لماذا لا يبدو احد في السلطة سعيدا؟
فهمنا او نحاول ان نفهم لماذا يكتئب ربع المصرين او يتعود القادرين منهم علي زيارة عيادات الطب النفسي.
فهمنا او نحاول ان نفهم لماذا يسيطر العبوس والحزن وفقدان الهمة علي اغلب قطاعات المجتمع
رغم ان الظروف من المفروض انها افضل من ايام الحروب مع اسرائيل او مع الارهاب.
انه النظام..الذي امتص الطاقات الحيوية للمصريين، وفمهم في مفارم ذكية، صنعت منهم طبقا صعب الهضم لكنه بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
لكن لماذا يكتئب النظام؟
لماذا لا يبدو ان احدا سعيدا في اصحاب اليد العليا ولا من يقبلونها من صحفيين ولا من يتابعون اشاراتها…؟
لماذا لايبدو الصحفي المتصدر كتائب حراسة النظام، وانتقل مع رتبته في الجيش الصحفي، قفزات في سلم الثروة، لماذا لم يبدو سعدا وهو يتحدث عن انتصاراته في المؤسسة الصحفية التي انتفخ فيها..؟
ولماذا لا تظهر سعادة ما، حتي سعادة خدمة المجتمع، او السعادة بالمنصب علي الوزراء او القيادات التي تقود البلد؟
انه اكتئاب عمومي…علي مايبدو.
حتي الصور الاخيرة للرئيس مبارك، تكشف عن مشاعر جديدة عليه الي حد كبير. هو من نوع لا تظهر مشاعره، ولا انفعالاته امام الكاميرا، يبدو في اغلب الصور لا مباليا، ملامحه راضية، مستقرة، مكتفية.
مبارك في الصور الاخيرة مرهق.وحارسه ايضا في احدي هذه الصور …يظهر كمرآة لمشاعر رئيسه المفتقد للسعادة …بدا عليهما معا ارهاق المفارق لسلطته. تعاسة من نوع خاص، ترهل جلد الوجه، وانفصاه عن لمعان اللون الاسود للشعر، منطقتين زمنيتين في وجه واحد يشعر بالفقد الكبير للقوة.
مشاعر قد تكون عابرة علي وجه الرئيس، لكنها كاشفة عن شعور بغياب السعادة.
لماذا ؟
هل لانه سيفارق المقعد الذي جلس عليه 30 سنة؟..هل توحد معه الي هذه الدرجة؟ هل طريقة الفراق مهمة ؟
السلطة تنتصر علي الشيخوخة.تضخ حياة جديدة وقوة خارج الزمن، كما حدث مع ريجان، الذي بدأ حياته بعد السبعين حين حكم امريكا وغير العالم بافكار وسياسات …وانتهي تقريبا عندما غادر السلطة واصيب بمرض الزهايمر وكان يختبيء في الدولاب بالساعات وعندما يخرجونه يظل يبكي.
في مصر هذه الحالة موجودة بقوة..وتقريبا كل الجالسين علي السلطة بدأوا حياتهم في سن الشيخوخة…كلهم بمن فيهم الرئيس مبارك عرفوا متع الحياة قبل السن التي يعتقد فيها الناس انه عليهم الاستعداد للوداع.
هل يمكن ان يكون الرحيل عن السلطة هو انسحاب للحياة كلها ولهذا يدافع مبارك ورجاله الكبار عن الخلود لان السلطة تعني بالنسبة لهم حياة؟
التوحد مع المقعد الكبير سر تعاسة، وقلق، لكنهما مع مبارك اعراض حديثة، ترتبط بالسن وتجاوز المدة للمتعارف عليه بين حكام ما بعد يوليو 1952.
هكذا فان حالة مبارك وقدرته علي الحكم لا تتاثر بالامراض، ولكن بالقدرات الحيوية للجسد، والعقل، وهذه قدرات يمكنها ان تخذل صاحبها، وتجعله يري في حياته صراع الخلافة، او ربما يلمس خطوة من الاقرب للمقعد، باتجاه ان يحجز مكانه قبل اخرين، او يثبت موقعه قبل ان يختفي اصحاب السلطة، والمتوحد معها وجوديا وبيولوجيا
فهمنا او نحاول ان نفهم لماذا يكتئب ربع المصرين او يتعود القادرين منهم علي زيارة عيادات الطب النفسي.
فهمنا او نحاول ان نفهم لماذا يسيطر العبوس والحزن وفقدان الهمة علي اغلب قطاعات المجتمع
رغم ان الظروف من المفروض انها افضل من ايام الحروب مع اسرائيل او مع الارهاب.
انه النظام..الذي امتص الطاقات الحيوية للمصريين، وفمهم في مفارم ذكية، صنعت منهم طبقا صعب الهضم لكنه بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
لكن لماذا يكتئب النظام؟
لماذا لا يبدو ان احدا سعيدا في اصحاب اليد العليا ولا من يقبلونها من صحفيين ولا من يتابعون اشاراتها…؟
لماذا لايبدو الصحفي المتصدر كتائب حراسة النظام، وانتقل مع رتبته في الجيش الصحفي، قفزات في سلم الثروة، لماذا لم يبدو سعدا وهو يتحدث عن انتصاراته في المؤسسة الصحفية التي انتفخ فيها..؟
ولماذا لا تظهر سعادة ما، حتي سعادة خدمة المجتمع، او السعادة بالمنصب علي الوزراء او القيادات التي تقود البلد؟
انه اكتئاب عمومي…علي مايبدو.
حتي الصور الاخيرة للرئيس مبارك، تكشف عن مشاعر جديدة عليه الي حد كبير. هو من نوع لا تظهر مشاعره، ولا انفعالاته امام الكاميرا، يبدو في اغلب الصور لا مباليا، ملامحه راضية، مستقرة، مكتفية.
مبارك في الصور الاخيرة مرهق.وحارسه ايضا في احدي هذه الصور …يظهر كمرآة لمشاعر رئيسه المفتقد للسعادة …بدا عليهما معا ارهاق المفارق لسلطته. تعاسة من نوع خاص، ترهل جلد الوجه، وانفصاه عن لمعان اللون الاسود للشعر، منطقتين زمنيتين في وجه واحد يشعر بالفقد الكبير للقوة.
مشاعر قد تكون عابرة علي وجه الرئيس، لكنها كاشفة عن شعور بغياب السعادة.
لماذا ؟
هل لانه سيفارق المقعد الذي جلس عليه 30 سنة؟..هل توحد معه الي هذه الدرجة؟ هل طريقة الفراق مهمة ؟
السلطة تنتصر علي الشيخوخة.تضخ حياة جديدة وقوة خارج الزمن، كما حدث مع ريجان، الذي بدأ حياته بعد السبعين حين حكم امريكا وغير العالم بافكار وسياسات …وانتهي تقريبا عندما غادر السلطة واصيب بمرض الزهايمر وكان يختبيء في الدولاب بالساعات وعندما يخرجونه يظل يبكي.
في مصر هذه الحالة موجودة بقوة..وتقريبا كل الجالسين علي السلطة بدأوا حياتهم في سن الشيخوخة…كلهم بمن فيهم الرئيس مبارك عرفوا متع الحياة قبل السن التي يعتقد فيها الناس انه عليهم الاستعداد للوداع.
هل يمكن ان يكون الرحيل عن السلطة هو انسحاب للحياة كلها ولهذا يدافع مبارك ورجاله الكبار عن الخلود لان السلطة تعني بالنسبة لهم حياة؟
التوحد مع المقعد الكبير سر تعاسة، وقلق، لكنهما مع مبارك اعراض حديثة، ترتبط بالسن وتجاوز المدة للمتعارف عليه بين حكام ما بعد يوليو 1952.
هكذا فان حالة مبارك وقدرته علي الحكم لا تتاثر بالامراض، ولكن بالقدرات الحيوية للجسد، والعقل، وهذه قدرات يمكنها ان تخذل صاحبها، وتجعله يري في حياته صراع الخلافة، او ربما يلمس خطوة من الاقرب للمقعد، باتجاه ان يحجز مكانه قبل اخرين، او يثبت موقعه قبل ان يختفي اصحاب السلطة، والمتوحد معها وجوديا وبيولوجيا
وائل عبد الفتاح- الدستور
No comments:
Post a Comment