نصيحة إلى الإخوان
سبحان مغيِّر الأحوال.. صبحى صالح المحامى الإخوانى الشهير يجلس على طاولة واحدة يرأسها المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الأعلى الذى يدير البلاد.
لو كان «أجعص» كاتب خيال علمى قد كتب هذا المشهد قبل يوم 25 يناير الماضى لاتهمه الجميع بأنه مخرف وأصيب بلوثة عقلية لا شفاء منها.
ما كان خيالا صار حقيقة.. سقط مبارك وانهار حكمه، وعندما كان النظام يترنح جلس عمر سليمان نائب الرئيس السابق مع سعد الكتاتنى أحد أقطاب الجماعة الذى كان رئيسا للكتلة البرلمانية للإخوان ومعه محمد مرسى فى أول اعتراف رسمى من الحكومة بالجماعة التى كانت كل أجهزة الحكومة تصر على أنها محظورة.
الجماعة الآن لم تعد محظورة وصار كثيرون يخطبون ودَّها بعد أن شاركت بفاعلية مع آخرين فى إسقاط النظام.
أداء الإخوان خلال مرحلة الثورة كان بالإجمال جيدا، خصوصا أنهم «كتموا وقاوموا غرائزهم بشدة» ولم يتفوهوا ولو لمرة واحدة بشعارات إخوانية يمكن أن تثير الانقسام.
الآن صار أمام الجماعة فرصة ذهبية، وصارت فى قلب الجماعة الوطنية مع الشباب وكل القوى الوطنية الراغبة فى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن. فهل الجماعة مستعدة لهذا التحدى؟!.
أتمنى أن تكون الإجابة هى نعم، لأن عكس ذلك يعنى أن أسوأ السيناريوهات يمكن أن يحدث فى الفترة المقبلة.
على الذين لم يقرأوا التاريخ أن يتذكروا أن جمال عبدالناصر وعقب نجاح ثورة يوليو عرض على جماعة الإخوان المشاركة فى الحكم واختيار اثنين من عناصرها فى الحكومة.. لكن الجماعة تلكأت وحاولت السيطرة على الثورة بأكملها، بل وحاولت اغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية الشهير ثم كان ما كان من الصدام الشهير الذى قاد إلى اعتقالات 54 ثم اعتقالات 1965.
لا نريد أن ننكأ الجراح القديمة، ولكن نريد أن نستفيد منها لصالح المستقبل.
لو جاز لى تقديم نصيحة مخلصة إلى كل العقلاء فى جماعة الإخوان لقلت لهم إنهم مطالبون الآن بتقديم ما يشبه خطاب طمأنة لمعظم فئات الشعب المصرى خصوصا الأقباط والليبراليين واليساريين.
مصر تغيرت، وما كنا نعتقد أنه مستحيل حدث بالفعل. الآن على الإخوان أن يقدموا خطابا سياسيا مختلفا، لا نطالبهم بتغيير دينهم ــ لا سمح الله ــ بل بتغيير الخطاب وتقديم تعهدات واضحة لا لبس فيها بشأن الالتزام بالديمقراطية والدولة المدينة والمساواة الكاملة بين الجميع على أساس قيم المواطنة وليس على أساس الدين أو العرق أو الجنس او أى شى آخر.
على الإخوان أن يغيروا خطابهم «الملتوى والملاوع» بشأن ولاية المرأة وولاية القبطى.. عليهم أيضا أن يقدموا رؤى جديدة ومحددة بشأن العدالة الاجتماعية، والابتعاد قدر الإمكان عن الشعارات المطاطة والمراوغة.
لا نريد من الإخوان أى تردد قد يسبب خوفا لأى جهة فندخل ــ لا سمح الله ــ فى دوامة تشبه الدوامة الجزائرية التى بدأت عقب انتخابات بدايات التسعينيات وأدت إلى مقتل مئات الآلاف.
نريد من الإخوان المسلمين أن يتأثروا ويقلدوا النموذج التركى وليس النموذج «الترابى» السودانى أو الأفغانى والباكستانى.
الإخوان وقعوا فى أخطاء كارثية فى معظم التحديات الصعبة التى مرت بهم.. فهل ينتهزون هذه الفرصة الذهبية و«يلعبوها صح» هذه المرة من أجل مستقبل هذا الوطن الكبير؟
لو كان «أجعص» كاتب خيال علمى قد كتب هذا المشهد قبل يوم 25 يناير الماضى لاتهمه الجميع بأنه مخرف وأصيب بلوثة عقلية لا شفاء منها.
ما كان خيالا صار حقيقة.. سقط مبارك وانهار حكمه، وعندما كان النظام يترنح جلس عمر سليمان نائب الرئيس السابق مع سعد الكتاتنى أحد أقطاب الجماعة الذى كان رئيسا للكتلة البرلمانية للإخوان ومعه محمد مرسى فى أول اعتراف رسمى من الحكومة بالجماعة التى كانت كل أجهزة الحكومة تصر على أنها محظورة.
الجماعة الآن لم تعد محظورة وصار كثيرون يخطبون ودَّها بعد أن شاركت بفاعلية مع آخرين فى إسقاط النظام.
أداء الإخوان خلال مرحلة الثورة كان بالإجمال جيدا، خصوصا أنهم «كتموا وقاوموا غرائزهم بشدة» ولم يتفوهوا ولو لمرة واحدة بشعارات إخوانية يمكن أن تثير الانقسام.
الآن صار أمام الجماعة فرصة ذهبية، وصارت فى قلب الجماعة الوطنية مع الشباب وكل القوى الوطنية الراغبة فى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن. فهل الجماعة مستعدة لهذا التحدى؟!.
أتمنى أن تكون الإجابة هى نعم، لأن عكس ذلك يعنى أن أسوأ السيناريوهات يمكن أن يحدث فى الفترة المقبلة.
على الذين لم يقرأوا التاريخ أن يتذكروا أن جمال عبدالناصر وعقب نجاح ثورة يوليو عرض على جماعة الإخوان المشاركة فى الحكم واختيار اثنين من عناصرها فى الحكومة.. لكن الجماعة تلكأت وحاولت السيطرة على الثورة بأكملها، بل وحاولت اغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية الشهير ثم كان ما كان من الصدام الشهير الذى قاد إلى اعتقالات 54 ثم اعتقالات 1965.
لا نريد أن ننكأ الجراح القديمة، ولكن نريد أن نستفيد منها لصالح المستقبل.
لو جاز لى تقديم نصيحة مخلصة إلى كل العقلاء فى جماعة الإخوان لقلت لهم إنهم مطالبون الآن بتقديم ما يشبه خطاب طمأنة لمعظم فئات الشعب المصرى خصوصا الأقباط والليبراليين واليساريين.
مصر تغيرت، وما كنا نعتقد أنه مستحيل حدث بالفعل. الآن على الإخوان أن يقدموا خطابا سياسيا مختلفا، لا نطالبهم بتغيير دينهم ــ لا سمح الله ــ بل بتغيير الخطاب وتقديم تعهدات واضحة لا لبس فيها بشأن الالتزام بالديمقراطية والدولة المدينة والمساواة الكاملة بين الجميع على أساس قيم المواطنة وليس على أساس الدين أو العرق أو الجنس او أى شى آخر.
على الإخوان أن يغيروا خطابهم «الملتوى والملاوع» بشأن ولاية المرأة وولاية القبطى.. عليهم أيضا أن يقدموا رؤى جديدة ومحددة بشأن العدالة الاجتماعية، والابتعاد قدر الإمكان عن الشعارات المطاطة والمراوغة.
لا نريد من الإخوان أى تردد قد يسبب خوفا لأى جهة فندخل ــ لا سمح الله ــ فى دوامة تشبه الدوامة الجزائرية التى بدأت عقب انتخابات بدايات التسعينيات وأدت إلى مقتل مئات الآلاف.
نريد من الإخوان المسلمين أن يتأثروا ويقلدوا النموذج التركى وليس النموذج «الترابى» السودانى أو الأفغانى والباكستانى.
الإخوان وقعوا فى أخطاء كارثية فى معظم التحديات الصعبة التى مرت بهم.. فهل ينتهزون هذه الفرصة الذهبية و«يلعبوها صح» هذه المرة من أجل مستقبل هذا الوطن الكبير؟
بقلم:عماد الدين حسين - الشروق
No comments:
Post a Comment