المحتجون بميدان التحرير يستعدون للبقاء فترة طويلة
القاهرة (رويترز) - يعد محمد عوض قهوة الصباح على نيران أشعلها خارج خيمة مصنوعة
من ألواح البلاستيك يحتمي بها في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي يمثل قلب الحركة
الاحتجاجية المطالبة باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك.
ويستطيع عوض أن يشتري من كشك قريب مجموعة متنوعة من الصحف ليطالعها اثناء تناوله
طعام الافطار. وبعد تساقط امطار خفيفة اثناء الليل أشرقت الشمس وبزغت رؤوس النائمين
من تحت الاغطية حيث قضوا ليلة أخرى هادئة. لقد تراجع مؤيدو مبارك الذين هاجموا
الاحتجاجات لثلاثة ايام في الاسبوع الماضي بالحجارة وقنابل المولوتوف على ظهور الجمال
والخيول.
ويلعب الجيش المصري دوره المعتاد وهو دور محدود. ويقول المحتجون الذين تدعمهم حركة
شعبية واسعة النطاق أخرجت الملايين الى الشوارع انهم مصممون على البقاء في ميدان
التحرير بوسط القاهرة الى أن يتنحى مبارك بعد أن حكم البلاد 30 عاما.
ويستعد المحتجون لمشوار طويل حيث تخلى بعضهم عن حياته السابقة من اجل قضية يؤمن
بها. وأتى الناس بالمزيد من صناديق القمامة كتب على أحدها " مقر الحزب الوطني
الديمقراطي" وهو الحزب الذي يرأسه مبارك وكان هدفا لغضبهم.
وباستثناء زيارتين سريعتين لمنزله بشبرا في شمال القاهرة مكث عوض في ميدان التحرير
معظم الوقت منذ 28 يناير كانون الثاني الذي أطلق عليه (يوم الغضب) حين تحولت الحركة
الاحتجاجية من مجموعة صغيرة من الطبقة المتوسطة الى موجة ذات قاعدة عريضة.
وقال عوض (25 عاما) وقد وضع ضمادة على جبينه تمثل وسام الشرف في ميدان التحرير
"سأظل هنا حتى يرحل". ويريد المحتجون أن يغيروا اسمه الى ميدان الشهداء تخليدا لذكرى
المصريين الذين توفوا هناك. وتقول منظمة الامم المتحدة ان نحو 300 شخص ربما قتلوا.
أما أسامه كرار (42 عاما) الذي يعمل في تنظيم المعارض التجارية في الخارج فكان من
المفترض أن يسافر الى أوكرانيا هذا الاسبوع في رحلة عمل فقال "تخليت عن كل شيء
لاكون هنا. سافرت كثيرا ورأيت الحرية وأريد أن أراها هنا".
وأضاف "بالطبع خسرت أموالا لكن هذا لا يمثل اي شيء بالمقارنة بثمن الحرية."
ويرفض يحيى حيدر (60 عاما) وهو محاسب وعضو بحركة الاخوان المسلمين مجرد
الحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان الذي بدأ محادثات مع ممثلين للمعارضة من أجل
التوصل الى حل للازمة.
قال حيدر لرويترز "الحوار اهدار للوقت وهو ما يريده النظام. لا نريد عمر سليمان. انه رجل
عسكري يصدر الاوامر وحسب. اذا بقي فسيبقى."
وازدادت الاجواء بهجة في ظل تراجع خطر التعرض لهجوم وثبات أعداد المشاركين. وكانت
الوحدة بين المسلمين والمسيحيين احدى الافكار اليوم الاحد. وأقام مسيحيون أقباط قداسا في
الميدان وجمعت عدة لافتات الهلال مع الصليب. وكانت الفكرة الاخرى تحية الشهداء.
وحمل مشاركون صورا لهم وترحموا على أرواحهم. وخارج الميدان الذي تسيطر عليه
الحركة الاحتجاجية بدأت الحياة تعود الى طبيعتها في المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 15
مليون نسمة.
وفتحت البنوك أبوابها يوم الاحد الى جانب بعض المؤسسات التجارية الاخرى التي كانت
مغلقة على مدى الايام العشرة الاخيرة. لكن هناك من يرفض تعطل سير الحياة.
قال مسيحي يعمل بمجال الصرافة "هؤلاء الاولاد في التحرير مجموعة من مثيري المتاعب
وهم يفسدون التجارة. يجب أن يعودوا الى منازلهم حتى نواصل حياتنا." وأضاف طالبا عدم
نشر اسمه انه يخشى تولي الاخوان المسلمين الحكم.
من جوناثان رايت
No comments:
Post a Comment