حسين عبد الرازق: السادات كان يستعد للسفر بطائرة إلى السعودية يوم 19 يناير 1977
أشار صلاح عدلي –مدير مركز آفاق اشتراكية-أن ما حدث في تونس أعاد إلي القاموس السياسي كلمة "ثورة" التي غابت عنه منذ بداية التسعينات وصار الحديث عنها في عداد التراث السياسي .
وشدد عدلي في الندوة التي نظمها مركز آفاق اشتراكية مساء الأربعاء عن الانتفاض الجماهيري والحركة الاجتماعية في ذكري انتفاضة يناير 1977 والدروس المستفادة منها- علي وجود فروق عديدة بين الإنتفاضة التي قامت بها تونس وتصاعدت بشكل متواتر وعمت جميع المدن التونسية وطورت من شعاراتها بشكل ذكي حتي وصلت الشعارات إلي المطالبة برحيل بن علي وبين الدعوة التي وجههتها بعض الحركات الشبابية لمظاهرة يوم 25 يناير بداية بمجموعة خالد سعيد وشباب 6 ابريل والعدالة والحرية وغيرهم والفارق- كما يري -هو درجة النضج والقدرة علي قراءة الأحداث معتبرا أن الانتفاضات الثورية لها قوانين ومناهج مدروسة وليست صورة كربونية تنقل بنفس الظروف والتشكيل لذا لا نستطيع تناسخ ثورة تونس بنفس معطياتها وآلياتها لوجود اختلافات قائمة بين تجربة تونس التي كانت فيها الظروف حاضرة ومواتية لقيام الثورة في ذلك التوقيت وبين مصر فالأمر يختلف وفقاً للظروف الخاصة لكل بلد.
وعدد الأختلافات بين مصر وتونس قائلاً : تونس لم يكن لديها إسلام سياسي أو اختلاف بشأن الدولة المدنية أوالعلمانية ولم يكن تطبيق الشريعة الإسلامية في أمور الحكم والدولة مثار خلاف بين القوي السياسية وكذلك لم يكن لديها احتقانات طائفية وقضايا فرعية تحرف أنظار الجماهيرعن قضاياها الأساسية وتعطل من نضجها السياسي كما أن لدي تونس طبقة وسطي تتميز بالوعي الشديد نتيجة لإزدهار التعليم في تونس وتقلص نسبة الأمية واتصالهم بالإعلام الفرنسي الذي كان بمثابة نفاذة لديهم لكل ما يحدث في تونس وفي العالم خاصة مع وجود التعتيم الإعلامي الذي فرضه بن علي و لديها أيضاً نسبة بطالة تصل إلي 40% بين جموع المتعلمين وحاملي الشهدات العليا ونسبة كبيرة من الهجرة غير شرعية إلي أوروبا للهؤلاء الشباب الذين كان أحدهم "بوعزيزي" الذي حصوله علي شهادة عليا كان يعمل بائع للخضار والفاكهة علي الرصيف وهكذا كانت الظروف مواتية في تونس في هذه اللحظة للقيام بالثورة التي لا اتصور أنها كانت بعيدة عن التنظيم ومجرد انتفاضة عفوية بل لعبت فيها الكوادر الوسطي للأحزاب السياسي والاتحاد التونسي للشغل دور كبير في تصعيد المطالب وتنظيم الشعارات الثورية التي لم تأتي بشكل عشوائي.
ومن جانبه قال المفكر والكاتب الاشتراكي حسين عبد الرازق في قراءة لأسباب انتفاضة مصر يومي 18 و19 يناير 1977 أن السبب المباشر والمحرك الأساسي لقيام الانتفاضة الشعبية في يناير 1977 هو استيقاظ الشعب المصري في صباح 18 يناير علي ارتفاع في أسعار سائر السلع الأساسية من خبز وشاي وحلاوة طحينة وأرز وسكر ومواصلات ولحوم ومنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلي الضعف في لحظة واحدة مما كان سيؤدي بالضرورة لإنخفاض في مستوي معيشة سائر أفراد الشعب بالإضافة لعديد من التراكمات الأخري التي دفعت الشعب المصري في هذه اللحظة لإعلان ثورته واحتجاجه .
وأضاف عبد الرازق: أن مصر في يناير 1977 تختلف عنها في يناير 2011 من حيث الوعي الجماهيري والتحام الأحزاب بالشعب و النزوع للحركات المستقلة فانتفاضة الشعب المصري في يناير 1977 سبقها العديد من الحركات المستقلة كإضرابات الجامعة عامي 1972 و1973 والاضرابات العمالية في المحلة وانتفاضات الفلاحين في التل الكبير وكمشيش والتي خلقت وعي جديد في المجتمع المصري كما ساهم في نمو هذا الوعي ونضجه فتح الباب لإنشاء الأحزاب والتحامها بالشعب أما مصر في 2011 فرغم أن الاوضاع الأقتصادية أسوء بمراحل وهناك العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب المصري ورغم التزوير الفاضح في الانتخابات وتضاعف أسعار السلع أضعاف مضاعفة إلا أن رد الفعل الجماهيري غاية في الضعف ، ورغم وجود الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة إلا أن فاعليتها قليلة وليس هناك صلة مباشرة بينها وبين الجماهير بعدما استجابت الأحزاب للضغوط التي فرضها عليها النظام وقبلت بها.
وأشار عبد الرازق إلي أن أهم الدروس التي استفاد منها النظام من انتفاضة يناير 1977 هو عدم إصدار قرارات تتعلق بالناس مباشرة مرة واحدة والقيام بتجزئة هذه القرارات علي فترات متباعدة حتي لا تدفع الجماهير للقيام بردة فعل مماثلة للتي قاموا بها في يناير 1977 حيث اندلعت المظاهرات علي مدار يومين كاملين بامتداد جميع المدن الرئيسية في مصر من الأسكندرية إلي أسوان وفشلت قوات الأمن في قمع المظاهرة وكان السادات حينذاك في أسوان وقد أحضر طائرته الخاصة استعداداً للهرب إلي السعودية في أي لحظة حتي تم فرض حظر التجوال ونزل الجيش إلي المدن للسيطرة علي المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحلات التجارية واعتقل علي آثرها العديد من الكوادر السياسية والآلاف من المتظاهرين من العمال والطلبة . كما عمل النظام علي بيع وتصفية القطاع العام لتنتهي بذلك التكتلات العمالية الكبيرة التي كانت تهز البلد بإضرابتها ، وباستجابة الأحزاب لضغوط النظام وغياب التكتلات العمالية و الوعي الجماهيري ومحاولة النظام لصرف أنظار الجماهيرعن قضياها الأساسية عبر قضايا فرعية وهامشية نجح النظام في امتصاص ثورات الشعب المصري ورغم محاولات النظام الجاهدة فقد تأتي الثورة في أي لحظة مثلما حدث في تونس على حد تعبيره
وشدد عدلي في الندوة التي نظمها مركز آفاق اشتراكية مساء الأربعاء عن الانتفاض الجماهيري والحركة الاجتماعية في ذكري انتفاضة يناير 1977 والدروس المستفادة منها- علي وجود فروق عديدة بين الإنتفاضة التي قامت بها تونس وتصاعدت بشكل متواتر وعمت جميع المدن التونسية وطورت من شعاراتها بشكل ذكي حتي وصلت الشعارات إلي المطالبة برحيل بن علي وبين الدعوة التي وجههتها بعض الحركات الشبابية لمظاهرة يوم 25 يناير بداية بمجموعة خالد سعيد وشباب 6 ابريل والعدالة والحرية وغيرهم والفارق- كما يري -هو درجة النضج والقدرة علي قراءة الأحداث معتبرا أن الانتفاضات الثورية لها قوانين ومناهج مدروسة وليست صورة كربونية تنقل بنفس الظروف والتشكيل لذا لا نستطيع تناسخ ثورة تونس بنفس معطياتها وآلياتها لوجود اختلافات قائمة بين تجربة تونس التي كانت فيها الظروف حاضرة ومواتية لقيام الثورة في ذلك التوقيت وبين مصر فالأمر يختلف وفقاً للظروف الخاصة لكل بلد.
وعدد الأختلافات بين مصر وتونس قائلاً : تونس لم يكن لديها إسلام سياسي أو اختلاف بشأن الدولة المدنية أوالعلمانية ولم يكن تطبيق الشريعة الإسلامية في أمور الحكم والدولة مثار خلاف بين القوي السياسية وكذلك لم يكن لديها احتقانات طائفية وقضايا فرعية تحرف أنظار الجماهيرعن قضاياها الأساسية وتعطل من نضجها السياسي كما أن لدي تونس طبقة وسطي تتميز بالوعي الشديد نتيجة لإزدهار التعليم في تونس وتقلص نسبة الأمية واتصالهم بالإعلام الفرنسي الذي كان بمثابة نفاذة لديهم لكل ما يحدث في تونس وفي العالم خاصة مع وجود التعتيم الإعلامي الذي فرضه بن علي و لديها أيضاً نسبة بطالة تصل إلي 40% بين جموع المتعلمين وحاملي الشهدات العليا ونسبة كبيرة من الهجرة غير شرعية إلي أوروبا للهؤلاء الشباب الذين كان أحدهم "بوعزيزي" الذي حصوله علي شهادة عليا كان يعمل بائع للخضار والفاكهة علي الرصيف وهكذا كانت الظروف مواتية في تونس في هذه اللحظة للقيام بالثورة التي لا اتصور أنها كانت بعيدة عن التنظيم ومجرد انتفاضة عفوية بل لعبت فيها الكوادر الوسطي للأحزاب السياسي والاتحاد التونسي للشغل دور كبير في تصعيد المطالب وتنظيم الشعارات الثورية التي لم تأتي بشكل عشوائي.
ومن جانبه قال المفكر والكاتب الاشتراكي حسين عبد الرازق في قراءة لأسباب انتفاضة مصر يومي 18 و19 يناير 1977 أن السبب المباشر والمحرك الأساسي لقيام الانتفاضة الشعبية في يناير 1977 هو استيقاظ الشعب المصري في صباح 18 يناير علي ارتفاع في أسعار سائر السلع الأساسية من خبز وشاي وحلاوة طحينة وأرز وسكر ومواصلات ولحوم ومنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلي الضعف في لحظة واحدة مما كان سيؤدي بالضرورة لإنخفاض في مستوي معيشة سائر أفراد الشعب بالإضافة لعديد من التراكمات الأخري التي دفعت الشعب المصري في هذه اللحظة لإعلان ثورته واحتجاجه .
وأضاف عبد الرازق: أن مصر في يناير 1977 تختلف عنها في يناير 2011 من حيث الوعي الجماهيري والتحام الأحزاب بالشعب و النزوع للحركات المستقلة فانتفاضة الشعب المصري في يناير 1977 سبقها العديد من الحركات المستقلة كإضرابات الجامعة عامي 1972 و1973 والاضرابات العمالية في المحلة وانتفاضات الفلاحين في التل الكبير وكمشيش والتي خلقت وعي جديد في المجتمع المصري كما ساهم في نمو هذا الوعي ونضجه فتح الباب لإنشاء الأحزاب والتحامها بالشعب أما مصر في 2011 فرغم أن الاوضاع الأقتصادية أسوء بمراحل وهناك العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب المصري ورغم التزوير الفاضح في الانتخابات وتضاعف أسعار السلع أضعاف مضاعفة إلا أن رد الفعل الجماهيري غاية في الضعف ، ورغم وجود الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة إلا أن فاعليتها قليلة وليس هناك صلة مباشرة بينها وبين الجماهير بعدما استجابت الأحزاب للضغوط التي فرضها عليها النظام وقبلت بها.
وأشار عبد الرازق إلي أن أهم الدروس التي استفاد منها النظام من انتفاضة يناير 1977 هو عدم إصدار قرارات تتعلق بالناس مباشرة مرة واحدة والقيام بتجزئة هذه القرارات علي فترات متباعدة حتي لا تدفع الجماهير للقيام بردة فعل مماثلة للتي قاموا بها في يناير 1977 حيث اندلعت المظاهرات علي مدار يومين كاملين بامتداد جميع المدن الرئيسية في مصر من الأسكندرية إلي أسوان وفشلت قوات الأمن في قمع المظاهرة وكان السادات حينذاك في أسوان وقد أحضر طائرته الخاصة استعداداً للهرب إلي السعودية في أي لحظة حتي تم فرض حظر التجوال ونزل الجيش إلي المدن للسيطرة علي المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحلات التجارية واعتقل علي آثرها العديد من الكوادر السياسية والآلاف من المتظاهرين من العمال والطلبة . كما عمل النظام علي بيع وتصفية القطاع العام لتنتهي بذلك التكتلات العمالية الكبيرة التي كانت تهز البلد بإضرابتها ، وباستجابة الأحزاب لضغوط النظام وغياب التكتلات العمالية و الوعي الجماهيري ومحاولة النظام لصرف أنظار الجماهيرعن قضياها الأساسية عبر قضايا فرعية وهامشية نجح النظام في امتصاص ثورات الشعب المصري ورغم محاولات النظام الجاهدة فقد تأتي الثورة في أي لحظة مثلما حدث في تونس على حد تعبيره
No comments:
Post a Comment