نشرت جريدة «الوفد» فى الثانى من يونيو ٢٠٠١ مقالاً يحمل عنوان «ماذا جرى فى مثل هذا اليوم منذ ٣٤ عاماً للواء أركان حرب مصطفى ماهر أمين»، وجاءت فى هذا المقال الشهادة بأن الرئيس عبدالناصر تلقى إخطاراً من الرئيس الفرنسى شارل ديجول يقول إن إسرائيل ستهجم على مصر فى الساعة التاسعة والنصف صباح الخامس من يونيو أثناء قيام الطيارين بتناول إفطارهم، ولأن اللواء أركان حرب مصطفى ماهر كان رئيسا سابقاً للجنة الفرعية العسكرية لتسجيل تاريخ ثورة يوليو فقد كان شاهد عيان على ما حدث أيضاً.
ويقول فى شهادته: أثناء عملى فى اللجنة لدراسة موضوع حرب ٦٧ بتكليف من السيد حسنى مبارك، وكان وقتها نائباً لرئيس الجمهورية، وقد وجه توصية إلى اللواء محمد حسن غنيم لإعطاء هذا الموضوع أسبقية وبعد تجميعنا كل الوثائق، ومنها تقارير المخابرات العامة والمخابرات الحربية ووزارة الخارجية..
وذهبت مع فريق من ضباط الأمانة الفنية لوزارة الخارجية قمنا بفرز جميع البرقيات والتقارير السرية الواردة من السفراء بالشفرة وتصوير جميع البرقيات منذ نهاية عام ١٩٦٦ إلى نهاية ١٩٦٧ من جميع الدول التى لنا تمثيل دبلوماسى بها ولم أجد أثراً لهذه المعلومة. كما لم يرد ذكرها فى المحاكمات التى جرت للقادة العسكريين، ولم يرد ذكرها فى المراجع والدوريات الأجنبية كما أنه يستحيل معرفة فرنسا بهذا فى حين لم تكن تعلم به أمريكا ذاتها الحليف التقليدى لإسرائيل.
أما عن اجتماع عبدالناصر بالفريق صدقى، قائد الطيران، فيقول اللواء مصطفى ماهر فى اجتماع ٢ يونيو كان محور الاجتماع بين عبدالناصر والفريق صدقى، قائد القوات الجوية، عرضاً لشهادة الفريق صدقى حول هذا الموضوع أمام لجنة التاريخ، وهى مسجلة بالصوت،
ونفس هذه الأقوال رددها الفريق أول صدقى أثناء محاكمته وهى مسجلة بالصوت وتمت يوم ١٤/١/١٩٦٧ ومسجلة على شرائط من رقم ١١٥-١٢٠ (أى ست شرائط) كل شريط مدته ساعة ونصف الساعة، وفى هذه المحاكمة سأل اللواء غنيم الفريق أول صدقى: حضرت سيادتك مؤتمر ٢ يونيو الذى حضره الرئيس عبدالناصر، فرد الفريق صدقى: أيوه يا أفندم. فسأله اللواء غنيم: هل تذكر النقط الأساسية التى نوقشت فى هذا المؤتمر فرد صدقى:
أنا أعترض على استعمال كلمة مؤتمر، لأن أنا طلبت المشير عامر وقال لى «إن كنت فاضى تعالى لنا شوية».. وذهب وكان معى من الناس الذين يعملون فى المكتب، الرائد حسين عبدالناصر، شقيق الرئيس عبدالناصر، ودخلت مكتب سيادة المشير وكما تعرف توجد قاعة للمؤتمرات والاجتماعات كبيرة، وعليها كل الخرائط وجلسنا حول مائدة صغيرة أنا وأنور القاضى، واللواء على عبدالخبير واللواء محمد صادق.
وبعد فترة حضر شمس بدران وزير الحربية، وكان الكلام عادياً وعاماً، وفوجئنا بأن الرئيس عبدالناصر فتح الباب ودخل وترك المشير مقعده له، وبدأ الرئيس يتكلم كلاماً عاماً، وبعدين قال والله أنا بشوف إن احتمال الحرب بقى كبير قوى وأنا خايف يضربوا الزيتية لحرماننا من الوقود، ولهذا عايز الخزانات فى البلد تكون مليانة بالكامل ثم فجأة قال لصدقى على فكرة يا صدقى أنا اتخذت قرار بأنك ما تضربش الضربة الأولى فقلت له لا يمكن أن أقبل هذا القرار، لأنى لو تلقيت أنا الضربة الأولى، هتشلنى حتصيبنى بالشلل،
كما أن مبادرة إسرائيل لن تقتصر على ضربة أولى فنظر عبدالناصر للمشير الذى قال لصدقى طيب تحب تضرب إنت الضربة الأولى، وبعد كده تحارب أمريكا. وفى النهاية قلت أمرى لله وطلبت من المشير أن أتخذ أوضاعاً دفاعية بدلاً من الهجومية، فقال لا إنت تكون جاهز ننفذها فى أى لحظة» ونترك. شهادة اللواء أركان حرب مصطفى ماهر لنعود إلى حوار صحفى أجراه الصحفى الأمريكى وليام تود مع الرئيس عبدالناصر لمجلة «لوك» فى ٤ مارس ١٩٦٨،
حينما علق على ما حدث فى ٥ يونيو ١٩٦٧ مبرراً ومفسراً فقال: «ما يمكننى أن أقوله إننا نحن العرب لم نكن فى ذلك الوقت نخطط لشن حرب فى الشرق الأوسط وكان هذا هو الرأى السائد فى جميع مناقشات لجاننا العسكرية»، وهناك حديث صحفى آخر للرئيس عبدالناصر لمجلة «تايم الأمريكية» فى ١٢ مايو ١٩٦٩ قال فى سياقه: «إن الخطأ الكبير الذى وقعنا فيه، هو أننا لن نكن نخطط لمهاجمة إسرائيل».
ليس هذا فحسب ولكن كان هناك مؤتمر صحفى حضرته أجهزة الإعلام العربية والأجنبية فى القاهرة يوم ٢٨ مايو ١٩٦٧.. وفى رد على سؤال لمندوب الإذاعة الدنماركية وصحيفة «ديموكراتين» الدنماركية وصحيفة «أربيدير» النرويجية قال: «أتوقع كل حاجة وبالنسبة لهجوم إسرائيل ده.. إحنا بنتوقعه كل يوم».
ماهر حسن
Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment