مأساة في الصحراء الليبية مع فرار المهاجرين الفقراء
راس جدير (تونس) (رويترز) - دفن النيجيري ايك ايمانويل طفلته الرضيعة البالغة من العمر ستة اشهر في
الصحراء الاسبوع الماضي بعدما لقيت حتفها بسبب البرد في رحلة مضنية للفرار من ليبيا مع اقتراب الدولة من
حافة الحرب الاهلية الشاملة.
وكان ايمانويل ضمن الالاف الذين وصلوا الى الاراضي التونسية اليوم الاربعاء يعانون الجوع والانهاك والحرمان في
أغلبهم.
ودفعت المناشدات العاجلة من تونس والاحتجاجات الغاضبة من جانب اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل وأغلبهم
مصريون كلا من فرنسا وبريطانيا الى اصدار أوامر باقامة جسر جوي للاجلاء من تونس الى مصر.
ونقلت سفينة تابعة للبحرية المصرية 1100 من ميناء جرجيس وكانت سفينتان تابعتان للبحرية الامريكية في
طريقهما لدعم مزيد من عمليات النقل البحري المحتملة لعشرات الالاف من اللاجئين المقيمين حاليا بمخيم لوكالة
اغاثة تابعة للامم المتحدة وتجهيزات تونسية طارئة.
وقال ايمانويل (35 عاما) لرويترز "فقدت طفلتي. توفيت ودفناها في الصحراء. قضينا ثلاثة ايام في الصحراء
وكانت رضيعة ضعيفة عمرها ستة أشهر ولم تتحمل البرد.
"انني عائد الى بلدي بلا شيء.. عائد مجددا بدون طفلتي."
واحتشد الاف من العمال المهاجرين من بنجلادش الذين يرغبون في الفرار من ليبيا عند بوابة الحدود التونسية يوم
الاربعاء في الوقت الذي شعروا فيه بالغضب لعدم ارسال حكومتهم المساعدة.
وظل بعضهم ينام في العراء لمدة أربعة أيام على الجانب الليبي من الحدود في راس جدير مع عدم توفر المساعدات
الغذائية خلال النهار الحار والليل البارد.
وكتب العمال مناشدة للحكومة التونسية والعالم أجمع باللغة الانجليزية على قطعة من القماش لانقاذ أرواح 30 ألفا
من بنجلادش.
وقال محمد اصلان (35 عاما) من منطقة جيسور في بنجلادش متحدثا باسم العمال المحتشدين خلفه ان كونهم من
مواليد بنجلادش هو أكبر بلاء لهم.
وأضاف باللغة الانجليزية "لم يحضر أحد من حكومة بنجلادش ويسألنا ما هو وضعنا.. أو كيف يمكن أن نسافر أو
يحضروا أي مساعدة."
وكان احباط المصريين الذين يشكلون 90 في المئة مما يقدر بنحو 85 ألفا عبروا الى تونس قريب من نقطة
الغليان.
وقال أحدهم وهو شاب عرف نفسه فقط باسم محمد "الحكومة نائمة والناس نائمون والجيش نائم ونقول .. شكرا
لمصر.. شكرا على لاشيء."
وفي المجمع الحدودي في ظل بستان من الاشجار بنى ألفان من اللاجئين مخيما بسيطا بأنفسهم حيث صنعوا الملاجيء
باستخدام الامتعة والاغطية البلاستيكية. وتجمعوا حول النار للتدفئة في الصباح الباكر.
ووقفوا في صفوف طويلة ومنظمة للحصول على حصص غذائية ولدخول دورات المياه. ووقفوا أيضا في صفوف
لشراء بطاقات الهواتف المحمولة لتحل محل تلك التي أخذت من هواتفهم عند نقاط التفتيش الليبية.
وقام تونسيان ببيع بطاقات الهواتف المحمولة التي أقبل عليها اللاجئون الذين يتوقون للاتصال بأهليهم.
وشن الزعيم الليبي معمر القذافي هجوما بريا وجويا لاستعادة مناطق في شرق ليبيا فجر يوم الاربعاء مما دفع الثوار
الى الدعوة الى توجيه ضربات جوية أجنبية ضد مرتزقة أفارقة قال المحتجون انهم يساندون بقاء القذافي في
السلطة.
وهدد القذافي بفيتنام أخرى اذا تدخلت قوى أجنبية.
ولا يزال التدخل احتمالا نظريا في الوقت الحالي لكن هناك مخاطر من أن تتسبب الانتفاضة الشعبية الاكثر دموية ضد
حكومة عربية حتى الان في أزمة انسانية قد تكون دافعا لقوى أجنبية للتحرك.
وعبرت سفينتا انزال أمريكيتين قناة السويس ويجري نشرهما للمساعدة في عملية اجلاء محتملة. وقالت فرنسا
وبريطانيا انهما ستقومان باجلاء الاف العمال المصريين المحصورين على الحدود التونسية برا وبحرا.
وقالت مصادر في مطار جربة التونسي ان 33 رحلة جوية مستأجرة نقلت لاجئين مصريين وصينيين الى بلادهم يوم
الاربعاء. وقال مسؤولون بريطانيون ان 40 ألفا اخرين ينتظرون على الجانب الليبي.
وقال ايفان بوينديا جايتون من منظمة أطباء بلا حدود ان "من المستحيل" تحديد عدد من يحاولون الخروج من
ليبيا. وأضاف "لم نشاهد أي مصابين. لكن وفق روايات غير رسمية .. جرى ابلاغنا أن هناك مصابين وهناك
حاجة الى امدادات طبية للعلاج من الصدمة."
ولم يكن هناك ما يشير الى وجود مسؤولين عند الموقع الحدودي الليبي الى أن غامر مجموعة من الصحفيين بدخول
الاراضي الليبية ليشاهدوا مهاجرين مصريين وسودانيين يمضون وسط أكوام من الملابس والاغطية والنفايات
والحقائب المكسورة المهملة.
وتحرك رجلان أحدهما كان يضع قناعا يغطي الرأس والرقبة عدا العينين في سيارة مرسيدس بيضاء اللون سارت
فوق تلك المهملات ليطلبا من الصحفيين المغادرة على الفور.
وقال المجلس الوطني الليبي المعارض يوم الاربعاء انه يعتقد أن النيجر ومالي وكينيا ترسل قوات لدعم القذافي.
وقال هولي وكيلي (31 عاما) وهو نيجيري انه هو وأفارقة سود اخرين فروا من مدينة الزوارة في غرب ليبيا
الاسبوع الماضي عندما بدأت التقارير بشأن " المرتزقة الافارقة" تنتشر وبدأ الليبيون الغاضبون يطرقون أبوابهم
ويسرقونهم ويطاردونهم.
من دوجلاس هاميلتون
No comments:
Post a Comment