القاهرة، مصر (CNN)-- أكد رئيس ناديي وادي دجلة المصري وليرس البلجيكي ماجد سامي أن الهدف من امتلاك ناد أوروبي مختلف عن امتلاك ناد في مصر، وأن شرائه لنادي ليرس كان من أجل عملية تسويق اللاعبين الناشئين في الأكاديميات التي تمتلكها الشركة في أربعة دول مختلفة.
وقال ماجد سامي في مقابلة مع CNN بالعربية أنه لم يتوقع صعود ناديي ليرس ووادي دجلة لدوري الدرجة الأولى في بلجيكا ومصر في موسم واحد، وأنه كان يركز على صعود ليرس للبدء في تحقيق أهدافه من وراء شراء النادي البلجيكي، وأن نادي وادي دجلة لن يكون "كمالة عدد" في الدوري المصري.
وأكد سامي أن اختفاء الرعاة كان السبب وراء الأزمة المالية التي تعانيها الأندية الشعبية في مصر، وأن أندية الشركات والهيئات ألحقت أضرارا كبيرة بالكرة المصرية، ولابد وأن نعيد النظر في أمر هذه الأندية من جديد.
وتاليا نص المقابلة:
لماذا فكرت في امتلاك ناد أوربي؟
بداية يجب أن أوضح أني لست مالكا لنادي ليرس البلجيكي، ولكني رئيس مجلس إدارة شركة "وادي دجلة " المالكة لنادي ليرس ببلجيكا ونادي وادي دجلة بمصر، وقد فكرنا في امتلاك نادي ليرس ضمن مشروع رياضي كبير في المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
تمتلك شركة وادي دجلة عدة أكاديميات لكرة القدم حول العالم، سواء في أفريقيا "مصر - غانا" أو في أوروبا "بلجيكا" أو في أسيا "تايلاند" وتضم كل أكاديمية من 10 - 15 ناشئا على أعلى مستوى فني في كرة القدم تتراوح أعمارهم ما بين 12 - 15 عاما، وقررنا شراء نادي ليرس ليكون "فاترينة" عرض لهؤلاء اللاعبين في أوروبا لتسهيل تسويقهم في الأندية الأوربية، وهو السبب الحقيقي لتفكيرنا في امتلاك ناد في أوروبا.
لماذا كنت مصمما على صعود ليرس للدرجة الأولى؟
وجود ليرس في الدرجة الأولى يسهل بدرجة كبيرة مهمة تسويق اللاعبين الناشئين لأن اللعب في الدرجة الأولى يجعل الأضواء مسلطة بدرجة أكبر، لذا فقد خططنا أن نصعد بـ"ليرس" في أقرب وقت لأن ذلك سيجعل فرص التسويق أفضل وأسهل.
هل كنت تتوقع صعود ليرس ووادي دجلة للدرجة الأولى في موسم واحد؟
لم أكن أتوقع صعود الفريقين للدرجة الأولى في موسم واحد، ولكن تركيزنا هذا الموسم كان على فريق ليرس، ووضعنا كل إمكانياتنا لصالح الفريق، ولكن فوجئت في النصف الثاني من الموسم المحلى المصري بوجود فريق وادي دجلة ضمن الفرق المرشحة لدوري الممتاز المصري، ولم يكن في مخيلتنا أن يصعد هذا الموسم خاصة وأنه الموسم الأول له في الدوري الممتاز "ب".
ما هي خططك لوادي دجلة وليرس؟
بالنسبة لـ "ليرس" فإننا نهدف إلى وضعه في مكان لائق في الدوري البلجيكي وصناعة سمعة طيبة له لأن ذلك سيساهم في تحقيق الهدف المرجو منه، أما بالنسبة لوادي دجلة فأننا سنسعى لتثبيت أوضاعه في الدوري الممتاز المصري في الموسم الأول ثم التخطيط لما هو أبعد في المواسم المقبلة بالمنافسة على أحد المراكز الأولى، لأني أرفض نغمة التمثيل المشرف التي ترضى البعض بعد صعودهم للدوري الممتاز.
ألا ترى أن المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري المصري صعب؟
الأمر ليس صعبا كما قد يتصور البعض، وعندما نحقق الجماهيرية المناسبة سيكون من السهل المنافسة على بطولة.
كيف تفكر في تحقيق جماهيرية وهو أمر صعب في الكرة المصرية؟
فريق وادي دجلة كان يحضر له في الدوري الممتاز "ب" ما يقرب من 3000 متفرج وهو رقم كبير في هذا المستوى، وأتصور أنه سيتضاعف في الموسم المقبل بما يقترب من الحضور الجماهيري لفريق كبير وعريق مثل الأهلي الذي لا يحضر له في الملاعب أكثر من 10 ألاف متفرج على أقصى تقدير باستثناء مبارياته أمام الفرق الكبيرة مثل الزمالك والإسماعيلي، ومن هنا فإن من حقي بأن أحلم بتحقيق جماهيرية لفريق وادي دجلة وهو أمر غير مستحيل.
ألا تخشي من الخسائر المادية التي تعانيها الأندية الجماهيرية في مصر؟
هذا الأمر تعاني منه كل الأندية الجماهيرية بما فيها الأهلي والزمالك، بل أن الناديين هما الأكثر شعورا بالأزمة لأن مصروفاتهما أكبر من بقية الأندية، إلا أننا في وادي دجلة فلن نعاني من هذه الأزمة مثلما تعاني منها بقية الأندية لأن لدينا الخطط التسويقية التي تحمينا.
ما أسباب الأزمة المالية التي تعانيها الأندية الشعبية؟
السبب الرئيسي وراء الأزمة المالية للأندية الشعبية يعود إلى عدم وجود رعاة لكرة القدم في تلك الأندية، خاصة مع ظهور فرق الشركات والمؤسسات التي أضرت بصناعة كرة القدم أكثر مما أفادتها، فالأندية الشعبية في كل بلاد العالم تعتمد على شعبيتها في تسويق فرقها من خلال الرعاة الذين يهتمون بتلك الأندية للاستفادة من جماهيريتها، ولكن في مصر الأمر مختلف فقد تحول الرعاة عن مهمتهم الأساسية واهتموا بتكوين فرق لكرة القدم وهو ما أثر على دخول الأندية الشعبية.
هل هذا هو السبب الوحيد وراء الأزمة المالية؟
غياب الرعاة في كرة القدم هو أساس كل المشاكل لأن كرة القدم الجديدة تعتمد بالدرجة الأولى على "الفلوس"، ومع اهتمام الرعاة بالعمل في حقل كرة القدم وتكوين فرق لكرة القدم تراجعت عائدات الأندية الشعبية، بل زاد عليها أن أندية الشركات رفعت أسعار اللاعبين في السوق المحلي لدرجة لا تحتملها خزائن الأندية الشعبية مما زاد من مصروفات تلك الأندية.
ما هو حل تلك الأزمة؟
الحل الوحيد هو أن "كل واحد يشوف شغله" بمعنى أنه من غير المقبول أن تهتم وزارة البترول بكرة القدم مثلما يحدث أيضا في وزارتي الداخلية والقوات المسلحة، فعلى وزارة الداخلية أن تهتم بحفظ النظام في الشارع وترك كرة القدم للأندية الشعبية، خاصة وأنه لا طائل من وراء فرق الشركات والهيئات لأنها لن تصنع شعبية في يوم ما، بدليل أنه على الرغم من نجاح فريق مثل إنبي على مدار ما قرب من خمسة سنوات في الدوري المصري إلا أننا لم نسمع عن مشجع "إنباوي" مما يؤكد أن أندية الشركات لن تحقق ما تحققه الأندية الشعبية، ولابد من إعادة النظر مرة أخرى في "حكاية" أندية الشركات والهيئات وترك كرة القدم لأصحابها وأن تبيع منشأتها للأندية الشعبية.
هل ترى أن هذا الكلام قابل للتحقق؟
أعترف بأن الأمر من الصعب تحقيقه، بل من المستحيل لأنه لا يوجد من هو قادر على مواجهة مسؤولي أندية الشركات والهيئات بهذا الكلام خاصة وأن هؤلاء المسؤولين من الوزراء المهمين.
هل توافق على دوري المحترفين؟
إذا كان الإتحاد الدولي لكرة القدم قد أجبر الدول على ضرورة تطبيق دوري المحترفين، فإنه خدم الكرة المصرية خدمة جليلة وأجبرها على دوري المحترفين وهو ما سينهى أغلب الأزمات التي تعانيها الأندية، فدوري المحترفين سيحول الأندية إلى شركات مساهمة مثل نادي وادي دجلة، وهذا التحول سيقلل من مشاكل الأندية الشعبية.
خاص بموقع CNN بالعربية
No comments:
Post a Comment