Friday, July 02, 2010

مسيرة البرادعى فى عيون وقحة

مرة أخرى يجرى استخدام خطبة الجمعة كسلاح ضد البرادعى.. فى المرات السابقة استخدموها كسلاح سياسى حين أفتى خطيب مسجد عبدالرحيم القناوى بأن الحاكم لا ينبغى أن يكون عالما فى الطاقة الذرية، متصورا أن البرادعى الذى كان قد عاد لتوه إلى القاهرة عالم فى الطاقة.

وفى الإسكندرية حدث ما هو أنكت أمس الأول باستخدام خطبة الجمعة كسلاح أمنى، حين قرر خطيب مسجد سيدى جابر إلقاء خطبة جمعة مفتوحة، أى بلا نهاية، وحين تململ المصلون وعبروا عن استيائهم من الإطالة المتعمدة للتأثير على المظاهرة الاحتجاجية عقب الصلاة تضامنا مع حق قتيل الشرطة خالد سعيد قال لهم الإمام «اتقوا الله».

أكثر من ساعة والخطيب يعيد ويزيد والمصلون يشتعلون دهشة وغضبا من تحويل صلاة الجمعة إلى أداة للاستغلال السياسى والأمنى الرخيص، كان يمكن أن يتحول معه المسجد إلى ساحة اشتباك لا تليق بقدسية المكان ولا بمهابة الإمام، غير أنه العبث الذى لا يتوقف عند حد.

والمضحك فى الأمر أن هذا المط والتطويل فى الخطبة يأتى بعد أيام قلائل من تعليمات مشددة أطلقها وزير الأوقاف بعدم تجاوز خطبة الجمعة 20 دقيقة فى جميع مساجد مصر، بل إنه وفقا لأخبار عديدة نشرت أخيرا فإن وزارة الأوقاف أجرت تحقيقات مع سبعة من أئمة المساجد تجاوزوا العشرين دقيقة التى حددتها الحكومة للخطبة، فهل ستحقق الأوقاف مع خطيب سيدى جابر وتعاقبه على الإطالة؟ لا أظن. وغير مستبعد أن يحصل على ترقية فى القريب العاجل.

وبعيدا عن قصة الخطيب ثمة سؤال محير فى قضية مقتل خالد سعيد: هل يجرؤ أحد على معاقبة المخبرين اللذين أجمع الشهود على أنهما أوسعا القتيل ضربا وتنكيلا وسحلا لحظة القبض عليه؟

أغلب الظن أن أحدا لن يعاقب فى
وطن مصاب باسفكسيا الكذب والتلفيق والإهانة، وطن لا يستطيع معاقبة مخبرين سحلا مواطنا، هل يمكن أن يعاقب فيه وزير سابق أو حالى بتهم الفساد أو استغلال النفوذ للاستحواذ على جزر بأكملها أو مئات القطع من أراضى الدولة للأنجال والأقارب والأصدقاء والمحاسيب؟
لكن الأسوأ من المخبرين المتهمين بتعذيب خالد، هى تلك العيون الوقحة التى راحت ترصد وتدقق فى تفاصيل أزياء السيدات النبيلات المحترمات اللاتى شاركن فى مسيرة الاحتجاج مع البرادعى، تلك العيون المسكونة بغباء أمنى جعلها ترى فى الآلاف الغاضبة مجرد مئات، ودفعها لأن تتحرش صحفيا ــ بكل صفاقة ــ بمسيرة الغضب النبيل التى لم تجد فيها إلا وليمة لهواة التحرش بالنساء.. هل نبكى خالد سعيد أم نبكى على صحافة حوّلها بعضهم إلى فتاة ليل ساقطة؟

وائل قنديل- الدستور

No comments: