Wednesday, February 02, 2011

اشتباكات بين مؤيدي مبارك ومعارضيه في ميدان التحرير

تتواصل الاشتباكات في ميدان التحرير والمناطق المجاورة بين المحتجين المناهضين للرئيس حسني مبارك من جهة ومؤيدي الرئيس الذين اقتحموا الميدان من جهة اخرى. قد استخدمت في هذه الاشتباكات العصي والقنابل الحارقة.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن اربع قنابل حارقة على الاقل القيت على ميدان التحرير، وان الجيش تحرك لاطفاء النيران.

وقال الشاهد، مصطفى النجار وهو من منظمي حركة الاحتجاجات المناهضة للرئيس حسني مبارك، لرويترز "إن "بلطجية" موالين لمبارك هم الذين القوا القنابل الحارقة."

وتقول وكالات الانباء إن قنبلتين حارقتين سقطتا داخل اراضي المتحف المصري، وان فرق الاطفاء تحاول اخماد الحريق.

الا ان وزير الآثار المصري زاهي حواس نفى ذلك، وقال إن المتحف لم يصب بأذى.

وكانت تظاهرة مؤيدة للرئيس المصري حسني مبارك قد اقتحمت ميدان التحرير ظهر الاربعاء، واشتبك المشاركون فيها مع المحتجين المناوئين للرئيس المصري المعتصمين في الميدان منذ عدة ايام.

ووصفت وكالة رويترز الاشتباكات بانها محاولة من رجل مصر القوي لانهاء احتجاجات ضده استمرت تسعة ايام.

وأفاد التليفزيون الرسمي المصري بأن مئات الآلاف من أنصار مبارك يتدفقون على ميدان التحرير.

وقال مراسل بي بي سي إن المتظاهرين من أنصار مبارك قاموا بتفكيك حواجز أقامها المتظاهرون مشيرا إلى أن الوضع متوتر للغاية.

واتهم المتظاهرون رجال شرطة بلباس مدني باقتحام الميدان والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك، وعرض بعض المتظاهرين هويات شرطة سقطت من المقتحمين.

ويقول مراسلو رويترز ان بعض المؤيدين الذين اقتحموا الميدان دخلوا على ظهور الخيل والجمال او على عربات تجرها الخيول وهم يلوحون بالسياط والعصي.

ووصف المعارض المصري محمد البرادعي، في حوار مع بي بي سي، مايحدث في ميدان التحرير بانه "عمل اجرامي من نظام اجرامي" وقال عن بيان الرئيس مبارك امس انه "محاولة لخداع الشعب المصري وعلى مبارك ان يرحل فورا".

بينما قال رئيس حزب الوفد لـ بي بي سي "كان على مؤيدي مبارك التظاهر بعيدا عن ميدان التحرير، وماحدث وقاحة لا داعي لها اراقت دماء المصريين."

وقد سقط في اعمال العنف التي وقعت في منطقة ميدان التحرير اليوم اكثر من 500 جريح، حسبما اوردت وكالة الانباء الفرنسية نقلا عن مصادر طبية.

قلق

وقالت الولايات المتحدة في اول رد فعل يصدر عنها بخصوص الاحداث المتسارعة في مصر إنها "تدين وتشجب" العنف.

وقال روبرت جيبز الناطق باسم البيت الابيض: "نشعر بقلق عميق ازاء الاعتداءات التي استهدفت الصحفيين والمتظاهرين المسالمين، ونكرر دعوتنا القوية لتوخي ضبط النفس."

من جانبه، قال فيليب كرولي الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية: "يجب ان يكون الطريق الى الديمقراطية في مصر سلميا."

وقال كرولي في رسائل بعث بها عبر خدمة تويتر: "إن المجتمع المدني الذي تريد مصر بناءه يجب ان يتضمن صحافة حرة. ونحن نكرر مناشدتنا لجميع الاطراف في مصر ان يتوخوا ضبط النفس ويتجنبوا العنف."

وفي القدس، حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من ان الاحتجاجات الضخمة التي تشهدها مصر ضد نظام الرئيس حسني مبارك قد تزعزع استقرار المنطقة لعدة سنوات قادمة.

وقال نتنياهو امام الكنيست الاسرائيلي إن معركة ستنشب في مصر بين اولئك الذين يفضلون الديمقراطية من جهة والذين يريدون فرض نظام اسلامي متشدد على النمط الايراني من جهة اخرى.

يذكر ان نتنياهو هو احد الزعماء القليلين الذين عبروا عن تأييدهم للرئيس المصري.

الخارجية

من جهته انتقد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصري "حديث اطراف اجنبية عن مرحلة انتقالية تبدأ الآن" فى مصر هو حديث مرفوض ويهدف الى تأجيج الوضع الداخلي فى مصر.

وتلك اشارة الى ما جاء في بيان الرئيس الامريكي باراك اوباما عقب خطاب مبارك ليلة امس.

واضاف المسؤول المصري ان "تعهدات رئيس الجمهورية للشعب فى خطابه مساء الثلاثاء ... ارست خارطة طريق واضحة لتنفيذ المطالب الشعبية بما يقطع الطريق تماماً امام مساعى بعض الأطراف والقوى للاستمرار فى اشعال الاوضاع الداخلية فى مصر".

وقال المتحدث باسم الخارجية: "ان الاحتكام الى الشارع فى هذه اللحظة يظهر بشكل واضح أن المطالب التى يسعى البعض لترويجها سياسياً مثل المرحلة الانتقالية لا تحظي بإجماع شعبى، وانها تشكل مطالب لافراد وجماعات سياسية محددة تريد الاستفادة من الظرف الحالى من اجل تحقيق اهداف ومكاسب سياسية".

وكانت قوى المعارضة في مصر قد دعت مؤيديها الى مواصلة التظاهر ضد نظام حكم الرئيس حسني مبارك، قائلة إنها لن تتفاوض مع نائب الرئيس الجديد عمر سليمان ما لم يغادر مبارك سدة الحكم.

وقال مصطفى النجار، الناطق باسم القوى المعارضة، إن "قوى المعارضة مستعدة للتفاوض مع نائب الرئيس عمر سليمان شريطة ان يتنحى الرئيس مبارك."

وكان الرئيس المصري قد خول نائبه بالبدء بمشاورات مع المعارضة.

ودعت المعارضة "الشعب الى مواصلة الاحتجاج في ميدان التحرير،" كما ناشدت "الجميع المشاركة في جمعة الرحيل (التظاهرة التي دعت اليها يوم الجمعة المقبل) بالمسير من كل محافظات مصر الى الميدان ومجلس الشعب ومبنى التلفزيون.

وتشمل قوى المعارضة الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها محمد البرادعي والاخوان المسلمون وغيرها من الحركات.

"حياة طبيعية"

وكان الجيش المصري، في دعوة للمتظاهرين لانهاء الاحتجاجات التي استمرت تسعة ايام وعمت مدن مصر ضد حكم مبارك، قد قال في بلاغ اذيع يوم الاربعاء إن المصريين قد اوصلوا صوتهم، وان رسالتهم قد سمعت وان الوقت قد حان لاعادة الحياة في البلاد الى طبيعتها.

وقال ناطق عسكري: "إن القوات المسلحة تناشدكم، انتم الذين خرجتم للتعبير عن آرائكم، انتم الذين بامكانكم اعادة الحياة الى طبيعتها."

واعلنت السلطات بعد ذلك بقليل عن تقصير فترة سريان نظام حظر التجول، بحيث يبدأ في الخامسة مساء وينتهي في السابعة صباحا بتوقيت مصر المحلي.

كما اعلنت عن عودة خدمة الانترنت جزئيا في القاهرة بعد قطعها لاكثر من 5 ايام.

رفض

وكان المتظاهرون المصريون قد رفضوا خطاب الرئيس حسني مبارك الذي القاه مساء الثلاثاء واعلن فيه انه لن يترشح للرئاسة مجددا وطالبوه بترك منصبه فورا.

وكان مبارك وعد بأنه لن يترشح لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة التي تجرى في مصر في سبتمبر /أيلول القادم.

جاء ذلك في كلمة وجهها إلى الشعب المصري مساء الثلاثاء وعد فيها بإصلاحات دستورية تتضمن تحديد فترات تولي الرئاسة.

وكان مئات الالاف من المصريين تجمعوا في احتجاجات في انحاء البلاد في اكبر مظاهرات منذ بدات الاحتجاجات على حكم مبارك الاسبوع الماضي، وراح ضحيتها 300 قتيل حسب تقديرات الامم المتحدة.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان انتقالا منظما للسلطة "يتعين ان يبدأ الان".

وفي خطاب له اعقب خطاب مبارك قال اوباما ان الولايات المتحدة سيسعدها ان تقدم العون لمصر في تلك العملية.

