مشنقة علاء الأسوانى وشرف فاروق حسنى
علاء الأسوانى متهم الآن أمام محاكم التفتيش الثقافية بأنه يكتب روايات تحقق أرقاما غير مسبوقة فى التوزيع والقراءة وتلقى اهتماما كبيرا على مستوى النقد والترجمة للغات عالمية.
ولأن الجريمة شنيعة والاتهام خطير فقد كلفوا أنفسهم مشقة عقد مؤتمر للرواية تداعى إليه جنود من كل حدب وصوب لكى يلقوا القبض على الأسوانى بتهمة إعادة الجمهور لقراءة الرواية بنهم بعد أن ظلت الروايات لفترة طويلة تنتج لكى تستقر على أرفف المكتبات وتعتقل فى المخازن.
أذكر أن مثقفا مصريا كبيرا كان عائدا من الولايات المتحدة تحدث فى حوار جانبى ضم الدكتور محمد أبوالغار وكاتب هذه السطور عن ظاهرة أمريكية لم يجد لها نظيرا فى مصر إلا مع علاء الأسوانى، حيث قال إن الكتاب فى أمريكا لا يزال حاضرا فى وسائل المواصلات العامة، إذ من المعتاد أن تجد فتاة أو شابا ممسكا برواية يقرأها فى المترو أو فى الباص.. وهذا المشهد لم يجده فى مصر إلا مع أعمال علاء الأسوانى.
والمعنى أن الأسوانى استطاع أن يعيد إلى الرواية جمهورها بعد ما حققته «عمارة يعقوبيان» تحديدا من نجاح مدهش جعلها توزع عشرات الطبعات وتترجم لعدة لغات، وتجد حفاوة نقدية فى كل دول العالم.
غير أن كل ذلك يريد البعض أن يستخدمه كقرائن ضد علاء الأسوانى ويكد ويكدح لكى ينتهى إلى نظرية غريبة وعجيبة مضمونها أن الانتشار والرواج يعنى أن العمل فقير أدبيا بمعايير النقد الهيستيرى، الذى يرفع شعار «كل رواية ذائعة الانتشار هى بالضرورة رديئة»، وكأن المطلوب من المبدع أن يكتب من أجل الظلام والرطوبة وفئران المخازن والأرفف.
شىء من هذه الهيستيريا النقدية كان حاضرا بإلحاح فى مؤتمر الرواية الذى عقدته وزارة الثقافة مؤخرا، وهو المؤتمر الذى طغت عليه السياحة أكثر من الثقافة، بحيث جاء مناسبة لكى يستمتع عدد كبير ممن دعوا إليه بشتاء مصر الجميل ومعالمها البديعة.
وشىء من هذا أيضا تجده فى جوائز الدولة التى أعلن فاروق حسنى أنها شرفه ولا يقبل الطعن والتشكيك فى مصداقيتها ونزاهتها، وهو يرد على اتهام الشاعر جميل عبد الرحمن بأن جوائز الدولة تحكمها الواسطة.. ذلك أن جوائز الدولة على جميع مستوياتها لم تتذكر يوما أن أديبا مصريا بعد نجيب محفوظ انطلق بالرواية المصرية إلى آفاق العالمية ، هذا الأديب هو علاء الأسوانى الذى ما إن يذكر اسمه حتى يصاب وزير الثقافة وأعوانه بحساسية تجعلهم يسعلون ويعطسون تصريحات مضحكة من عينة أن الأسوانى خطر على الثقافة المصرية ومن ثم يجب عزله وإقصاؤه لأنه تجرأ وتجاسر ورفض دخول الحظيرة.
ولأن الجريمة شنيعة والاتهام خطير فقد كلفوا أنفسهم مشقة عقد مؤتمر للرواية تداعى إليه جنود من كل حدب وصوب لكى يلقوا القبض على الأسوانى بتهمة إعادة الجمهور لقراءة الرواية بنهم بعد أن ظلت الروايات لفترة طويلة تنتج لكى تستقر على أرفف المكتبات وتعتقل فى المخازن.
أذكر أن مثقفا مصريا كبيرا كان عائدا من الولايات المتحدة تحدث فى حوار جانبى ضم الدكتور محمد أبوالغار وكاتب هذه السطور عن ظاهرة أمريكية لم يجد لها نظيرا فى مصر إلا مع علاء الأسوانى، حيث قال إن الكتاب فى أمريكا لا يزال حاضرا فى وسائل المواصلات العامة، إذ من المعتاد أن تجد فتاة أو شابا ممسكا برواية يقرأها فى المترو أو فى الباص.. وهذا المشهد لم يجده فى مصر إلا مع أعمال علاء الأسوانى.
والمعنى أن الأسوانى استطاع أن يعيد إلى الرواية جمهورها بعد ما حققته «عمارة يعقوبيان» تحديدا من نجاح مدهش جعلها توزع عشرات الطبعات وتترجم لعدة لغات، وتجد حفاوة نقدية فى كل دول العالم.
غير أن كل ذلك يريد البعض أن يستخدمه كقرائن ضد علاء الأسوانى ويكد ويكدح لكى ينتهى إلى نظرية غريبة وعجيبة مضمونها أن الانتشار والرواج يعنى أن العمل فقير أدبيا بمعايير النقد الهيستيرى، الذى يرفع شعار «كل رواية ذائعة الانتشار هى بالضرورة رديئة»، وكأن المطلوب من المبدع أن يكتب من أجل الظلام والرطوبة وفئران المخازن والأرفف.
شىء من هذه الهيستيريا النقدية كان حاضرا بإلحاح فى مؤتمر الرواية الذى عقدته وزارة الثقافة مؤخرا، وهو المؤتمر الذى طغت عليه السياحة أكثر من الثقافة، بحيث جاء مناسبة لكى يستمتع عدد كبير ممن دعوا إليه بشتاء مصر الجميل ومعالمها البديعة.
وشىء من هذا أيضا تجده فى جوائز الدولة التى أعلن فاروق حسنى أنها شرفه ولا يقبل الطعن والتشكيك فى مصداقيتها ونزاهتها، وهو يرد على اتهام الشاعر جميل عبد الرحمن بأن جوائز الدولة تحكمها الواسطة.. ذلك أن جوائز الدولة على جميع مستوياتها لم تتذكر يوما أن أديبا مصريا بعد نجيب محفوظ انطلق بالرواية المصرية إلى آفاق العالمية ، هذا الأديب هو علاء الأسوانى الذى ما إن يذكر اسمه حتى يصاب وزير الثقافة وأعوانه بحساسية تجعلهم يسعلون ويعطسون تصريحات مضحكة من عينة أن الأسوانى خطر على الثقافة المصرية ومن ثم يجب عزله وإقصاؤه لأنه تجرأ وتجاسر ورفض دخول الحظيرة.
بقلم:وائل قنديل - الشروق
No comments:
Post a Comment