Thursday, February 24, 2011

برنامجى لانتخابات الرئاسة

فى إحدى السنوات قام المعارضون المسلحون فى كولومبيا بخطف شقيق رئيس الجمهورية، وطالبوا بعزل الرئيس وتعيين الكاتب الكولومبى فخر بلادهم الحاصل على نوبل «جابرييل جارثيا ماركيز» رئيسا للجمهورية، كان رد ماركيز ساخرا، قال لهم فيما معناه: «أنا رئيس جمهورية قلمى بالعافية» وأخبرهم بأنه فخور بهذا الترشيح لكنه سيكون أكثر فخرا إذا أعادوا الرجل المسكين إلى أهله وقاموا بالعمل على تغيير الرئيس بطريقة أكثر تحضرا.

أنا مقتنع بما قاله ماركيز تماما، بالضبط، مثلما أنا مقتنع بما قاله الشاعر الهندى «طاغور»: (لا يهمنى من الذى يحكم شعبى مادمت أنا الذى أكتب أغانيه)، لكن سؤال الزميلة إلهام الجمال لى: «مابتفكرش تنزل انتخابات الرئاسة؟» جعلنى أراجع قناعاتى الشخصية، فالشغلانة مغرية والأضواء جذابة والنفس البشرية ضعيفة وكل من فى مصر الآن «عايز يتصور مع الثورة»، بخلاف كثيرين يبحثون عن دور، أو على رأى صديقى أكرم القصاص البعض يتحرك الآن تحت وطأة المثل الشعبى الشهير: «بيت أبوك وقع الحق خدلك منه قالب».

سيكون شعار برنامج عمل حكومتى «مافيش حاجة تيجى كده»، بلدنا بحاجة إلى علاج يشبه علاج الجذور فى طب الأسنان، النظام الذى غيرناه ليس، ببساطة، رجلاً مريضاً تجاوز الثمانين.. إنه أكثر تعقيدا، فالرجل الذى أزحناه مجرد رئيس الكهنة، لكن طقوس الديانة القديمة مازالت قائمة وإن تغير اتجاه القبلة.

فى البداية.. سألزم الجميع بتنفيذ مبادرة «جمعة عودة الشرطة» التى نفّض لها الجميع ماعدا بعض القراء المحترمين، ومنى الشاذلى وجميلة إسماعيل فى العاشرة مساء، وجوز خالتى فى البلد، سأكرم شهداء الشرطة وأطلق أسماءهم على أقسام الشرطة فى مسقط رؤوسهم، وسألغى موضوع الأهلى والزمالك، لأن قطبى الكرة المصرية فى السنوات المقبلة سيكونا (طلائع الجيش) و(اتحاد الشرطة)، بعدها سأعلن تغيير السلام الجمهورى.. وبما أنها ثورة الشباب سأجعله (من صغره وصغر سنه عارف معنى إنه.. من قلبه وروحه مصرى والنيل جواه بيسرى)، بعدها سأغير العلم بنزع النسر وسأضع مكانه جملة (الله أكبر محبة).. وهل هناك محبة أكبر من الله؟

لن أعين نائبا، (موضوع النائب ده أثبت أن قدمه نحس)، ولن أحتاج لحراسة شخصية.. سأكتفى بإقامة العدل «عدلت فأمنت فنمت يا عمر».

لن أسكن فى قصر الرئاسة.. قبل عام ونصف العام قررت الزواج وقررت أنى سأعيش فى وسط البلد تحديدا فى شارع قصر العينى على بعد خطوات من التحرير، كل ما حد كان يسألنى وهو مستغرب: «إيه اللى خلاك تسكن هنا بالذات؟» كنت أرد عليه تلقائيا ودون تفكير: «علشان لما الثورة تقوم أبقى قريب منها»، أقسم بالله ده اللى حصل، الآن وقعت فى غرام هذه الشقة وسأتمسك بالعيش فيها، لكن للأمانة قد أغير الليفينج.

omertaher@yahoo.com

عمر طاهر

Almasry Alyoum

No comments: