المعارضة على قهوة بعرة
لم تشبع أحزاب المعارضة ضربا وصفعا وإهانة فى الانتخابات البرلمانية السابقة، فانتفضت ثائرة غاضبة فى وجه الدكتور محمد البرادعى عندما قال إن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون أقرب إلى «التعبيرية» منها إلى الانتخابات الحقيقية.
نفر من المعارضين الأشداء مفتولى التصريحات هبوا فى وجه الرجل لأنه تجرأ وتمنى إعفاء البلد من وقف الحال وتعطل المصالح والمدارس والجامعات، وبدلا من هذه الزفة الكذابة لانتخابات يعلم الكل أنها لعبة صورية لا بأس من أن يعينوا من يريدون رئيسا، وكفى الله المصريين القتال الزائف فى معركة كرتونية تعبيرية أقرب للفن التجريدى.
الدكتور رفعت السعيد مثلا وهو فارس الميسرة فى السياسة المصرية لقن الدكتور البرادعى درسا فى فنون القتال بالكلمات والمخاتلة والمبارزة بالتصريحات، وقال إنه أى المعارضة لن يقدموا على قرارات مصيرية من أجل عيون البرادعى.. وذلك على اعتبار أن مشاركة أو عدم مشاركة معارضتنا الأليفة المستأنسة فى انتخابات هو من باب القرارات المصيرية التاريخية، التى تشبه فى تأثيرها الزلازل والبراكين والفيضانات المدمرة، وكأن إعلان حزب الخضر أو الحمر أو «البينك» مقاطعته الانتخابات سيحدث هزات عنيفة فى أسواق العالم، ويفرض على مجلس الأمن الانعقاد الطارئ للبحث فى الكارثة الكونية.
لقد صدقت ما تسمى أحزاب المعارضة وعود الحكومة الوردية فى الانتخابات البرلمانية السابقة، وتصورت أن حكومة الحزب الحاكم ستفى بالعهود، تلك التى أخذتها على نفسها فى الغرف المغلقة وفى الأماكن العامة أحيانا، وسخرت معظم هذه الأحزاب من دعوات المقاطعة فماذا كانت النتيجة؟
فى لحظة واحدة قرر حزب أحمد عز أن يلتهم المائدة كلها، حتى الفتات جمعه من على الأرض ووزعه بنفسه فى المرحلة الثانية على أبناء السبيل من الأحزاب الورقية، فيما اكتفى الذين يعتبرون أنفسهم معارضين كبارا بلطم الخدود وشق الصدور والولولة، واشتكوا للقاصى والدانى من الخديعة، التى تعرضوا لها والتزوير الفاضح الذى رصده المراقبون فى الداخل والخارج.
وعلى الرغم من كل هذه الإهانات الممنهجة تثور المعارضة فى وجه من يطالبها باحترام نفسها والامتناع عن المشاركة فى العرض الانتخابى المقبل، وتعتبر ذلك ضربا لوجودها فى الشارع.
ولا تفسير لهذه المازوخية «أى عشق الإهانة والتعذيب والتحقير» سوى أن أحزاب المعارضة تبدو أحيانا مثل الدوبلير، الذى أدمن أن يضرب ويسحل ويلقى من الطوابق العليا بدلا من البطل، لدرجة أنه لو لم يطلب فى عمل جديد يصيبه الاكتئاب والهم والغم، بعد أن فقد القدرة على الحياة بدون ضرب وإهانة.. المعارضة تجلس الآن على «قهوة بعرة» مع خالص الاحترام لروادها الأصليين غير المدمنين.
نفر من المعارضين الأشداء مفتولى التصريحات هبوا فى وجه الرجل لأنه تجرأ وتمنى إعفاء البلد من وقف الحال وتعطل المصالح والمدارس والجامعات، وبدلا من هذه الزفة الكذابة لانتخابات يعلم الكل أنها لعبة صورية لا بأس من أن يعينوا من يريدون رئيسا، وكفى الله المصريين القتال الزائف فى معركة كرتونية تعبيرية أقرب للفن التجريدى.
الدكتور رفعت السعيد مثلا وهو فارس الميسرة فى السياسة المصرية لقن الدكتور البرادعى درسا فى فنون القتال بالكلمات والمخاتلة والمبارزة بالتصريحات، وقال إنه أى المعارضة لن يقدموا على قرارات مصيرية من أجل عيون البرادعى.. وذلك على اعتبار أن مشاركة أو عدم مشاركة معارضتنا الأليفة المستأنسة فى انتخابات هو من باب القرارات المصيرية التاريخية، التى تشبه فى تأثيرها الزلازل والبراكين والفيضانات المدمرة، وكأن إعلان حزب الخضر أو الحمر أو «البينك» مقاطعته الانتخابات سيحدث هزات عنيفة فى أسواق العالم، ويفرض على مجلس الأمن الانعقاد الطارئ للبحث فى الكارثة الكونية.
لقد صدقت ما تسمى أحزاب المعارضة وعود الحكومة الوردية فى الانتخابات البرلمانية السابقة، وتصورت أن حكومة الحزب الحاكم ستفى بالعهود، تلك التى أخذتها على نفسها فى الغرف المغلقة وفى الأماكن العامة أحيانا، وسخرت معظم هذه الأحزاب من دعوات المقاطعة فماذا كانت النتيجة؟
فى لحظة واحدة قرر حزب أحمد عز أن يلتهم المائدة كلها، حتى الفتات جمعه من على الأرض ووزعه بنفسه فى المرحلة الثانية على أبناء السبيل من الأحزاب الورقية، فيما اكتفى الذين يعتبرون أنفسهم معارضين كبارا بلطم الخدود وشق الصدور والولولة، واشتكوا للقاصى والدانى من الخديعة، التى تعرضوا لها والتزوير الفاضح الذى رصده المراقبون فى الداخل والخارج.
وعلى الرغم من كل هذه الإهانات الممنهجة تثور المعارضة فى وجه من يطالبها باحترام نفسها والامتناع عن المشاركة فى العرض الانتخابى المقبل، وتعتبر ذلك ضربا لوجودها فى الشارع.
ولا تفسير لهذه المازوخية «أى عشق الإهانة والتعذيب والتحقير» سوى أن أحزاب المعارضة تبدو أحيانا مثل الدوبلير، الذى أدمن أن يضرب ويسحل ويلقى من الطوابق العليا بدلا من البطل، لدرجة أنه لو لم يطلب فى عمل جديد يصيبه الاكتئاب والهم والغم، بعد أن فقد القدرة على الحياة بدون ضرب وإهانة.. المعارضة تجلس الآن على «قهوة بعرة» مع خالص الاحترام لروادها الأصليين غير المدمنين.
بقلم:وائل قنديل- الشروق
No comments:
Post a Comment