الا ان المعارض محمد البرادعي رفض خطوة مبارك ووصفها بانها "حيلة" للبقاء في السلطة، وتعهد المحتجون في ميدان التحرير بقلب القاهرة بالاستمرار في التظاهر الى ان يرحل مبارك.

وعقب خطاب مبارك هتف المتظاهرون وسط القاهرة "لن نرحل، هو يرحل".

وقال عبد الحليم قنديل، احد زعماء حركة كفاية، ان عرض مبارك بنيته عدم البقاء في السلطة لفترة رئاسة سادسة ليس كافيا.

واضاف: "اقول ببساطة ان هناك حركة شعبية غير مسبوقة ترفض وجود الرئيس وتدعو بشكل لم نشهده من قبل الى فرض ارادة الشعب".

ويستعد المتظاهرون لتنظيم مسيرة الى القصر الجمهوري اذا لم يتنح الرئيس مبارك عن السلطة.

وقال بعض المتظاهرين انهم لا يثقون في قيام الرئيس البالغ من العمر 82 عاما باجراء التغييرات الدستورية التي يطالبون بها.

ونقلت وكالة رويترز عن احد المتظاهرين، شادي مرقس، قوله: "الخطاب لا معنى له ولم يؤد سوى الى تفجير غضبنا اكثر. سنستمر في الاحتجاج".

الا ان اخرين رأوا ان عرض مبارك ربما كان حلا وسطا مناسبا.

وقالت امنية عكاشة، وهي متظاهرة من الاسكندرية، في مقابلة مع بي بي سي انها تعتقد ان هذا التحول المفاجئ ربما "يؤدي الى تبعات اكثر جدية".

واضافت: "ارى ذلك حلا حقيقيا يناسب الطرفين، بمعنى لا غالب ولا مغلوب، لكن كثيرا من الناس سيواصلون الاحتجاج لانهم يريدونه ان يرحل".

من ناحية أخرى، أفاد موفد بي بي سي إلى القاهرة مصطفى المنشاوي بأن مجموعات مؤيدة للرئيس حسني مبارك حاولت الدخول إلى ميدان التحرير الذي يتجمع فيه آلاف المحتجين المطالبين برحيل الرئيس مبارك، لكن قوات الجيش منعتهم من الدخول تفاديا لوقوع اشتباكات بين الجانبين.

وقام المتظاهرون في الميدان بوضع متاريس وتشديد إجراءات التفتيش على بطاقات الهوية وعلى الأسلحة، وذلك بعد ساعات من خروج تظاهرة شارك فيها نحو ألفين من مؤيدي مبارك أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يقع قرب ميدان التحرير.

وأفاد مراسل بي بي سي في الإسكندرية بأن مجموعة من البلطجية حاولوا تفريق المتظاهرين ضد النظام الحاكم ، بإطلاق النار عليهم ، فتدخل الجيش لصدهم بإطلاق النار في الهواء ، مما أدى لحدوث هلع بين المتظاهرين ولم ترد أنباء حول إصابات أو ضحايا.

كما نقلت قناة الجزيرة الإخبارية عن شهود عيان في محافظة بورسعيد قولهم إن "أشخاصا مسلحين يرتدون ملابس مدنية هاجموا المتظاهرين قبل أن يتدخل الجيش لتفريقهم".

لحظات صعبة

وقال مبارك في بداية كلمته" أتحدث إليكم في لحظات صعبة يتعرض فيها الوطن لأحداث عصية واختبارات قاسية بدأت بشباب ومواطنين شرفاء مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرا عن مطالبهم في التغيير".

وأضاف أن البعض سرعان ما استغل هذه المظاهرات "للسعي لإشاعة الفوضى وللقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها".

واعتبر مبارك أن التظاهرات تحولت إلى "مواجهات مؤسفة تحركها قوى سياسية سعت لصب الزيت على النار بأعمال إثارة وتحريض وسلب ونهب وإشعال للحرائق".

وأوضح أنه بادر إلى تشكيل حكومة جديدة "بأولويات وتكليفات جديدة تتجاوب مع مطالب شبابنا"، وأضاف أنه كلف نائبه عمر سليمان بالحوار مع المعارضة "حول كافة القضايا المثارة وما يتطلب من تعديلات دستورية وتشريعية من اجل تحقيق هذه المطالب المشروعة".

وانتقد الرئيس المصري رفض أحزاب المعارضة لهذه الدعوة مؤكدا أنه يوجه كلمته لأبناء الشعب بجميع فئاته مسلمين وأقباط.


No comments: