Friday, February 25, 2011

حكومة شرم الشيخ.. وحكومة مصر


لدينا الآن حكومتان فى مصر، الأولى أدت اليمين وقسم الولاء أمام الرئيس المخلوع، والثانية حلفت اليمين أمام المجلس العسكرى.

فى ناحية لدينا أحمد شفيق وأحمد أبوالغيط ومحمود وجدى ومن تبقى من الحكومة التى عينها مبارك، وفى ناحية ثانية الوجوه الجديدة التى حلفت اليمين أمام رئيس المجلس العسكرى أمس الأول.

والسؤال: إذا كنا نتحدث عن عهد جديد، وإذا كنا نعتبر أننا أمام تشكيلة حكومية انتقالية جديدة، فلماذا أبقينا على رموز ما قبل 25 يناير و11 فبراير؟

والسؤال الأهم: لماذا لم يحلف شفيق وأبوالغيط اليمين أمام السلطة المؤقتة الجديدة ممثلة فى المجلس العسكرى؟

إن المشهد ملئ بعناصر الألغاز والإثارة والتناقض، فرئيس الحكومة ووزيرا الخارجية والداخلية احتفظوا بقسمهم وولائهم القديم لرأس النظام القديم، الذى أسقطته ثورة 25 يناير وفرضت واقعا سياسيا جديدا، وبالتالى يمارسون عملهم بقسم أدوه أمام شرعية ساقطة ومنتهية فى ظل شرعية جديدة بدأت عملها فى الحادى عشر من فبراير.

ولعل ذلك ما يعتبره البعض أسبابا إضافية للفزع وعدم الاطمئنان إلى أن نظام مبارك سقط ودخل إلى أرشيف التاريخ، خصوصا فى ظل ما يرشح من أنباء قادمة من دولة شرم الشيخ، مؤداها أن الرئيس المخلوع لم يعترف بنهاية سلطته بعد.. وفى ظل ما يتسرب عن اتصالات تجرى بينه وبين عدد ممن عينهم قبل الخلع.

ولو وضعنا هذه التفاصيل بجوار ما يتسرب عن إعادة قيادات الحزب الوطنى تنظيم صفوفها واعتبار معظمها أن مبارك لا يزال رئيس الحزب وأنهم يأخذون رأيه فى كل التفاصيل المتعلقة بمستقبل الحزب، فإن الصورة النهائية تنطق بأننا لا نزال نسبيا نعيش مرحلة ما قبل 11 فبراير.

والأخطر أن الرغبة فى الانقضاض والاستعادة وبجملة واحدة الثورة المضادة لم تتوقف وحلم العودة لا يزال متأججا فى صدور الذين أطاحت بهم الثورة.

إن جيشا جرارا من قيادات الحزب الوطنى الصغيرة لا يزال يتحكم فى مفاصل المحليات، بل أن هناك معلومات شبه مؤكدة عن اختراق أعضاء الوطنى للمبادرات الشعبية، التى أفرزتها الثورة، سواء تنظيف شوارع أو طلاء أرصفة، فى استعداد مبكر لأى انتخابات أثناء الفترة الانتقالية.

كل ذلك وغيره يشيع مناخا من الخوف والقلق من أن أخطارا حقيقية تحدق بالثورة، وتحاول إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل 25 يناير.. ومن ثم فإن المطلوب خطوات وإجراءات واضحة تمنح الجماهير شيئا من الثقة فى أن ما زرعته وروته بالدماء لن يحصده آخرون أو يسرقه من تبقى من فلول نظام مبارك.


بقلم:وائل قنديل - الشروق

No comments: