متى تعود مصر من شرم الشيخ؟
أين مصر؟ هكذا تساءل لبنانيون خائفون من اندفاع بلدهم بجنون نحو جحيم الطائفية مرة أخرى، ويضعون أيديهم على قلوبهم من «عرقنة» لبنان بعد أن كان الجميع قبل سنوات يفزعون من كابوس «اللبننة».
ولمن يسألون عن مصر فهى موجودة لكنها هربت من بيتها وتاريخها واستقرت هناك فى شرم الشيخ، تركت البيت واستقرت فى الشاليه، هجرت السياسة واختارت السياحة.
باختصار: مصر ضجت من دورها وحجمها ووزنها وقررت أن تعيش لنفسها فقط، تعيش اللحظة وحسب غير مهتمة بالنظر إلى الوراء، فتخجل من تاريخها وإرثها، وغير راغبة فى النظر إلى الأمام فتنشغل عن الاستمتاع باللحظة.
ولأنها استبدلت ببراح بيتها الدافئ الواسع ذى السقف العالى، هذا الشاليه المكشوف البارد الضيق ذى السقف المنخفض، فقد انخفض سقف أحلامها وهبط حجم علاقاتها، وتضاءل تأثيرها فيما يجرى حولها، ولذلك طبيعى جدا أن يتقطع جنوبها ويتجزأ (السودان) فلا تبالى، وأن يواجه لبنان مصير الانقسام والتقسيم فلا تفكر فى أن تفعل شيئا، وتترك الموضوع للتحرك السعودى ــ السورى، وبعد أن يعلن هذا الثنائى عجزه عن الحل، يحل مكانه الثنائى القطرى ــ التركى، دون أن يهتز لها جفن، أو تتذكر أنها الكبيرة التى كانت حتى وقت قريب تردد «لا حل بغير مصر».
إن تونس الجميلة الصغيرة الخضراء المنطلقة انتفضت وثارت وأطاحت بالديكتاتور الذى حقق معدلات تنمية معقولة، وأوجد تعليما رفيع المستوى لشعبه، ورغم ذلك ثار الشعب ضد غياب العدالة وتآكل مساحات الحرية، غير أن مصر تغمض عينيها عن كل ذلك ولا تريد أن ترى أو تفكر أو تستوعب الدرس، بحجة أن المقارنة غير واردة أو هى «كلام فارغ».
حتى عندما يشعل بعض أبنائها النار فى أنفسهم احتجاجا وتعبيرا عن الشعور بالعجز والظلم والمهانة لا تفعل شيئا سوى أن تقول لهم «هتروحوا النار» دون أن تكلف نفسها عناء التساؤل عن الأسباب الموضوعية التى تدفع مواطنا لاعتبار أن حياته وموته متعادلان ومتساويان.
وإلى أن تعود مصر من منفاها الاختيارى فى شرم الشيخ، وعندما تدرك أن ما يحتاجه البيت يحرم على «الشاليه» ربما تتذكر أو تهتم بمشهد بعض أبنائها والنار ممسكة فى أجسادهم.
أما الأشقاء اللبنانيون فنعتذر لهم ونعدهم بالاتصال بهم فور عودة مصر من شرم الشيخ
ولمن يسألون عن مصر فهى موجودة لكنها هربت من بيتها وتاريخها واستقرت هناك فى شرم الشيخ، تركت البيت واستقرت فى الشاليه، هجرت السياسة واختارت السياحة.
باختصار: مصر ضجت من دورها وحجمها ووزنها وقررت أن تعيش لنفسها فقط، تعيش اللحظة وحسب غير مهتمة بالنظر إلى الوراء، فتخجل من تاريخها وإرثها، وغير راغبة فى النظر إلى الأمام فتنشغل عن الاستمتاع باللحظة.
ولأنها استبدلت ببراح بيتها الدافئ الواسع ذى السقف العالى، هذا الشاليه المكشوف البارد الضيق ذى السقف المنخفض، فقد انخفض سقف أحلامها وهبط حجم علاقاتها، وتضاءل تأثيرها فيما يجرى حولها، ولذلك طبيعى جدا أن يتقطع جنوبها ويتجزأ (السودان) فلا تبالى، وأن يواجه لبنان مصير الانقسام والتقسيم فلا تفكر فى أن تفعل شيئا، وتترك الموضوع للتحرك السعودى ــ السورى، وبعد أن يعلن هذا الثنائى عجزه عن الحل، يحل مكانه الثنائى القطرى ــ التركى، دون أن يهتز لها جفن، أو تتذكر أنها الكبيرة التى كانت حتى وقت قريب تردد «لا حل بغير مصر».
إن تونس الجميلة الصغيرة الخضراء المنطلقة انتفضت وثارت وأطاحت بالديكتاتور الذى حقق معدلات تنمية معقولة، وأوجد تعليما رفيع المستوى لشعبه، ورغم ذلك ثار الشعب ضد غياب العدالة وتآكل مساحات الحرية، غير أن مصر تغمض عينيها عن كل ذلك ولا تريد أن ترى أو تفكر أو تستوعب الدرس، بحجة أن المقارنة غير واردة أو هى «كلام فارغ».
حتى عندما يشعل بعض أبنائها النار فى أنفسهم احتجاجا وتعبيرا عن الشعور بالعجز والظلم والمهانة لا تفعل شيئا سوى أن تقول لهم «هتروحوا النار» دون أن تكلف نفسها عناء التساؤل عن الأسباب الموضوعية التى تدفع مواطنا لاعتبار أن حياته وموته متعادلان ومتساويان.
وإلى أن تعود مصر من منفاها الاختيارى فى شرم الشيخ، وعندما تدرك أن ما يحتاجه البيت يحرم على «الشاليه» ربما تتذكر أو تهتم بمشهد بعض أبنائها والنار ممسكة فى أجسادهم.
أما الأشقاء اللبنانيون فنعتذر لهم ونعدهم بالاتصال بهم فور عودة مصر من شرم الشيخ
بقلم:وائل قنديل- Shorouk news
No comments:
Post a Comment