ينظم أطباء مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعاملون بالجمعية المصرية للطب النفسى، وقفة احتجاجية حاشدة، اليوم، لرفض ما سموه «مخطط الحكومة» لهدم مبنى المستشفى الأثرى، لصالح رجال الأعمال، ونقله إلى مدينة بدر. وأكد الأطباء أنهم لن يتوقفوا عن مقاومة هذه «الجريمة»، على حد وصفهم، بجميع الوسائل القانونية والدعاوى القضائية والاحتجاجات والشكاوى إلى جميع الجهات المعنية محليا وعالميا.
وأعلنت نقابة الأطباء وجبهة الدفاع عن مستشفى العباسية وحركة «أطباء بلا حقوق»، تضامنها الكامل مع أطباء المستشفى من خلال المشاركة فى الوقفة. ورفضت لجنة الدفاع عن الصحة ما سمته «المؤامرة الحكومية» التى تستهدف المستشفى، لافتة إلى أن الدولة بذلك تقدم دليلاً جديداً على مكانة الصحة المتدنية.
من جانبه قال الدكتور أحمد عكاشة، رئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى لـ«المصرى اليوم»، إن طرح فكرة هدم مستشفى العباسية أو نقله جريمة حضارية وإنسانية وإهدار لحقوق المريض النفسى. وأضاف: «كان الدكتور على عبدالفتاح، وزير الصحة الأسبق، طرح فكرة نقل مستشفى العباسية إلى مدينة بدر وقمنا وقتها بالتصدى لذلك بمؤازرة الجمعية العالمية للطب النفسى ومنظمة الصحة العالمية والجمعية المصرية للطب النفسى وأجهزة الإعلام ومجلس الشعب واقتنع الوزير بموقفنا وتوقف عن هذه الفكرة».
وتابع «عكاشة»: «هدم المستشفى يمثل خرقاً ومخالفة لقانون الآثار، الذى يحظر هدم المنشآت التى مر على إنشائها ١٠٠ عام فى الوقت الذى يتجاوز فيه عمر المستشفى ١٢٠ عاماً. وأضاف: «٩٩.٥٠% من المرضى النفسيين يعالجون خارج المستشفيات النفسية، وعدد المرضى المترددين عليه ٨٠ ألف مريض سنوياً. وقال إن قرار هدم المستشفى «غير دستورى»، لتعارضه مع حقوق المريض النفسى، التى كفلها القانون والدستور، مشيراً إلى أن قوة الأمم لا تعتمد على تفوقها العسكرى والاقتصادى والسياسى وإنما بأخلاق مواطنيها فى رعاية الضعيف والطفل والمسن والمريض النفسى.
وهدد «عكاشة» باللجوء إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة واليونسكو، إذا أقدمت وزارة الصحة فعلياً على هدم المستشفى، لأن من بين بنود ميثاق الأمم المتحدة لحقوق المريض النفسى، ألا يبعد سكن المريض أكثر من ٢٠ دقيقة عن مستشفاه.
وأرجع أسباب لجوء الحكومة لإصدار قرار بنقل أو هدم مستشفى العباسية، إلى الرغبة فى الحصول على «جباية مالية» لسد العجز الموجود، بسبب فهى سياسة الحزب الوطنى، التى وصفها بـ«الفاشلة» وسياسة لا تنظر للمريض الضعيف، لافتا إلى أن التاريخ لن يغفر للمسؤولين بدءاً من رئيس الوزراء ووزير الصحة والأمين العام للصحة النفسية، إذا تم هدم هذا «الصرح العظيم»، الذى يمثل تاريخ الطب النفسى فى مصر، من أجل ما سماه «حفنة أموال» لإقامة أرض معارض دون النظر لمصلحة المريض النفسى.
وقال «عكاشة»: «للأسف حتى الآن لم يؤكد مسؤول الإعلام لوزارة الصحة بأن ذلك سيحدث أو ينفى حدوثه، وأن مسؤول الصحة النفسية بالمستشفى يؤكد أن القرار وارد». وانتقد «عكاشة» عدم تعليق وزير الصحة على الأمر، ما يدل على وجود مؤامرة لبيع المستشفى أو هدمه لمصالح رجال الأعمال. ووصف ذلك بأنه «خصخصة خفية».
غادة محمد الشريف
Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment