Friday, June 18, 2010

الأبنودى يهدى قصيدة "المتهم" لخالد سعيد

أهدى الشاعر عبد الرحمن الأبنودى قصيدته الرائعة "المتهم" للشاب خالد سعيد شهيد التعذيب بالإسكندرية، وقال الأبنودى لليوم السابع أهدى هذه القصيدة للشاب خالد سعيد الذى كان يمتلئ بالحياة والنضارة، وقد أهديتها فيما سبق إلى كل شهداء العالم العربى فى السابق والحالى، وبالتالى أرى أن هذا الشاب الشهيد هو واحد من هؤلاء المغدورين، وأضاف الأبنودى: أعتقد أن هذه الحادثة كثيراً ما تتكرر فى الأقسام، ولولا أنها اكتشفت، وتم تصوير الضحية لكانت اختفت وتم التعتيم عليها مثلها مثل غيرها لكن تصويرها ونشرها على الإنترنت فضح الجناة، وأرى أنه لابد أن يحاكم هؤلاء المجرمون على جريمتهم البشعة، وأن تأخذ العدالة مجراها لكى يشعر الناس بالأمان فى وطنهم، وإلا يتحول وطننا إلى غابة.

وكان الأبنودى قد كتب قصيدة المتهم فى أوائل الثمانينيات، وفيها يرصد حالة متكررة من التعرض للظلم البين على أيدى السلطة، وبرغم أن بعض المهتمين بالشعر يقولون إنها تخص شخص بعينه إلا أن الأبنودى يصر على أنها مكتوبة لكل شهيد عربى ذاق التعذيب والقهر والإذلال، وكثيرا ما يؤكد أن القصيدة تأخذ أبعاداً رمزية كثيرة يصح من خلالها أن تهدى إلى كل شهيد ظلمته السلطة، ولهذا يصدر القصيدة بمقولة "هذه القصيدة لكل شهيد عربى من المحيط إلى الخليج" وفيما يلى قصيدة "المتهم":

عشب الربيع مهما اندهس بالقدم
او انتنى فى الريح
بيشب تانى لفوق
يغنى للخضره وطعم الالم
حبيبتى وإن يسألوكى
قولى مسافر بعيد
رايح يقابل العيد
على قلعة فوق الجبل
واللا فى سجن جديد
فى غرفة ضيقة فى ساحة
الإعدام
يرمى الرصاص واللا
الخلاص
فى خية المشنقة
مشوار بعيد المعنى
عالى الصوت
إذا مارحتوش أموت
وعالمى ينقفل
والشمس تسحب خيوطها وتنسحب فى خجل
وسعيد كل ما قربت المواعيد
وهل فجر جديد
سعيد بكل اللى متألمه
كل الألم فى الدنيا متعلمه
فى زماننا ده ما أخيب اللى
الحزن يفطمه
تعبت أقرا الوجوه بحثا عن
الإنسان
وتعبت أقرا اليفط بحثا عن
العنوان


كل الخرايط ما توضح تبهت
الأوطان
لكن خلاص كتبت اسمى
بومض الرصاص
وفديت عيون الوطن وفديت
عيون الناس

ويا امى إن يسألوكى لا يرتعشلك حضن
ولا تردى بحزن "وتقولى مات فى السجن"
ساعتها يبقى الحزن بلا موضوع
والسجن بلا موضوع والموت بلا أكفان
وكفايه جربنا سنين الموت بالمجان
والتافهه المتهان آهاننا بالمجموع

فى المحكمه الإيد مست القضبان
فى المحكمه الإيد حست القضبان
الزهر مد رقبته م الأسوار
وقف الحرس إنتباه لتهرب الازهار
آه يا زمان الفجر
لا السجانين مساجين ولا المسجونين سجان
يا قاضى بالله عليك انت بتخدع مين؟
ما كلنا فاهمين تحت الوشاح ددبان
تحت الوشاح مخبر جبان خسيس
يلمع صولجان الحاكم بدمعه الاوطان
على اجمل الفتيان واشجع الشجعان
تقتل خيوط الفجر بالأجر
ما أوضحك فى الضلمه وش
يا قاتل الشيطان
ما أوضحك فى الضلمه عش يا غابه القضبان

لو جرب السجان نعيم القفص
ما كان فتلك عش م القضبان
والمتهم منشور كإنه العلم وإلا ابتسامته وهيه بترفرف
وتهمته واضحه وضوح الشمس وليها نور يخطف
واقف سعيد راضى يخوف القاضى
وعينه ما هياش للأرض
يا اللى مفهمتش ابتسامه الشهيد إحنا بنفهم بعض
الشهدا احنا مهما نتباعد لا يغنى واحد فينا عن واحد

تحت الهدد فى العالم الموبوء
بيهتف الزاهد ووشه شمس الفقير
وطلعه الرغفان والفجر لما يهب م الوديان
بطل يقول ويطول اسمر
ولا يسابقه القفص فى الطول من غير سؤال بيقر
والقبضه قابضه ع الحديد لا يفر
القاضى يستغبى
والمتهم بيصر
شمس الحقيقه تحر
والمتهم صامد
كل القضاه زايلين
والمتهم .... خالد
كتبت دينا عبد العليم- اليوم السابع

No comments: