مصراوي ينفرد بأول حوار مع وزير الثقافة الجديد محمد الصاوي
كل ليلة كان يصعد فوق المسرح لاداء دوره الذي اعتاده تقديمه لاعبا لعرائس الماريونيت في مسرح قاعة الحكمة بساقية الصاوي ، اليوم يصعد فوق مسرح ولكن من نوعا اخر ليدير لعبة مختلفة وهو المسرح السياسي الذي يظهر فيه محمد عبد المنعم الصاوي مرتديا ثوب وزير الثقافة بحكومة تيسير الاعمال وذلك تطبيقا للمثل المصري القائل " ابن الوز عوام " حيث كان والده الكاتب عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة والإعلام عام 1977 م .
وتخرج محمد الصاوي في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان وعمل بالمجال الإعلامي في بداية حياته ويمتلك شركة للدعاية والإعلان ولكن اهم مشروعاته هو ساقية عبد المنعم الصاوي التي حولها من مستودع للمخلفات والقمامة تحت كوبري 15 مايو إلي مركز للنشر الثقافة والفكر ومنبرا للابداع الفني والادبي والثقافي منذ انشائها عام 2003 وحتي الآن .
مبروك إختيارك لوزارة الثقافة ..
هل كنت تتوقع هذا المنصب وهل وافقت فورا أم طلبت مهلة للتفكير ؟
اي شخص يكلف بمهمة لخدمة مصر لا يمكن أن يتردد في قبولها ، مصلحة كصر تظل هي الأهم ، والاهم ألا تسعى لمنصب ابدا .
وما هي خططك في وزارة الثقافة ؟
الوقت مبكرا للحديث عن خطط أو مشروعات لان المهم حاليا هو دراسة الاوضاع الحالية ومحاولة الوصول الى خطة شاملة للنهوض بالثقافة في مصر .
كيف شاركت الساقية في تشكيل الوعي الشبابي والذي ظهر خلال ثورة 25 يناير كاحد المراكز الثقافية الاشهر والاقوي بمصر ؟
لن اسقط في الخطأ الذي نحذر منه الأخرون دائما وندعي اي فضل في الثورة ولن نظهر اي بطولة ولكن نحن مؤمنين منذ البدائة بمبادئ عامة نادت بها الثورة وعلي رأسها الحرية في مجال الابداع وحرية التعبير بكل اشكالها فالحريات شئ اساسي بالنسبة لنا فنقول " ساقية عبد المنعم الصاوي تسقي فكراوثقافة " فالفكر استنارة ورؤية واضحة وكرامةوكل عام كنا نتبني شعار وفي مقدمتها" عام اللغة العربية " واللغة ليس متجردا من شعور الثورة فهي الهوية وليس الشعر والأدب فقط و في 2007 جاء عام الحقوق تناقش الحقوق وننقض اوضاعها قدر ما يمكن انتقاضه من اعتقال وتعذيب بجانب العزلة السياسية و كل الانماط ولكن نتحدث بمناهج فكرية وليس وقائع بعينها .
اما عام العقول حيث ان العقل حتي يكون له وجود لابد ان يصبح حر فهو مساحة داخلية وليس تقبع تحت اي سيطرة اما الكرامة ناقشناها في شكل ممارسات ككرامة المرأة وكرامة الانسان في الرزق ووجبنا من الوقوف بجوار المحتاج ولا نعطي المحتال ومفهوم الانتاج واتقان العمل وكل اشكال النظافة حتي نظافة اللسان .
وبناء الانسان حجر الزاوية في كل ما نحلم به والثورة جاءت لتغير من علاقة الانسان بالبيئة وكذلك علاقة كل انسان واخيه وكانت ايضا للساقية حملات قوية في ذلك الاتجاه .
وأسسنا " عيد الكرامة " لنحارب الفساد والرشوة والاستثناء الذي اعتبره عدوي الاول فالاستثناء فلان مستثني لانه ابن فلان ويقف خلف الاستثناء الرشوة والمحسوبية وعدم تكافئ الفرص ومسيرة الساقية لم تخلو من هذة الدعوة ولكن ليس هناك اي علاقة مباشرة بتحريك الثورة ولم نكن ورائها باي شكل من الاشكال ولكن في ذات الوقت اعلنا موقفا من اليوم الأول مساندين للثورة للثوارواعلنا ذلك من خلال الموقع الالكتروني مؤكدين ان الساقية تساند ثورة الشعب المصري وتأيدها وكنا سألنا كثير حول اساس تلك المساندة دون العودة للمطالب المشروعة للثوار.
كنت دائما ارد قائلا ان الشعب دائما هو الصح " مينفعش حد يبقا ليه رأي علي الشعب " واي احد يخالف الشعب ان في رأي " يبقا مبيفهمش حاجة " ... الشعب يريد شعار جميل انطلق في 25 يناير وسيستمر .
من وجهة نظرك ما هي العوامل التي ادت لثورة الشباب المصري 25 يناير ؟
شباب6 ابريل وكفاية وخالد سعيد وما احدثوه من تراكمات تبني فوق بعضها البعض وما قبلها منذ ثورة عمال المحلة ولكن القشة التي قسمت ظهر النظام هي تونس حيث اثبتت للشعب yes we can " " كما قالها اوباما اي انه ممكن وان الشعب قادر حيث الكل كان مقتنع ان سلطة القمع والبطش والاضهاط اكبر من اي ارادة واي قوة تطمح في التغير .
الافلام الي انتجت في موسم واحد مثل " هي فوضي والجزيرة وخارج عن القانون " الشرطة قد سمحت بها لتبلغ رسالة بوضوح فحواها " احنا نبضرب بالجزمة " وهو ده وضعنا وذلك المناخ الذي نعيش فيه و " هي كده " بمنتهي السفاله والتسليح والبطش وهذا فكر سافل علينا انت نتبهله ونحاربه بفكر ايضا .
ولكن التحرير قهر كل ذلك واثبت عدم صحته فلو أحدهم هدد الناس بالقاء القنبلة النووية في التحرير لن يتركوا الميدان ولا في الاسكندرية او اي منطقة ثائرة في مصر ان لولا احترامي الشديد للتقويم الميلادي تقويم سيدنا عيسي كنت سأكون سعيدا عندما اقول اننا اليوم" 11 يناير سنة واحد " اي يبدأ التقويم منذ رحيل مبارك.
هل سقط النظام المصري ؟
لا لم يسقط النظام بالكامل وانما سقط رأسه وفي الغالب عندما يقطع الرأس يموت الجسد ولكن يجب علينا ان نستمر حتي لا تظهر رأس أخرى ولما يحدث هذا فرص العمل ستزيد وستنتعش السياحة اكثر لان السياح سيأتون ليس لمشاهد الاثار فقط بل لمشاهد المصريين انفسهم .
كيف اثر النظام السابق وما احتواه من اشكال القمع علي مسيرة الساقية وما تقدمه ؟
اثر النظام في وجود اجهزة رقابية تقولك " متجبش اخوان و متجبش ده عشان معروف بنقده الشديد للنظام " بجانب تعويق كل مظاهر التنمية الحقيقية لما كان يحدثه النظام السابق من احباط للشعب المصري ويسقط كل محاولتنا في اعادة الروح للمجتمع وكنا بصراحة مطلقةعندما مثلا نناقش مسألة كقضية الكرامة لا نخوض في تجارب بعينها " زي مين اعتقل " او " مين عذب " لان تلك الاشياء كانت " توجعهم اوي " .
هل سيظهر في الساقية شكل جديد من اشكال الحرية السياسية وحرية الرأي والتعبير في الفترة المقبلة بعد سقوط النظام القمعي ؟
ونعم وقد بدأنا بالفعل حيث يعبر كل فرد عن رأيه بحرية تامة في حدود اللياق اللفظية المتمسكين بها لاقصي درجة فلا نشتم ونقول فلان ابن كذا ولكن ممكن ان نقول مبارك الطاغية وهناك مناقشات مفتوحة في كل المجالات
لماذا فشل النظام المصري في مخاطبة الشباب خاصة والشعب المصري عامة ؟
وجود شخصيات اعلامية في اي نظام شئ في منتهى الاهمية ولكن من كثرة ما كان يعتمد عليه النظام القمعي السابق من القوة والبطش وتسليط الكرباج لم يتعلم كيف يخاطب الشعب لذلك سقطت تمام قدرات اذرعته في لغة الخطاب فانس الفقي " مكنش بيعرف يقول كلمتين فوق بعض " وهكذا صفوت الشريف فهناك جدار عازل ما بين تلك الشخصيات والشعب وعمرهم استطاعوا ان يخاطبوا الناس وتلك من رحمة ربنا علينا افتقادهم للغة الخطاب وحتي خطابات الرئيس السابق مبارك كلها كانت غير موفقة
وما رأيك في قضية فقدان الثقة بين الشعب والشرطة ؟
انا متبني جدا العفوا علي الشرطيين البسطاء في الشوارع ولكن يجب ان نربي فيهم في الفترة القادمة قدرة علي التمرد وعدم تنفيذ الاوامر من قتل وتعذيب للمصريين الاشقاء
كيف نحمي الثورة من الاختطاف و المتسلقيين ؟
مطلوب اكبر كم من انكار الذات واقول لكل من يحلم بمنصب" ان اكون مواطن بسيط راضي وسعيد افضل من ان أكون مسئول مهم بدولة تقمع وتذل وتعذب " نحن مصنفين نمرة واحد ونفسي اسافر لاجد كيف ستقابل كمصري وقد كسبنا احترام العالم لاننا ثورنا علي الظلم والعالم يريد ان يتعلم مننا الآن وليست المسألة مسألة اقتصادية ولكنها مسألة كرامة هكذا ينظر لها العالم المتحضر فالكرامة هي الأولي دائما بعيد عن كل المسائل الاقتصادية والمادية .
ولما بنينا البلد الي بتنمناها ستصبح المسئولية عبئ ضخم بل " علقة " فالمسؤل سيأخذ اجر محدد ومعروف وسيراقب مراقبة شديده وسياحسب محاسبة شديده وكل الاجهزة وليست فرصة العمر ان يكون الشخص وزير او محافظ ولكن لابد ان ترك الصراع علي تلك الاشياء ولكن الاجمل ان يقف الواحد خارج الصورة وتشعر بجمالها ولاتنتظر احد يصفق لك علي دورك ولا ننتظر التكريم ولن الكل يكرم بصورة الشعب المصري الجملة .
ماذا تريد من الشعب المصري في المرحلة المقبلة لبناء مصر التي نتمناها ؟
علي عاتق كل مصري مسؤلية اتجاه تمثيل بلده وتمثيل النموذج المصري الذي ظهر في 25 يناير بعدم القاء القمامة علي الارض والابتعاد عن التحرش والمعاكسة ويجب ان نتساوي امام القانون كما حدث في التحرير من نظام وتحضر فجميعنا كنا نقف صفوفا للتفتيش بكل حب وتفائل والناس كلها سواء وهذا ما يبني المجتمع المحترم ودائما كنا نقول عندنا تفاوت كبير فكريا وثقافيا والناس مش هتعرف تتفاهم مع بعض لكن الناس حدث بينها ذوبان كامل بميدان التحرير ولابد ان تستمر تلك الروح وناكدها قبل ان نرتد عنها كعادة البشر الطبيعي .
هل سينضم الصاوي لاي من الاحزاب السياسية ؟
ان شخصيا ممكن افكر ان ادخل حزب من الاحزاب الجديدة ولكن في الفترة السابقة كان من المستحيل ان انضم لاي كيان سياسي من تلك الكيانات القائمة لما لدي من وضوح للرؤية والآن عليها ان تعيد تغير جلدها وتطرح من جديد بشكل اخر وعلي القيادات " اللي عندهم دم " أن يبتعدوا فكل قيادات مصر كانت شايخة "العيل عنده 60 سنة " .
وماذا عن دور الساقية بعد تعيينك وزيرا للثقافة .. هل سيتغير دورها ؟
الساقية ستستمر مسرحا لمناقشة كل الاراء بحرية تامة دون التحيز لاي فكرة بعينها اوي رأي سياسي.
حوار ـ محمد أبوضيف ـ أحمد لطفي
masrawy
No comments:
Post a Comment