كشف مسؤولون فى وزارة البيئة أن صائدى القروش اليمنيين بدأوا فى ممارسة نشاطهم فى المياه الإقليمية بالغردقة، وأنهم دخلوا فى مواجهة واحدة مع قوات البحرية.
وقال وحيد سلامة، المدير العام لمحميات البحر الأحمر، إن قوارب ومعدات صيد القروش اليمنية شوهدت فى مياه البحر الأحمر، ولفت إلى أن تلك القوارب دخلت المياه المصرية بشكل غير قانونى.
المعروف أن مصر تحظر صيد أسماك القرش فى المياه الإقليمية لمنطقة البحر الأحمر، وفق تشريع صدر عام ٢٠٠٥، بهدف التصدى للإهدار والقسوة التى تشهدها عملية نزع زعانف «القرش» التى تنتهى بالحصول على الزعانف، وإلقاء الحيوان فى الماء مرة أخرى.
ورغم أن لحوم أسماك القرش غير ذات قيمة فإن الأسواق الآسيوية تهتم بالزعانف، ويصنع منها حساء الزعانف، الذى يتجاوز سعر القدر الواحدة منه ١٠٠ دولار فى هونج كونج. وتقدر جماعات الحفاظ على الموارد المائية عدد أسماك القرش، التى تتعرض للقتل سنوياً حول العالم من أجل الحصول على زعانفها بـ ١٠٠ مليون، وقد تسببت عمليات الصيد فى تهديد فصائل القرش البالغ عددها ٣٥٠ فصيلة بالانقراض.
وتم اكتشاف عمليات صيد باستخدام الأحبال الطويلة، المزودة بالطعم بشكل دورى فى مياه البحر الأحمر، منذ ٢٠٠١، إلا أن القبض- مؤخراً- على قارب يمنى لصيد أسماك القرش يعد أول دليل مادى على تورط صيادين أجانب فى ممارسة أنشطة فى المياه المصرية.
كانت البحرية المصرية، وفقاً لسلامة، قد استوقفت القارب اليمنى، الشهر الماضى، بعد أن تم رصده من جانب قاربى غوص قرب جزيرة زبرجد، وهى محمية طبيعية تقع على بعد ٢٣٠ كيلومتراً من مرسى علم، وتشتهر بانتشار أسماك القرش وسمك المطرقة فى مياهها، وتعقبت قوارب الغوص القارب اليمنى حتى وصول قوات البحرية.
وقال سلامة: «كان القارب اليمنى محملاً بـ ٧١ سمكة قرش من جميع الأصناف، بعضها كان ضخماً للغاية»، وتابع: قدرت إحدى اللجان المختصة قيمة الحمولة «٢٠ طناً» بـ ٣٧٠ مليون دولار.
وتم التحفظ على القارب لحين صدور حكم قضائى يحدد مصيره، ويبدو أن القارب اليمنى الأسير كان بمثابة السفينة الأم للعديد من القوارب الأخرى الصغيرة، ورغم تأكيد سلامة على التحفظ على قارب واحد حتى الآن إلا أن ٦ قوارب أخرى تورطت فى عمليات الصيد.
فيما ذكرت وكالة الغردقة لحماية البيئة «هيبكا»، فى بيان لها، أن ٤ قوارب لصيد القروش تم استيقافها. وأشار عمرو على، المدير الإدارى لهيبكا، إلى أن «حادثة القارب اليمنى أوضحت أن التشريع الذى نجحنا فى تمريره قبل ٥ سنوات جعلنا هدفاً لصيادى أسماك القرش فى المنطقة، فهم يعلمون أن توجههم إلى الصيد فى منطقة البحر الأحمر، التى تتمتع فيها أسماك القرش بالحماية، سوف يجعل لديهم فرصاً أفضل لاصطيادها».
ومن جانبها أبلغت مراكب الغوص والسفارى العاملة فى مياه المنطقة الجنوبية من البحر الأحمر، عن اكتشافها عوامات إرشادية وأحبالاً طويلة يستخدمها الصيادون الطامعون فى زعانف القرش، ويزعم بعض قباطنة تلك القوارب أنهم شاهدوا قوارب صغيرة، ذات محركات تحمل صيادين مدججين بالبنادق الآلية.
كما ذكر أحدهم، ويدعى ياسر الموافى، مالك قارب «رويال إيفوليوشن»، أنه كان عائداً من إحدى رحلاته ٩ يونيو الماضى من السودان، حين رأى عوامة طافية، مريبة، صدر منها ضوء، بعد وقت قصير من دخوله إلى المياه الإقليمية المصرية»، واستطرد: «قمنا بأكثر من ٤٠ رحلة إلى السودان، ولم يسبق لنا أن رأينا مثل ذلك الضوء، لقد عبرنا هذا الطريق قبل ١٠ أيام فقط»، ولفت إلى أن طاقم المركب توقف لمعرفة السر، فوجدوا حبلين متصلين بالعوامة، مثبتاً بهما خطاطيف وضعت عليها صغار الدلافين، وقطع من لحوم أسماك القرش كطعم، وتابع: إن الطاقم الذى ضم سياحاً أجانب عمل على مدار الليل لتحرير العشرات من أسماك القرش، من فصيلة النمر والماكو وذى المطرقة، التى وقعت فى الشرك
كام ماكجراث- Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment