Friday, February 18, 2011

حكايات منسية لشهداء مذبحة ميدان المطرية


كانوا يدركون أنهم يصنعون التاريخ.. يبحثون عن غد مشرق.. عن بارقة أمل ولو من بعيد.. عن لقمة مغموسة بعرق الجبين.. عن ثوب جديد.. وجنيه بالحلال.. عن مقعد فى الجامعة.. وسرير رخيص فى مستشفى.. يبحثون عن أرض فيها عدل.. خالية من جبروت أمناء الشرطة وضباطها.. كانوا يبحثون عن وطن يحبونه.. لكنه يكرههم.. يبغضهم.. ويعاملهم على أنهم غرباء.. لا يعترف بهم.. كأنهم ليسوا من صلبه.. كما أبناء النظام الفاسد والهليبة والآكلين على كل الموائد.. هكذا كان الشباب الذين خرجوا لتحرير مصر فى 25 يناير وما بعدها.
التجول فى منطقة المطرية وميدانها الذى شهد مجزرة لا تقل وحشية عما شهده ميدان التحرير يوم جمعة الغضب.. يشعرك بأنك تسير فى سرادق عزاء كبير.. باتساع الحى كله.. من دون استثناء لشارع أو حارة.. فالشباب والأطفال الذين قضوا فى هذا اليوم الموعود فى تاريخ مصر كلها هم زهرة شباب هذا الحى.. فلذات أكباده.. عطره الذى تشمه فى منازلهم على ضيقها الشديد.. وبساطتها المتناهية.

يقول محمد شعلان وهو شاهد عيان على مجزرة ميدان المطرية فى جمعة الغضب «كان يوما عاديا.. تجمع الناس فى مسجد الأنوار المحمدية المطل على الميدان، ومن مساجد أخرى فى المطرية، مع زيادة عدد المتظاهرين أطلقت قوات الأمن قنابل الدخان والقنابل المسيلة للدموع، ولما صمد الناس ورفضوا مغادرة الميدان بدأ إطلاق الرصاص الحى بشكل عشوائى على البيوت والعمارات السكنية، وهو ما تسبب فى وقوع عدد كبير من الشهداء.

شعلان شدد على أن أهالى المطرية منذ شهر رمضان الماضى اعتادوا التظاهر فى أكبر ميادين منطقتهم، حيث نظموا وقفات ضد الانقطاع المستمر للكهرباء فى الصيف الماضى، وضد تدنى جودة رغيف الخبز، ولذلك لم يذهبوا لميدان التحرير مع من ذهبوا.

جوزيف إبراهيم، رئيس المركز المصرى للتنمية وحقوق الإنسان، والذى كان مشاركا فى مظاهرة ميدان المطرية أكد أنه «يصعب حصر عدد الشهداء والمصابين فى مجزرة المطرية فى الوقت الراهن، لأن المستشفيات ترفض إعطاء بيانات، لكننا حصرنا نحو 15 شهيدا حتى الآن، أما عدد الجرحى فبالعشرات. ويشدد على أن ما رفع عدد الإصابات هو استخدام الأمن لطلقات الخرطوش، الذى تصيب الطلقة الواحدة منه عددا كبيرا من المواطنين، والطلقات الفارغة من هذا الخرطوش مكتوب عليها صنع فى أمريكا عام 2003».

اصطحبنى وزميلى المصور مجموعة من شباب هذا الحى، الذين يطرقون كل الأبواب لدعم الأسر المكلومة على أبنائها ممن استشهدوا لأجل كرامة هذا الوطن، للمرور على بعض هذه الأسر.. فما نلبث أن ندخل شارعا فيه شهيد حتى نغرق فى سيل من صور ذلك الشهيد بعرض الشارع.. وطول بناياته.. وقبل كل ذلك تشعر أنها محفورة على قلوبهم.. ومحروسة برموش أعينهم.. التى تكاد تسمع صوت دمعها السخين على من راحوا بأيدى من يعرفونهم كما يعرفون أبناءهم.

خالد محمد الوكيل

أول بيت طرقنا أبوابه من بيوت الشهداء كان بيت الشهيد خالد محمد السيد الوكيل.. الذى كان يداعب عامه الـ17 وقت أن وقع فى عدسة القناص.. الذى اغتال فرحته.. وبسمته.. وحلمه بمصر كبيرة وعظيمة وديمقراطية ومتقدمة.

«خالد كان فنان.. كان يهوى التمثيل المسرحى.. يؤكد لى على الدوام أن مصر لن تتغير لو كانت كل الأمهات بهذا القلق والخوف على أبنائهن».. تقول أمه أنه كان يسمعها هذه العبارة كلما حاولت نصحه بالبقاء فى المنزل يوم جمعة الغضب».. بصوت لا تكاد تسمعه من فرط البكاء تقول الأم «ابنى شهيد.. هو كان عارف إنه سيموت شهيدا.. قبل نزوله قال لى.. ستفرحى يا أمى عندما يغيرون اسم شارعنا.. ليصبح شارع (الشهيد خالد الوكيل).. أقول له يا ولدى ما تقولش الكلام ده.. يقول إنتى تكرهيلى هذا الشرف؟».

عبثا أحاول تهدئة السيدة المكلومة فتواصل بلهجة عتاب.. وبمرارة واضحة «أنتم يا إعلاميين لم تهتموا إلا بمن استشهدوا فى ميدان التحرير فقط.. مصر كلها عندكم هى ميدان التحرير.. أغفلتم كعادتكم من هم فى الهامش.. على الأطراف.. فين شهداء المطرية.. فين شهداء المحافظات الأخرى خارج هذا الميدان».

«سقوط نظام مبارك أطفأ جزءا من النار المتقدة فى أحشائنا.. لكنها ستبرد أكثر عندما نرى حبيب العادلى وزير الداخلية السابق داخل القفص.. وينطق القاضى حكمه عليه الإعدام.. ليس العادلى وحده.. بل وكل من أمر باصطياد أبنائنا مثل العصافير.. كل من أطلق عليهم الرصاص الحى.. خاصة وائل طاحون رئيس مباحث قسم المطرية».. بلهجة حادة وقاطعة يقول والد خالد وهو يجفف دموع زوجته المنهمرة.

غريب عبدالعال

على بعد خطوات قليلة من منزل خالد.. كان منزل الشهيد غريب عبدالعال «40 سنة».. خارج الباب كان عبده ابنه (7سنوات) وابنته أميرة (4 سنوات) يلعبان فى براءة مع من هم فى سنهما.. طرقنا الباب ودخلنا فوجدنا والدته.. سيدة سبعينية تجاعيد الزمن والألم تبدو واضحة على ملامحها.. بلهجة صعيدية قالت «مش هقلك ولدى كان ماشى وأصابته رصاصة طايشة.. لع.. ولدى صلى الجمعة وانضم للشباب فى المظاهرات.. ولدى واللى معاه كانت أياديهم فاضية (دون سلاح).. وانضربوا بالنار عينى عينك.. ده ظلم ولا مش ظلم؟».

السيدة تغالب دموعها، لكنها فى النهاية تعجز «ولدى عامل فى مطار القاهرة.. لما سمع من الشباب فى شغله إن يوم الجمعة فيه مظاهرات قال أشارك.. علشان حياتنا مرة.. أقسى مما يتصوره مخلوق.. الناس مش عارفة تعيش يا ولدي.. الشباب طلعوا المظاهرات لما فاض بيهم الكيل.. طلعوا فضربوهم بالنار.. آه يا وجعى عليك يا وليدى.. الطلقات فى رأسك يا كبد أمك».. تصرخ السيدة، ويحاول الحضور تهدئتها.

«الدم ما يبردش ناره غير الدم.. عايزينا نهدى ونرتاح اعدموا العادلى.. مش هتبرد النار القايدة جواى غير لما أشوفه معلق فى حبل المشنقة.. لكن هيقولوا سجن وما أعرف إيه.. يبقى ضحك على الذقون.. لا يشفى غليل صاحب تار.. ولا يقوى عزيمة مؤمن».. أنهت أم غريب حديثها معنا بهذه الكلمات.

محمد صابر خلف

فى طريقنا إلى منزل الشهيد محمد صابر خلف «27 سنة».. وسط الحارات والشوارع الضيقة، تجد مصر الفقيرة.. الشاحبة أمامك.. الوجوه كلها صفراء من العوز والبطالة.. الشاب الصغير شكله يوحى بأنه أكبر من سنه بـ10 سنوات على الأقل من فرط الهم.. فلا عمل وبالتالى لا أمل فى شىء يمكن تحقيقه.

لم نمش كثيرا حتى داهمتنا لافتة كبيرة مكتوب عليها «لن ننساك يا محمد».. عرفنا إن منزل الشهيد قبالتها.. على كنبة داخل باب البيت يجلس والده وهو شيخ تخطى السبعين.. وعلى حجره جلس ياسين ابن محمد الذى لم يتجاوز عامه الرابع.

«ولدى خرج يتظاهر مع الشباب.. هو عامل أرزقى يعمل باليومية.. مساء الخميس قلت له بلاش يا ولدى.. أنا خلاص كبرت وعاجز بقالى 10 سنين وأنت اللى بتجرى على اخواتك وزوجتك وابنك.. بلاش يا ولدى حكاية المظاهرات.. رد على وقال: لحد متى هنعيش جبناء يا أبوى.. هروح أطالب بحقنا.. هروح يمكن أموت شهيد». يضيف والد محمد الذى نزح من سمالوط بالمنيا قبل 30 عاما ليعيش فى هذه المنطقة.

الشىء الوحيد الذى يشعر الحاج صابر بأن دم ابنه لم يذهب سدى «محاسبة كل اللى خد قرش وطلعه بره مصر وترك الناس جعانة.. دول لازم يتحاسبوا لو لسه فيه حساب على الأرض».

حسين جمعة حسين

بعد أقل من 100 متر فى شارع موازٍ لشارع الشهيد محمد خلف كان منزل الشهيد حسين جمعة حسين أحمد (30 عاما)، وهو شاب معاق، ويعمل مدرسا للغة العربية بنظام العقد المؤقت، ولم يتزوج بعد.

يحكى أخوه الأكبر محمد ما حدث معه مساء الخميس، الذى سبق جمعة الغضب «كان يجلس مع أصدقائه فى شقته بمنزل العائلة.. ظلوا جميعا يتابعون ما يحدث فى ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد من قناة لأخرى.. فقرر المشاركة فى مظاهرات الجمعة.. ورفع يديه إلى السماء، وقال: رب اقبلنى شهيدا عندك».

حسين المعروف بين جيرانه بالاستقامة ومعرفة أصول دينه وغيرته على الحق لم يعر اهتماما لكلمات أخوته، التى تحذره من المشاركة فى المظاهرات لثقل حركته النابع من إعاقته.. «ذهب لصلاة الجمعة.. وعاد لمنزله وتناول طعام الغذاء.. ونزل الساعة 3 عصرا.. لم يخطر ببنالنا أنه ذهب للمظاهرات.. جاءت الساعة العاشرة ولم يعد حسين.. ظنناه لدى أحد أصدقائه.. لكنه لم يعد.. ذهبنا للبحث عنه فى المستشفيات.. حتى وجدناه فى ثلاجة مستشفى المطرية.. التى نفت وجوده فيها فى بادئ الأمر». يقول أخوه محمد.

الرجل وهو يغالب دموعه يقول: «فتحت درج الثلاجة وجدت حسين كما هو بنفس ابتسامته.. وسبابة يده اليمنى على قلبه تشير بعلامة التوحيد».. ويتابع باعتزاز: «نصر الله للشعب المصرى برحيل الطاغية مبارك جعلنا نهدأ قليلا.. لكن ما تزال قائمة من نريد لهم العقاب طويلة.. أولها حبيب العادلى.. ووائل طاحون.. وصولا إلى مدير أمن القاهرة.. ورئيس قطاع شرق وغيرهم».

عماد محمد السيد

الشهيد عماد محمد السيد (25 عاما) كان صديقا للشهيد حسين جمعة.. ربما بحكم الجيرة.. فعلى بعد خطوات من منزل الأخير استقبلنا شقيق عماد الأصغر.. صعد بنا لمنزله حيث والدته وأخيه الثانى.. ونحن نصعد الدرج قال أخوه: «عماد العائل الوحيد لنا بعد وفاة أبينا منذ 10 سنين.. هو عامل بجامعة عين شمس، ولم يتزوج بعد».

وصلنا لأمه التى بلغ بها الوهن مبلغه فقالت «عماد أخبرنى بأنه سيشارك فى جمعة الغضب.. فخفت عليه.. سهر حتى صلينا الفجر سويا.. نام بعدها ولم أوقظه لصلاة الجمعة حتى لا يذهب للمظاهرة.. استيقظ الساعة الثانية.. فنزل على الفور لميدان المطرية.. مسافة ما وصل الميدان جالنا الخبر.. عماد الحكومة ضربتوا بالنار فى صدره.. جربنا لقيناه قد فارق الحياة.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن وجعك يا ابنى».

«ما فيش حاجة اسمها محاكمة حبيب العادلى.. لازم يندبح من غير محاكمة.. هو كان حاكم ولادنا العزل قبل ما يأمر بقتلهم علشان خاطر الست سوزان وابنها جمال.. لو البلد عايز يقول بحترم الشهداء تعدم حبيب العادلى فورا».

إبراهيم رضا محمد

فور أن تقع عيناك على صورة الشهيد إبراهيم رضا محمد.. تشعر أنك أمام ملاك نزل على الأرض.. فابن 14 شمعة هو آخر عنقود اخواته الثلاثة.. وآخر عنقود شهداء المطرية لو حسبناها بالسن.. نصحنا جيرانه بعدم الطرق على بابه.. أمه المكلومة منّ الله عليها بساعة نوم، هى نادرة بحياتها فى هذه الأيام.. ونصحونا بالذهاب لوالده الجالس على مقهى قريب، يتلمس الصبر والسلوان فى مواساة جار أو صديق.

ذهبنا إليه.. رحب بنا على عادة أولاد البلد وقال «أنا ميكانيكى.. لى ثلاثة أبناء إبراهيم أصغرهم.. وهو الوحيد اللى فلح فى التعليم.. اخواته واحد راكب توك توك.. والثانى سمكرى سيارات».

إبراهيم خرج مع أخيه لصلاة الجمعة وافترقا فى المظاهرة.. أنا كنت فى شغلى.. بعد المظاهرة ما خلصت لم يرجع.. طلعنا ندور عليه لحد ما وجدناه فى مستشفى الزيتون.. ضربوه 4 رصاصات.. رصاصة فى رأسه.. وأخرى فى خصيته.. و2 فى منطقة الحوض.. أخذت تقريرا من المستشفى.. ورحت دفنته».

والد إبراهيم غير متفاءل بمحاكمة قتلة ابنه «هما دول يا بيه حد فيهم بيتحاكم زينا.. أبدا.. والأيام بيننا لو حد فيهم خد يوم سجن.. الله يرحم الشباب.. الحساب يوم الحساب».

عادل إبراهيم محمد

فى شارع الكابلات بالمطرية يوجد محل والد الشهيد عادل إبراهيم محمد (19 سنة)، وحاصل على دبلوم فنى صناعى.. يقول والده «بعد أن صلى الجمعة قال إنه سيذهب للمشاركة فى مظاهرة يوم الغضب، قلت له خد بالك من نفسك.. لا تمسك طوبة.. ولا قزازة.. ولا عصى.. لو وجدت أى عنف ارجع فورا».

«ابنى نزل المظاهرة مع الشباب.. وأنا مش زعلان منه لأنه نازل.. هو شاب لم يكمل تعليمه الجامعى لأنى فقير.. وأبوه مديون لشركات (الكولا) التى نتعامل معها.. مش عارف يخطب زى بقية الشباب.. اتخنق من الدنيا فنزل المظاهرات.. فتكون النتيجة إن الأمن يفتح عليه والمتظاهرين النار.. تكون النتيجة إنهم يضربوه بالرصاص فى رقبته؟».. يضيف والد الشهيد.

الجاران.. محمد ومحمد

فى شارع أبطال اليمن، المتفرع من شارع عمر المختار بمنطقة عرفات بالمطرية يوجد منزل الشهيد محمد حسين محمد (33 سنة)، يعمل حدادا، متزوج ولديه منى (6 سنوات) وملك (4 سنوات).

والدة الشهيد تقول ودموعها فى انهمار: «محمد هو العائل الوحيد لأسرتنا المكونة منى وأبيه وأختيه وزوجته وبنتيه.. لا معاش لدينا نقتات منه.. هو كان عامل باليومية.. وأبوه الآن مريض.. فجأة واحنا قاعدين يوم الجمعة واحد جاء يصرخ ويقول الحكومة ضربت ابنكم فى ميدان المطرية.. طلعنا نجرى.. وجدناه قد فارق الحياة..ضربوه بطلق نارى فى رأسه».

«فيها إيه لو حسنى مبارك كان سلم الرئاسة من غير دم.. أنا أحمل مبارك دم ابنى ودماء كل الشهداء.. لأنه هو من يعطى الأوامر بقتل الشعب.. لم يعمل شيئا طوال حياته نتذكره به.. فعز عليه الرحيل دون قتلنا.. فعلا يا حسنى سنذكرك ما حيينا لأنك قتلت أولادنا وحرمتنا منهم». تواصل والدة الشهيد.

فى المنزل الملاصق لمنزل الشهيد محمد حسين يوجد شهيد آخر اسمه محمد إبراهيم اصطحبتنا إليه والدة محمد الأول.. فوجدناه مغلقا، ولا تعرف أن ذهبت أسرته فى هذه الساعة.. لكنها قالت إن عمره 28 سنة، ويعمل سائق سيارة أجرة، وغير متزوج، ولم يكمل تعليمه الجامعى حتى يعمل للصرف على أسرته، لأنه عائلها الوحيد.

أحمد عبدالرحيم السيد

عند رؤيتك للملصق الذى فيه صورة الشهيد أحمد عبدالرحيم السيد (18 عاما)، فى منزله بالمطرية تشعر أنه يكاد يخرج منه ليحييك، ويرحب بك، التقينا نور أخته الكبرى، فقالت إنه فى الصف الخامس بالثانوية الصناعية.. كان يستعد لدخول كلية الهندسة، التى هى حلم حياته.

أخت الشهيد قالت إن أبيه توفى منذ 15 عاما، وتركها وأحمد وشقيق ثالث وأمهم المريضة «أحمد كان زهرتنا.. كان مكان بابا.. رغم صغر سنه لكنه كان رجلا بمعنى الكلمة.. يخاف علينا كأننا أبناؤه رغم أنه أصغرنا سنا».

«أحمد مكنش ليه أى علاقة بالسياسة.. يوم الجمعة وجد أصحابه رايحين المظاهرة راح معاهم.. ورجع وشه مزرق من القنابل المسيلة للدموع وقنابل الدخان.. توسلت إليه أمه أن يبقى ولا يخرج ثانية، كان هذا فى حدود الساعة الثالثة عصرا.. لكنه غافلها وأخذ زجاجة خل وإناء ليضع فيه الخل والماء لينقذ من تأثروا بالدخان.. بينما هو يقوم بهذا العمل أطلق عليه القناصة رصاصة استقرت فى رأسه، وفارق الحياة فى نفس اللحظة».

محمد عبدالرازق جمعة

الشهيد أحمد عبدالرازق جمعة «36 سنة» متزوج ولديه فارس «8 سنوات» وأحمد «5 سنوات» وجنى «3 سنوات»، وهو صنايعى باليومية، أحد إخوة زميل له فى العمل اختفى فقال لزميله سأذهب للبحث عنه، وبمجرد وصوله ميدان المطرية باغتته رصاصة فى رأسه، ومات على الفور.

سيد شقيق الشهيد يقول إن «عزاء الأسرة سيتم يوم يتم القصاص من حبيب العادلى.. لكن ما دام هذا الرجل حى يرزق لن تبرد نار الشهداء


الشروقخالد أبوبكر -

No comments: