Wednesday, June 23, 2010

سورية الأسد منذرية....أم غسانية؟

في تراثنا “الحوراني” هناك قصة مضحكة-محزنة في نفس الوقت عن رجل”دخيل” أي هارب من أهله لسبب ما دخل عند زعيم عشيرة حورانية عريقة (طلب الحماية)
أعطاه هذا الزعيم الأمان ولما تبين أن قصة هذا “الدخيل” مشربكة” ولن تحل أعطاه هذا الزعيم قطعة أرض صغيرة وأعطاع عملاّ “كمرابع” أي “شغيل” في الأرض وفي المضافة(بيت الضيوف) ومن ثم زوجه من بنت أخ له معاقة عقليا .اعتبر نفسه هذا من أهل البيت .
وأصبح في جلساته الخاصة يتحدث وكأنه هو الزعيم ويتكلم بلغة “النحن”
أعتبر الزعيم الحوراني كل هذا كنكتة وأصبح هذا الدخيل نكتة الموسم لكبار رجال العشيرة و لا وبل أصبحوا يرسلون الناس ليسألوا هذا الدخيل عن حاجاتهم .
حتى حدث خلاف بين هذا “الدخيل” وشخص من العشيرة فقام هذا الشخص بضرب هذا “الدخيل” علقة ساخنة .
فعندما طالب هذا الدخيل بالقصاص فعبر زعيم العشيرة عن أسفه لما حل به لكنه ذكره
أنه “دخيل” فقط وليس ابن العشيرة ولا قصاص له من ابن العشيرة الأصلي
فحمل هذا الشخص أغراضه ورجع إلى مضاربه بعد عشرين عاما من “صب القهوة” في مضافة الزعيم .
مقصد هذه القصة أنه لا يصح إلا الصحيح ….ولا تستطيع أن تملك مالا تملكه وإن أردت وفاقد الشيء لا يعطيه.
فبشار اليوم يتحدث بلغة “النحن” عن “إنجاز” سفن حرية غزة !!!! وما كان له سفينة أو قارب أو “شختورة” بها.
لا وبل طرطيرة أو سوزوكي لكن يتصنبع(يجلس) “بالنص” ويتحدث وكأن الأسطول كان سوريا وخرج من اللاذقية وعلى متنه هو شخصيا وبمساعدات دفع ثمنها “مخلوف” نفسه ومن حساب “سريا تل”
ويبلغ التذاكي به أن يستقبل السوريين الاربعة (فقط والحمد لله) وكأنه هو الذي اشترى لهم بطاقات السفر الى قبرص شخصيا وبفلوس من “حصالة” حافظ ابنه “المحفوظ”
طبعا السوريين الأربعة سافروا على حسابهم الخاص وبتكتم كي لا تعرف المخابرات السورية وتمنعهم من السفر إسوة بعشرات الآلاف السوريين الناشطين في أي قضية كانت!!!!!
ولا أستبعد اليوم بحصول هذا لهؤلاء وحتى بعد هذا الإستقبال المشين و”المصلحجي”
أريد أن أسأل النظام اليوم
لما لم يكن واحد فقط من مجلس الشعب السوري على متن هذه السفن؟؟؟؟ إسوة بأعضاء المجالس الأوروبية والخليجية وحتى الإسرائيلية؟؟؟؟؟؟
لما لم يكن واحد فقط من المسؤولين الأشاوس على متن هذه السفن؟؟؟؟؟؟
لما لم يكن هناك حملة سورية للإنضمام لهذا الأسطول؟؟؟؟؟؟
الحقيقة التي لا تستطيع بثينة شعبان ولا كل وسائل الإعلام السورية الغبية تغطيتها
أن بشار “دخيل ومتتطفل” على الأحداث في الشرق الأوسط.......
ما يحدث هذه الأيام هو بجهود فعلية من قوى ليست سورية أو حتى عربية.
وتخدم على المدى البعيد مصالح هذه القوات ومصالحها فقط
ويشار يركب على ظهر الأوتوبيس حيث لا مكان له مع المسافرين الرسميين , ويلوح بأعلام الإنتصار عندما ليس هو السائق أو “المعاون” أو حتى دافع لهذه الرحلة
أو حتى يعرف إلى أين يأخذه هذا الاتوبيس.
فحماس وحزب الله هم أدوات أيرانية فعلا …..وأخيرا حتى قولا......وبشار يتتطفل على هذا ليحصل على بعض المكاسب في لبنان و هذه المكاسب هي بيد إيران فهي تعطي وتمنع .
فالذي يدفع الفواتيرهو يتحكم بالقوة العاملة.
وكذا تركيا......تركيا التي بدأت تغير اتجاهها مرغمة لا بطل بعد رفض أوروبا المستديم والعنصري لقبولها “كفرد من العائلة” بدأت تبحث عن عائلة وعن عشيرة …...ولكن لتقود …..وليس لتقاد …..فتركيا وبحسب مقاييس الشرق الأوسط هي قوة عظمى سكانيا وإقتصاديا وحتى عسكريا......وبتشجيع باطني أمريكي ستتموضع تركيا في مركز الأحداث وبشكل متزايد
وستكون تركيا وبشكل متزايد كفة في موازاة إيران فالتعامل مع تركيا مضمون و”أرتب” من التعامل مع العرب وإيران سوية.......تركيا اليوم تتمتع بدعم دولي لتهدىء الوضع في الشرق الأوسط ومن ثم تدريجيا أن تسيطر عليه
فما بين هذين العملاقين المحليين إيران وتركيا سورية …...”رايحة بين الرجلين”
لا وبل أداة لهما في تحطيم آخر نفوذ عربي في الأحداث المتغيرة في الشرق الأوسط
تجطيم آخر رمق من “التضامن” العربي أو القوة العربية هي مهمة بشار
وهو يستجيب في سبيل هذا الكرسي اللعين.....
فما يبقيه عليه هو المقدس وإن أصبحنا من خلاله توابع محليين لهذه القوى العملاقة محليا.....
ويعود “المماليك” لحكم الخلافة ويهلل الخليفة بحكمة وجبروت السلطان مرة ثانية
ويفقد العرب القليل من الحكم الذاتي الذي” تمتعوا” به في المئة السنة الماضية ونعود والعود أحمد إلى الأصل لنكون غساسنة ومناذرة العصر الحديث بيد الفرس والبيزنطيين الجدد القدم!!!!!!!
التاريخ لن يرحم أذناب هذتين القوتين كما لم يرحمهم من قبل......
وبشار الذي يقودنا من أنوفنا لندور حولهما حفاظا على كرسيه ما هو بجديد ولا بمخترع أو عبقري......هذا حدث من قبل......والله العالم اذا ستأخذنا ألف سنة أخرى لتكون لنا “ذي قار” جديدة …...نحن نعرف من قاد ذي قار لكن هل نتذكر من كان تابعا خائنا؟؟؟؟

التاريخ لن يرحم بشار الأسد


أشرف المقداد

tony.1965@hotmail.com
الحوار المتمدن

No comments: