لكل أمة أيام تصنع تاريخها وحاضرها ومستقبلها، بما تحمله من أحداث وخطوب ووقائع، تصوغ مصيرها وترسم صورها فى كتب التاريخ، وهكذا كانت أيام ما بعد ٢٥ يناير، عاصفة هادرة صادقة جامحة متمردة، صنعتنا وصنعناها، صاغت روحاً جديدة فى نفوس كل المصريين ألهمت العالم معنى جديداً عن الحرية، حددت ترتيب المصريين فى صدارة برواز الشعوب، بعد أن ساقهم نظام فاسد إلى التميز فى كل ما هو سلبى، أيام كالسنين، وفقا لما تغير معها، أيام كثوان من فرط تسارعها، أيام مختلفة تعيد كتابة التاريخ وتؤكد فرادة العنصر المصرى، أيام مرت كالحلم، أيام فتية ندية، أيام كبيرة مخضبة بدماء الشهداء، أيام ميزت بين الخبيث والطيب، أيام أضاءت الأنوار بعد ظلام حالك، أيام أسقطت أوهام حسبناها من خصالنا.
أيام أعادت إلينا أفضل ما فينا، أيام محت أسوأ ما فينا، أيام أعادت إلينا صك ملكية الوطن، أيام طردت كتيبة المماليك أيام أنهت أساطير التزوير. أيام بدأنا فيها ملء بحر السياسة، أيام ذقنا فيها طعم الديمقراطية، أيام ننطلق منها للبناء، أيام ألقينا فى أرضها البذور لأجيال قادمة، أيام سنجعلها لنا وليست علينا. ٣٠ يوما مرت على يناير المجيد.. إنها ٣٠ يوما على الحرية.. ٣٠ يوما على استعادة الكرامة.. ٣٠ يوما على عودة الروح.. ٣٠ يوماً على خلع الفساد.. ٣٠ يوما على إسقاط العناد.. ٣٠ يوما نكسر بها الحواجز.. ٣٠ يوما نتجاوز بها التحديات.. ٣٠ يوما نبنى بها جسرا نحو المستقبل
علاء الغطريفى
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment