Thursday, July 29, 2010

خضة للتاريخ

أعتقد أن مصر تمر بمرحلة حرجة، وبعنق الزجاجة، وبفترة عصيبة، وبنقطة تحول تاريخية، وبأزمة مؤقتة.. من ساعة ما عرفناها وهي بتمر ولا عسكري الدرك، لما جالها دوالي في رجليها من كتر المرور. أظن أنه من واجبنا رصد الظواهر الناتجة عن المرور بعنق الزجاجة الطويل قوي ده، خاصة أنها ظواهر ليست غريبة علي المجتمع المصري فحسب، بل غريبة علي الإنسانية جمعاء، وذلك من أجل تسجيل خضتنا للتاريخ.

أيها السادة، بعد النجاح منقطع الجماهير الذي بذله النظام المصري في سبيل رفع معدلات الانتحار، تمكن هذا النظام من تحقيق كامل أهدافه برفع معدلات قتل الزوجات والأزواج. هو كان موجودا في البرنامج الانتخابي ده؟

مالكم يا رجالة وستات مصر؟ بتموتوا بعض ليه؟ ها؟ الناس تتزوج وتطلق، تتزوج وتخلع، تتزوج وتمرمط بعضها في المحاكم، تتزوج وتفضح بعضها علي رؤوس الأشهاد، تتزوج وتؤجر بلطجية علي بعضهم البعض، كل ده شغال، بتموتوا بعض لييييييييه؟

كنت ذكرت أن المصري كان فلاحا، ومن ثم كان مؤمنا، ومن ثم كان لا ينتحر. لكنه تحول من فلاح إلي سائق توك توك، ثم إلي كافر - السواقين بيسبوا الدين ليل نهار - ثم إلي منتحر. وها أنا أذكركم بأن المصري كان فلاحا، ومن ثم كان طويل البال، ومن ثم كان لا يتشاجر لأتفه الأسباب، ومن ثم حتي حين تنفجر فيه زوجته لأنها تعبت من عشرته - المصري طول عمره خانق مراته دي مش حاجة جديدة يعني، راجع ابن كثير والمقريزي وابن إياس، طول عمر المصريات بيشدوا شعورهن من أزواجهن - كان يفعل أي شيء حتي لا يستجيب لانفعالاتها بانفعالات أكبر يندم عليها. يعني: حين تفتح حنجرتها عليه يخرج من البيت ويجلس علي المقهي حتي تهدأ ثورة زوجته، ثم يعود بكيس فاكهة، أو حلوي للأولاد، ولا يتحدث معها حتي لا تصرخ: انت سبتني وأنا باكلمك ومشيت؟ ولكن يضغط عليها عاطفيا بملاعبته لأطفاله، حتي تشعر بمدي حب الأولاد له، فتراجع نفسها وتقول: ياللا.. أهو أحسن من قلته... أبو عيالي.

وكانت الزوجات المصريات فلاحات أيضا، يعني صبر جمال، وتحمل ما لا يطيقه بشر، وحين يفيض بها الكيل تمسك أحد أبنائها وتوسعه ضربا بالشبشب بالبلاستيك. أو تزن. أو تصرخ لها صرختين. أو تسند رأسها علي كفها وتهز جسدها وهي تبكي علي بختها. لكنها بنت نكتة، وما إن يطلق زوجها قفشة من قفشاته خفيفة الظل حتي تنفجر ضاحكة. وخلاص. فيحدث زوجها نفسه: والله طيبة وبنت حلال.. كفاية مربية العيال.

إيه بقي؟ ها؟ إيه؟ ماذا حدث؟ كيف بدأت الأسرة المصرية في حرق كل مراحل التفاهم، والشجار، والفراق، حتي وصلت إلي القتل؟ هي دي معدلات النمو التي وعدنا بها الحزب الوطني في برنامجه؟ أنا ما أخدتش بالي أنهم كانوا يقصدون نمو الجنان

- الدستور

No comments: