Sunday, March 20, 2011

قيادات حزبية وخبراء: «الحشد الدينى» فى الاستفتاء يهدد التطور الديمقراطى.. ونرفض محاولات الاستقطاب الطائفى

أبدى رؤساء الأحزاب والخبراء السياسيون تفاؤلهم بما شهدته مصر من مظهر حضارى راق فى الممارسة السياسية التى قدمها المصريون خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أمس الأول، مشيرين إلى أن إقبال المصريين على التصويت يؤكد وعيهم السياسى وحرصهم على المشاركة فى بناء مجتمعهم، معلنين احترامهم لنتيجة الاستفتاء سواء كانت بـ«نعم» أو بـ«لا» لأنها فى النهاية ستكون تعبيراً عن رأى المواطن المصرى، وحذروا من استخدام الشعارات الدينية فى الدعاية بالتصويت بالموافقة أو رفض التعديلات، واصفين إياها بالجريمة الطائفية التى ترتكب فى حق الشعب المصرى.

وأكد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، احترامه لنتيجة الاستفتاء مهما كانت لأن هذه هى الديمقراطية، مشيراً إلى أن المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم، أمس الأول، يمثلون ٨٥ مليون مواطن، وقال: «لو حدثت موافقة على التعديلات الدستورية فإن حزب الوفد يحترم نتائج الديمقراطية وإرادة الشعب المصرى».

وأعرب البدوى عن سعادته الغامرة للإقبال الشديد من المواطنين على المشاركة فى الاستفتاء، مؤكداً أن المشاركة فى الاستفتاءات السابقة كانت لا تزيد على نسبة ١% او ٢%.

وقال الدكتور محمد رجب، أمين عام الحزب الوطنى، إن خروج الشعب المصرى بهذه الأعداد الكبيرة فى يوم الاستفتاء للتعبير عن رأيه يمثل علامة بارزة على ما أفرزته وحققته ثورة ٢٥ يناير، وأضاف أن الحزب يحترم قرار الأغلبية سواء إن كان بـ«نعم» أو «لا»، ومستعد للتعامل مع جميع الأطياف السياسية لأننا نعمل فى إطار واحد وهدفنا مصلحة مصر.

من جانبه، قال سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى، إن أفضل شىء حدث فى يوم الاستفتاء هو الإقبال الكبير على التصويت، الذى يجعل معادلات وتوازنات كل القوى السياسية تختلف لأنها تحتاج إلى مراجعات فى ضوء التطورات الجديدة، وأضاف أن بعض الدعاية تحتاج إلى تغيير و«فلترة» فبعض الدعاية الدينية ثبت كذبها ولابد أن نستبعد جميع الشعارات الدينية ونرفض استخدامها فى الدعاية السياسية.

وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن الاستفتاء كان بمثابة إعلان من الشعب المصرى عن صحوة ووعى سياسى لم تشهده مصر من قبل، والتأكيد على أنه ليس شعباً سلبياً، كما حاولت النظم السابقة أن تصوره، عن طريق إلهائه عن الشأن العام، وانتقد «زكى» عمليات الحشد التى شهدها الاستفتاء من الجانبين (الإسلامى) عن طريق الإخوان المسلمين والسلفيين، و(المسيحى)، واصفاً ذلك بالجريمة فى حق الشعب المصرى ومحاولة لإجهاض الثورة وتمزيق الأمة وإعادة عجلة العمل للوراء.

ووصف الدكتور أحمد دراج، المتحدث الإعلامى باسم الجمعية الوطنية للتغيير، استخدام تيارات الإسلام السياسى الشعارات الدينية والتخويف من الأقباط بـ«الانتهازية»، وقال دراج لـ«المصرى اليوم» إن الجمعية ستطلب الجلوس مع جماعة الإخوان المسلمين لتوضح لهم المشاكل التى تسببوا فيها ببيانات ولافتات باسم الجماعة وشخصيات قيادية فيها، مطالباً الإخوان بمراجعة موقفهم لأنه لا يجوز خلط الدين بالسياسة، وكان هناك اتفاق على أن يعمل كل تيار حسب موقفه من التعديلات دون الإساءة للآخر، ولكن أشخاصاً استخدموا أسلوباً غير أخلاقى ونقلوا الاستفتاء إلى قضية طائفية.

وطالب الجماعة بإصدار بيان لتوضيح موقفهم واستنكار البيانات واللافتات التى صدرت باسمهم، ولفت دراج إلى أن المشاركة الواسعة فى الاستفتاء، أمس الأول، أكبر ضمانة لمستقبل الديمقراطية فى مصر.

وقال علاء عبدالمنعم، المتحدث الإعلامى باسم البرلمان الشعبى، إن تسييس الدين خطأ جسيم وفى منتهى الخطورة، خاصة مع البسطاء، وقع فيه التيار الدينى، ولكن رغم ذلك فالتيار الدينى والإخوان المسلمين لن يستطيعوا أن ينقلبوا على الديمقراطية لأنهم ليسوا أصحاب الفضل فى خروج الثورة، وأى ممارسات خاطئة يمارسها البعض سيقاومها الشعب، خاصة أن الغالبية العظمى خرجت للمشاركة ولن تعود مرة أخرى، ولا يمكن لأى فصيل بعد ذلك أن يوجهه لمصلحته.

فيما أوضح المهندس وائل نوارة سكرتير عام حزب الغد «جبهة أيمن نور»، أن غياب التنظيم الجيد لإدارة الانتخابات ترك مساحة استغلتها التيارات المتطرفة وحولوا الاستفتاء لمعركة دينية، وممارسات عادت بنا إلى عصر الحزب الوطنى ومباحث أمن الدولة، لكن الشعب المصرى نجح فى استفتاء أمس بخروجه للمشاركة، وسقط من استغل الدين لتحقيق مصالحه الضيقة، ووصف نوارة شعارات الإخوان المسلمين أثناء الاستفتاء بـ«الطائفية» وتؤدى لكارثة بين أبناء الوطن الواحد.

وقال المهندس طارق الملط، المتحدث الرسمى لحزب الوسط، أن من أهم مشاهد يوم الاستفتاء تحضُّر ورقى الشعب المصرى الذى أبهر العالم بالثورة التى قام بها الشباب، وأضاف: «من بين المظاهر الإيجابية عدم الاعتداء على أحد المستفتين وعدم تسجيل حالة اشتباك».

ولفت الملط إلى أن من بين المظاهر السلبية استخدام الشعارات الدينية وظهور عنصر المال بشكل واضح خاصة من بعض رجال الاعمال.

من جانبه، أكد محمد عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية أن الاستفتاء هو أول بشائر ومكاسب ثورة ٢٥ يناير ويمثل سعادة لكل مصرى ما ظهر فى إصرار المواطنين على المشاركة.

وقال الدكتور ضياء رشوان الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ٩٥% ممن قالوا نعم للتعديلات الدستورية، لا يعرفون سبب موافقتهم، و٩٥% ممن قالوا لا لا يعرفون أيضا السبب، مشيرا إلى أن الإقبال على الاستفتاء بهذا الشكل الكبير راجع إلى خروج قطاع كبير سواء من المسلمين أو المسيحيين للتصويت على أساس دينى، بسبب الحملات التى سبقت الاستفتاء، وتابع: إذا استمر هذا المشهد مستقبلا «فعليه العوض فى البلد».

وقال جمال أسعد عضو مجلس الشعب السابق إن أهم سلبيات الاستفتاء: «الاستقطاب الطائفى» بين «نعم» و«لا»، أو بمعنى أدق بين المسلمين والأقباط، وهو ما ينذر – على حد قوله – بانقسام طائفى خلال كل حراك سياسى جديد، وأضاف: «على الرغم من ذلك فإن ما حدث خلال الاستفتاء كان تاريخيا، خاصة أنه ولأول مرة يتم كسر حاجز الخوف لدى المصريين».

من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دخول المؤسسات الدينية إلى العمل السياسى مشكلة خطيرة، فقيام جماعة الإخوان المسلمين بدفع الناخبين للتصويت بنعم إلى جانب الدعاية الانتخابية قبل التصويت وأثناءها يضع علامات استفهام عديدة ويزيد من المخاوف مما يمكن أن يحدث فى المستقبل

وأكد الدكتور نبيل عبدالفتاح مسؤول تقرير الحالة الدينية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن حالة الحشد الدينى الرهيبة التى شهدناها فى الاستفتاء والتحالف المريب الذى ظهر بين الإخوان المسلمين والتيار السلفى والحزب الوطنى وادعاء أن أى تغيير دستورى شامل سيؤدى إلى إلغاء المادة الثانية من الدستور ليس إلا تضليلاً إعلامياً مارسه التحالف خاصة فى الأرياف، حيث تنتشر الأمية السياسية والمعلوماتية، مضيفاً أن ما حدث أمس الأول مزيج من تعميق الفجوة بين المصريين على أساس دينى دون الالتفات إلى المسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه المجتمع، حيث سيواجه المجتمع اضطرابات دينية تشكل تحديا فى مواجهة سعى البلاد تجاه الديمقراطية

ابتسام تعلب ومحمد عبدالقادر وحسام صدقة وعادل الدرجلى ومحمود جاويش ومحسن سميكة

المصرى اليوم


No comments: