ مبدأ.. هذه هى البداية، فالطاعة مبدأ قبل وضع القانون، فطاعة الرب مبدأ وعدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر قانون تنفيذه يحقق هذا المبدأ.. هكذا تكونت فكرة المبدأ والقانون، قد يتغير القانون ويبقى المبدأ.. فطاعة الرب واجبة أبد الدهر لكن القانون تغير.
ولأننا فى فترة يتحدث فيها الشعب المصرى عن السياسة والقانون والدستور، دعونا نلق نظرة عن قرب على بعض من مبادئ دستور المسيح، التى يجب أن نعيش بها فى حياتنا الشخصية.
فى لوقا إصحاح ٩ بعد أن نزل التلاميذ من على جبل التجلى، دار فى فكر التلاميذ سؤال: من عسى أن يكون أعظم فيهم؟ وكانت الإجابة فى هذا المبدأ: الأصغر فيكم يكون عظيماً.
كان طبيعيا بعد أن اختار الرب منهم ثلاثة وصعد بهم إلى جبل التجلى، وهؤلاء الثلاثة رفضوا أن يخبروا أحداً بما رأوا، أن يعتقد باقى التلاميذ أن هؤلاء الثلاثة مميزون وفى اعتقادى أن بطرس ويعقوب ويوحنا اعتقدوا فى ذلك أيضا.. وصار السؤال الآن من هو الأعظم فى هؤلاء التلاميذ من سيكون مسؤولاً أو من هو التلميذ الأول؟ من سيكون الصاعد الوحيد مع الرب للجبل فى المرة القادمة.. لقد داخلهم هذا الفكر .. فمن الطبيعى أن أى مجموعة من الرجال تسير معاً بل تعيش معاً يأتى عليها هذا الفكر يوما ما: من هو الأعظم، من هو المسؤول، من سيكون المتحدث الرسمى؟
لقد علم الرب هذا الفكر الذى داخل أفكارهم فقطعها ووجهها لسؤال خطير؟.. وأجاب الرب عن هذا السؤال بمبدأ لا يوجد فى عالمنا إلا فى داخل الكنيسة.. «الأصغر فيكم يكون عظيما».. فالعظيم هو من يهتم الناس به يسعون لسعادته ويثبتون عيونهم عليه يسرعون لمساعدته إذا احتاج.. إذاً فالأصغر هو من يجب أن يكون عظيماً ويحتل هذا الاهتمام وهذه الرعاية والعناية.. لقد أقام لهم ولداً صغيراً.. فلتتخيل المنظر.. لقد أقامه فى الوسط لكى يراه الجميع فلو أقامه فى الطرف الدائرة.. كان سيراه القليل منهم والباقى تُحجب عنه الرؤية.. ولداً وسط تلاميذ بعضلات تكونت من رمى الشباك!.. لقد طرد التلاميذ الأولاد عندما أرادوا أن يأتوا ليروا يسوع حينها وبخهم.. والآن يريدهم أن يكون محور اهتمامهم هذا الصغير.. أرادهم أن يجعلوه فى مجال رؤيتهم.. علمهم أن الصغير هو العظيم.. ليس الكبير القادر على رعاية نفسه.. الصغير المتواضع الذى قبل أن (يأخذه) الرب حيث يريد ويقيمه.. هل تهتم بالصغير؟ هل تقبل أن يقيمك الرب حيث يريد هو؟.. هل تؤمن بهذا المبدأ، لقد حان الوقت لتبحث عن الصغير الذى ربما أخرجته من مجال رؤيتك.. فلتهتم به وترعاه كعظيم مهم.
صمويل جورج - المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment