أصر علي أننا أمام مؤامرة حكومية تستهدف ليس فقط النيل من بشائر وحدة صف المعارضة المصرية، بل النيل قبل ذلك من صورتها الذهنية في عقول ونفوس وطموح الناس في مصر!!
.. صحيح أن صورة المعارضة لم تكن في أي وقت أفضل حالاً مما هي عليه الآن إلا أن الآمال والطموحات المشروعة التي تولدت لدي الناس بفعل مخاض تحالف قوي مختلفة تحت لافتة التغيير ولد رغبة محمومة لدي النظام في أن ينال ويغتال هذا الأمل، ويعيد الطموحات حوله إلي المربع صفر!!
.. الأنظمة الاستبدادية العتيقة في الفساد والاستبداد مثل نظام مبارك البوليسي القبيح لم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه أو تجريه من عمليات تجميل لوجهها وهي تتقدم مجدداً لانتخابات برلمانية ورئاسية غير الادعاء أنها لو كانت سيئة الصورة والسمعة والسلوك فالأسوأ هو البديل غير المؤهل لتحمل المسئولية وغير القادر علي توحيد صفه أو إطفاء الحرائق المشتعلة في بيته!!
.. ما حدث منذ ساعات أو أيام بين حزبي «الوفد» و«الجبهة» انتهي بانسحاب «الوفد» انفعالياً من ائتلاف الأحزاب الأربعة، ما كان ينبغي أبداً أن يتحول من حوار حول الانتخابات إلي شجار وتراشق بالتصريحات والاتهامات!!
.. وما حدث من خلاف تنظيمي في إحدي فعاليات الجمعية الوطنية للتغيير ـ منذ ساعات ـ بين قيادة إخوانية عاقلة وقيادة من حزب «الوسط» ـ شديدة الأدب والدماثة ـ ما كان ينبغي أن يذكر أصلاً كي ينفخ الإعلام في نيرانه ويصوره علي هيئة صراع لم نر له ظلاً أو أثراً منذ أن تأسست الحملة المصرية ضد التوريث ومن رحمها الجمعية الوطنية للتغيير. ..أذكر أنني عندما بادرت بدعوة الإخوان والوسط للاجتماع التأسيسي للحملة المصرية ضد التوريث في 14 أكتوبر 2009 استطلعت موقف الإخوان من مشاركة «الوسط» فوجدت ترحاباً وتقديراً من كل طرف لمشاركة الآخر بالشكل الذي يحملني لمزيد من الدهشة من هذا التوتر العارض والمفتعل إعلامياً. .. إن ركام الكتابات والأقوال والتصريحات الطائشة ـ خلال الساعات الأخيرة ـ يزيد الالتباس عند الناس حول مستقبل وحدة صف المعارضة في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، لكنه لا ينفي ولا يخفي أصواتاً عاقلة وتصريحات رصينة جاءت بين سطور أخبار تبشر بانهيار تحالفات المعارضة ومن أبرز تلك التصريحات إشارة «فؤاد بدراوي» ـ نائب رئيس حزب «الوفد» ـ إلي أن قرار الوفد لم يتخذ بعد بشأن الانسحاب من الائتلاف أو أنه قرار قابل للمراجعة، وكذلك تصريحات بعض قيادات الإخوان والوسط التي ترد الأمر لحجمه كخلاف تنظيمي فقط.. علي الجانب الآخر بدأت أصوات عاقلة لشخصيات وطنية مستقلة لديها مسافات متساوية مع الجميع أمثال الدكتور سمير عليش والسفير إبراهيم يسري وجورج إسحاق، والدكتور عبدالجليل مصطفي والدكتور حسن نافعة وآخرين تبذل جهوداً حقيقية في رأب الصدع في جدران المعارضة المصرية وجسور تواصلها!! .. لابد أن نصم الآذان عن ذلك الصياح الحاصل بفعل هذا الانفعال ـ صادقاً أومزيفاً ـ وندرك أن هذه الحرائق بفعل فاعل معروف ومحدد سلفاً، وعلينا أن نبحث عن المستفيد والرابح الوحيد من إشعال هذه النيران في هذه اللحظات الحرجة. .. ليس بعيداً عن ذلك ما جري ويجري من جهود ـ من نفس الفاعل ـ داخل الأحزاب والحركات والتيارات السياسية المصرية، حيث تخصصت أجهزة أمنية بعينها في زرع بذور الفرقة والشقاق وإدارة معارك الانشقاقات بالصورة التي تكفل للنظام أن يدافع عن وجوده بدعوي وحيدة هي فرقة وشتات البدائل وصراعاتها الداخلية المصنوعة!! .. روي لي قيادي بحزب الأحرار أنه لبي دعوة من أحد قيادات جهاز أمن الدولة بالقاهرة ـ وحدة التنظيمات المحلية ـ وأثناء جلوسه بمكتب الضابط الذي كان يحرضه علي الاستمرار في الصراع علي الحزب المتنازع عليه ومساندة الدولة له في هذا الصراع اكتشف بالصدفة أن منافسه في هذا الصراع يجلس في الغرفة المجاورة في ذات الطابق الثاني بمبني لاظوغلي!! وعرف لاحقاً أنه كان يتلقي جرعة مشابهة من التحريض من ضابط آخر!! وهذه الرواية التي أصدقها أعرف أن ذات الصدفة لو توفرت لسمعنا عشرات مثلها في أحزاب مختلفة.
.. علينا أن ندرك أننا لسنا بحاجة الآن لتراشق بالتهم والادعاءات، بل في حاجة لمصارحة ومكاشفة ولجهود عقلاء هذه الأمة لتوحيد الصفوف في مواجهة عدونا الواحد الجاثم فوق صدر هذا الوطن!! .. لابد من التدبر والمراجعة ونستخلص المشترك ونهتبل الفرصة لأن فرقتنا لا تعطل المسيرة فقط، لكنها تجهض حلماً لا نملكه، حلماً بالخلاص ولدته عيون وقلوب أجيال قادمة لا أمل لها إلا في تغيير هذه الأوضاع البائسة وهذا النظام البائد... أجدد وأكرر الدعوة للدكتور محمد البرادعي للعودة للجمعية الوطنية للتغيير وللصديق الدكتور سيد البدوي للعودة لائتلاف الأحزاب الأربعة والتفكير جدياً للمشاركة في الجمعية الوطنية كإطار جبهوي يضم جميع أطياف المعارضة المصرية، كما أؤكد ثقتي في حسن نية الدكتور أسامة الغزالي حرب وهو ما يستوجب بيانه رسمياً من حزب الجبهة الشقيق.
.. أما الرفاق في جماعة الإخوان وحزب الوسط فأنا علي يقين من قدرتهم علي تجاوز سحابة الصيف العابرة التي صنع منها الإعلام زوبعة!!
.. يا رفاق الدرب إن لم يكن ممكناً التقدم للأمام فلنحافظ علي مواضع أقدامنا ولا نحبط الناس فينا بالتقهقر للخلف!!
وللحديث بقية.
.. صحيح أن صورة المعارضة لم تكن في أي وقت أفضل حالاً مما هي عليه الآن إلا أن الآمال والطموحات المشروعة التي تولدت لدي الناس بفعل مخاض تحالف قوي مختلفة تحت لافتة التغيير ولد رغبة محمومة لدي النظام في أن ينال ويغتال هذا الأمل، ويعيد الطموحات حوله إلي المربع صفر!!
.. الأنظمة الاستبدادية العتيقة في الفساد والاستبداد مثل نظام مبارك البوليسي القبيح لم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه أو تجريه من عمليات تجميل لوجهها وهي تتقدم مجدداً لانتخابات برلمانية ورئاسية غير الادعاء أنها لو كانت سيئة الصورة والسمعة والسلوك فالأسوأ هو البديل غير المؤهل لتحمل المسئولية وغير القادر علي توحيد صفه أو إطفاء الحرائق المشتعلة في بيته!!
.. ما حدث منذ ساعات أو أيام بين حزبي «الوفد» و«الجبهة» انتهي بانسحاب «الوفد» انفعالياً من ائتلاف الأحزاب الأربعة، ما كان ينبغي أبداً أن يتحول من حوار حول الانتخابات إلي شجار وتراشق بالتصريحات والاتهامات!!
.. وما حدث من خلاف تنظيمي في إحدي فعاليات الجمعية الوطنية للتغيير ـ منذ ساعات ـ بين قيادة إخوانية عاقلة وقيادة من حزب «الوسط» ـ شديدة الأدب والدماثة ـ ما كان ينبغي أن يذكر أصلاً كي ينفخ الإعلام في نيرانه ويصوره علي هيئة صراع لم نر له ظلاً أو أثراً منذ أن تأسست الحملة المصرية ضد التوريث ومن رحمها الجمعية الوطنية للتغيير. ..أذكر أنني عندما بادرت بدعوة الإخوان والوسط للاجتماع التأسيسي للحملة المصرية ضد التوريث في 14 أكتوبر 2009 استطلعت موقف الإخوان من مشاركة «الوسط» فوجدت ترحاباً وتقديراً من كل طرف لمشاركة الآخر بالشكل الذي يحملني لمزيد من الدهشة من هذا التوتر العارض والمفتعل إعلامياً. .. إن ركام الكتابات والأقوال والتصريحات الطائشة ـ خلال الساعات الأخيرة ـ يزيد الالتباس عند الناس حول مستقبل وحدة صف المعارضة في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، لكنه لا ينفي ولا يخفي أصواتاً عاقلة وتصريحات رصينة جاءت بين سطور أخبار تبشر بانهيار تحالفات المعارضة ومن أبرز تلك التصريحات إشارة «فؤاد بدراوي» ـ نائب رئيس حزب «الوفد» ـ إلي أن قرار الوفد لم يتخذ بعد بشأن الانسحاب من الائتلاف أو أنه قرار قابل للمراجعة، وكذلك تصريحات بعض قيادات الإخوان والوسط التي ترد الأمر لحجمه كخلاف تنظيمي فقط.. علي الجانب الآخر بدأت أصوات عاقلة لشخصيات وطنية مستقلة لديها مسافات متساوية مع الجميع أمثال الدكتور سمير عليش والسفير إبراهيم يسري وجورج إسحاق، والدكتور عبدالجليل مصطفي والدكتور حسن نافعة وآخرين تبذل جهوداً حقيقية في رأب الصدع في جدران المعارضة المصرية وجسور تواصلها!! .. لابد أن نصم الآذان عن ذلك الصياح الحاصل بفعل هذا الانفعال ـ صادقاً أومزيفاً ـ وندرك أن هذه الحرائق بفعل فاعل معروف ومحدد سلفاً، وعلينا أن نبحث عن المستفيد والرابح الوحيد من إشعال هذه النيران في هذه اللحظات الحرجة. .. ليس بعيداً عن ذلك ما جري ويجري من جهود ـ من نفس الفاعل ـ داخل الأحزاب والحركات والتيارات السياسية المصرية، حيث تخصصت أجهزة أمنية بعينها في زرع بذور الفرقة والشقاق وإدارة معارك الانشقاقات بالصورة التي تكفل للنظام أن يدافع عن وجوده بدعوي وحيدة هي فرقة وشتات البدائل وصراعاتها الداخلية المصنوعة!! .. روي لي قيادي بحزب الأحرار أنه لبي دعوة من أحد قيادات جهاز أمن الدولة بالقاهرة ـ وحدة التنظيمات المحلية ـ وأثناء جلوسه بمكتب الضابط الذي كان يحرضه علي الاستمرار في الصراع علي الحزب المتنازع عليه ومساندة الدولة له في هذا الصراع اكتشف بالصدفة أن منافسه في هذا الصراع يجلس في الغرفة المجاورة في ذات الطابق الثاني بمبني لاظوغلي!! وعرف لاحقاً أنه كان يتلقي جرعة مشابهة من التحريض من ضابط آخر!! وهذه الرواية التي أصدقها أعرف أن ذات الصدفة لو توفرت لسمعنا عشرات مثلها في أحزاب مختلفة.
.. علينا أن ندرك أننا لسنا بحاجة الآن لتراشق بالتهم والادعاءات، بل في حاجة لمصارحة ومكاشفة ولجهود عقلاء هذه الأمة لتوحيد الصفوف في مواجهة عدونا الواحد الجاثم فوق صدر هذا الوطن!! .. لابد من التدبر والمراجعة ونستخلص المشترك ونهتبل الفرصة لأن فرقتنا لا تعطل المسيرة فقط، لكنها تجهض حلماً لا نملكه، حلماً بالخلاص ولدته عيون وقلوب أجيال قادمة لا أمل لها إلا في تغيير هذه الأوضاع البائسة وهذا النظام البائد... أجدد وأكرر الدعوة للدكتور محمد البرادعي للعودة للجمعية الوطنية للتغيير وللصديق الدكتور سيد البدوي للعودة لائتلاف الأحزاب الأربعة والتفكير جدياً للمشاركة في الجمعية الوطنية كإطار جبهوي يضم جميع أطياف المعارضة المصرية، كما أؤكد ثقتي في حسن نية الدكتور أسامة الغزالي حرب وهو ما يستوجب بيانه رسمياً من حزب الجبهة الشقيق.
.. أما الرفاق في جماعة الإخوان وحزب الوسط فأنا علي يقين من قدرتهم علي تجاوز سحابة الصيف العابرة التي صنع منها الإعلام زوبعة!!
.. يا رفاق الدرب إن لم يكن ممكناً التقدم للأمام فلنحافظ علي مواضع أقدامنا ولا نحبط الناس فينا بالتقهقر للخلف!!
وللحديث بقية.
د. أيمن نور- الدستور
No comments:
Post a Comment